تطبيع علني ومقاطعة مستمرة: قطر ترحب بالمحتلين وتعادي أشقاءها في 2019

كتب: بهاء الدين عياد

تطبيع علني ومقاطعة مستمرة: قطر ترحب بالمحتلين وتعادي أشقاءها في 2019

تطبيع علني ومقاطعة مستمرة: قطر ترحب بالمحتلين وتعادي أشقاءها في 2019

يبدو أن السياسة القطرية مستمرة في نهجها الخارج عن الاجماع العربي والتضامن الخليجي، لتبقى تغرد خارج السرب كما كان الحال خلال السنوات الماضية، ولعل ذلك ما أشارت إليه التحركات القطرية الأخيرة التي توفر مؤشرا على اتجاه الحركة القطرية خلال العام الجديد، نحو مزيد من التعاون مع المحتلين والقوى الاقليمية المعادية للأمن القومي العربي، ومزيد من المكابرة والإنكار لمشكلتها مع جيرانها.. الذي لم تعد تعتبرهم أشقاء.

وفي هذا السياق، أكد أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أن المقاطعة العربية المفروضة على قطر ستستمر في 2019 لتغيير توجهات الدوحة المخربة، متوقعا فشل نظام تميم في مواجهة الإجراءات المتخذة ضده.

وقال الوزير الإماراتي، اليوم الثلاثاء: "في تقديري أن مقاطعة قطر مستمرة في 2019 لأنها مرتبطة بتغييرات واجبة في توجهات الدوحة المخربة، وسيستمر الفشل القطري في فك الإجراءات المتخذة ضدها برغم الكلفة الباهظة، الموقف القطري يحركه الأمير السابق وعبره يدافع عن أرث أوقع الدوحة في مأزقها".

وتابع في حسابه على موقع "تويتر": "في السياق الأشمل نجد أن المحور العربي المرتكز على الرياض والقاهرة سيزداد زخما وقوة تجاه المحاور الإقليمية الإيرانية والتركية في المنطقة، لعلنا ما زلنا في المساحات الرمادية ولكن الحضور العربي أصبح أكثر أهمية ودوره أكبر حضورا بعكس السنوات الماضية".

ومن ناحيته، ذكر الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الاقليمي لـ"الوطن" أن قطر دولة خارج المنظومة العربية حاليا، وأصبحت يوما بعد يوم تتعامل على أنها ليست دولة عربية اساسا بعد رسخت خروجها من الإطار الخليجي.. "فهي تغازل تل أبيب من أجل الحفاظ على حكم نظام الحامدين المدعوم أمريكيا وإسرائيليا من خلال قاعدة العديد العسكرية، و"حتى في هذه المغازلة هي غير صادقة فهي تحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات متينة مع إيران.... التي تراها إسرائيل أيضا أهم مهدد لأمنها.. فالخلاصة أن الدوحة تلعب على كل الحبال وتريد دعم اللوبي الصهيوني العالمي لملف استضافتها لكأس العالم الذي هو مهدد منذ اليوم الأول بخسارة المليارات التي دفعتها قطر لتفوز بتنظيم هذا الحدث الرياضي الأهم في العالم.. فالترحيب بالإسرائيليين كمشجعين أو غيره جاء في سياق تحضيرات الدوحة لكأس العالم وكأن المنتخب الإسرائيلي قد ضمن صعوده للمسابقة وهو لم يحدث من قبل حتى".

وتابع: "قطر كعادتها تتاجر بالقضية الفلسطينية.. وسياستها متناقضة.. فهي تدعي الوقوف مع الوحدة والمصالحة الفلسطينية، وتقدم لحماس الأموال عبر المعابر الاسرائيلية مع قطاع غزة.. وهي تزعم أن بلداننا العربية والخليجية تطبع مع الاحتلال الإسرائيلي.. وفي الوقت نفسه تفتح حدودها أمامهم.. وتنظم زيارات سرا وعلانية إلى دولة الاحتلال.. كما يلتقي مسؤوليها بالاسرائيليين في مختلف الفعاليات الدولية.. وتهيء للإسرائيليين المشاركة في اي بطولة أو منافسة رياضية تنظمها بغض النظر عن أهميتها".

وأكد أبوزيد أن سياسة قطر في إخفاء تطبيعها مع اسرائيل هي السياسة نفسها التي اتبعتها في علاقاتها مع ايران قبل مقاطعة دول الرباعي العربي لها.. "فهي كانت تدعي تضامنها الكامل مع البحرين والإمارات والسعودية أمام التهديدات الإيرانية وفي ضوء عضويتها السابقة في التحالف العربي، بينما كانت لقاءاتها مع الايرانيين وخيانتها للتحالف سارية المفعول، وكانت تدعم الحوثيين وعرقت بشدة عمليات التحالف العربي إلى أن طردت منه".

ومن المرجح أن تستمر قطر في سياستها الداعمة للتطرف والإرهاب، على الرغم من الضغوط الدولية حاليا بعد كشف الرباعي العربي لحقيقة علاقاتها المشبوهة.

وكشف المؤرخ الاستقصائي والكاتب إيريك زيوس، أنه تقرير بالعدد الأخير لمجلة "مودرن دبلوماسي"، ذكر أنه بشكل عام يعد مستوى تعاون قطر في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأمريكية، هو الأسوأ على الإطلاق في المنطقة، مشدداً على أن القطريين لا يبذلون أي جهد، بل يعرقلون الجهود المبذولة لوقف تمويل الإرهابيين.

وأشار زيوس، إلى أن الجماعات الإرهابية، ومن بينها تنظيم القاعدة وحركة طالبان، يستغلون قطر كمكان لجمع التبرعات، وأنه على الرغم من أن الأجهزة الأمنية في قطر لديها القدرة على التعامل مع التهديدات المباشرة، وأحياناً تستخدم هذه الإمكانية، إلا أنها كانت مترددة في العمل ضد الإرهابيين المعروفين بدافع القلق من الظهور بمحاذاة الولايات المتحدة وإثارة أعمال انتقامية ضدها.


مواضيع متعلقة