"عفرين 2018".. مدينة جريحة تحت وطأة الاحتلال التركي

كتب: محمد علي حسن

"عفرين 2018".. مدينة جريحة تحت وطأة الاحتلال التركي

"عفرين 2018".. مدينة جريحة تحت وطأة الاحتلال التركي

"وجودنا في هذه الجغرافيا منذ 1000 عام هو بفضل شجاعتنا وصبرنا ولن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا".. تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بداية عام 2018، أعلن خلالها بدء العملية العسكرية ضد عفرين السورية تمهيدا لاحتلالها، لتتحول إلى منطقة تمارس فيها القوات التركية والتنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا الانتهاكات ضد المدنيين العزل من شيوخ ونساء وأطفال.

ويقول سيهانوك ديبو، عضو المجلس الرئاسي سوريا الديمقراطية، إن العدوان التركي على عفرين لم يخلق في لحظة، ولكن تم الانتقال والنقل فيه وعديد من السياقات حتى وصلت مشهد الاحتلال الراهن، عمليات كبيرة من البيع والشراء حدثت، عمليات ابتزاز متبادلة قام بها العديد من الأطراف الإقليمية والدولية.

وأضاف ديبو في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "المجتمع الدولي يعيش في حالة خذلان كامل لنا، حتى الهيئات العالمية التي تم تأسيسها بغرض استتباب الأمن والاستقرار العالميين تعيش حالة مروعة من التناقضات، وحالة فشل كلية".

وأوضح ديبو، أن "جميع المواطنين في عفرين وقفوا أمام الطائرات التركية والدبابات، وضد كل الدمار الذي خلفته، وتحملوا جميع الممارسات التي لا تمت للإنسانية بأي صلة التي قام بها الأتراك والمرتزقة الذين يدعموهم".

"إرهابيو جبهة النصرة استغلوا المدنيين كدروعا بشرية".. بهذه الجملة استهلت الناشطة الكردية رانيا جعفر حديثها لـ"الوطن"، حيث أكدت أن العناصر الإرهابية قامت بالعديد من الأفعال المشينة لاسيما في مخيمات النازحين، مشيرة إلى من حاول الهرب من المدنيين قتلوه بدم بارد.

وأضافت رانيا: "في إحدى قرى عفرين أغلق هؤلاء القتلة المنزل على العائلة التي كانت تقطنه وفجروه وهم بداخله، كما استهدف الطيران التركي عائلات سورية نازحة من إدلب إلى عفرين التي كانت آمنة قبل احتلالها".

وقالت نورا خليل، رئيسة منظمة شمس للتأهيل والتنمية بشمال سوريا، إن الاحتلال التركي لعفرين خلف آلاف الضحايا من المدنيين بين قتلى ومصابين، حيث لم يجد أردوغان من يردعه وقواته للتوقف عن جرائمه ضد المواطنين الأبرياء.

وأضافت نورا في اتصال لـ"الوطن": "كان بالمدينة الآلاف من النازحين من بقية المناطق السورية، حيث كانت بها 3 مخيمات للنازحين من الباب وأعزاز وإدلب وجرابلس، حتى أصبحت مأوى لهم من الدمار الذي أصاب تلك المناطق"، مشيرة إلى أن الطائرات الحربية التركية استهدفت المدنيين ولا صحة لما تداولته وسائل الإعلام التركية المرئية والمكتوبة من أنباء أفادت باستهداف المواقع العسكرية لقوات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية.

وقال الإعلامي الكردي أحمد المرندلي، إن الجيش التركي والعصابات الموالية له قصفت مقابر الشهداء، وعملت العناصر المتطرفة على تهجير المدنيين لتتشرد العائلات في الطرق، وسقوط عدد كبير من الأطفال بسبب شح الغذاء والماء والأدوية.

وأوضح المرندلي لـ"الوطن": "استخدم الأتراك الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في عفرين، ودمر جيشهم الممتلكات العامة والخاصة مثل مراكز ضخ المياه والأفران، واستهدف مستشفى عفرين المدني، وسلبوا المتاجر وسرقوا المنازل".

وقال إبراهيم مراد، المتحدث باسم ممثلية الإدارة الذاتية في ألمانيا، إن عفرين تعرضت لانتهاكات من عمليات سلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة شملت محتويات المنازل والمحلات والمتاجر والآليات وغيرها، إضافة إلى عمليات الاختطاف والتعذيب والاغتصاب والقتل والاعتقال، ونشر ثقافة الكراهية والتعصب القومي والديني".

وأضاف مراد لـ"الوطن": "الأخطر من كل ما سبق هي عملية تغيير ديموجرافي، وذلك بمنع المهجرين قسريا بالعودة إلى منازلهم، واستقدام آلاف العائلات من الغوطة الشرقية والقلمون ومن مخيمات إعزاز وإدلب وغيرها وتوطينهم في مدن وأرياف عفرين، حيث تم استقدام المئات من عوائل المسلحين من إعزاز وتركيا وإسكانهم في الوحدات السكنية في قلب مدينة عفرين".

وتابع: " تركيا وطنت عوائل مسلحي الغوطة الشرقية والقلمون في كل من مركز مدينة عفرين وناحيتي جندريسة وبلبلة، كل ذلك بالتزامن مع منع عودة أهالي عفرين الذين هجروا قسريا بالعودة إلى ديارهم".

واختتم المتحدث باسم ممثلية الإدارة الذاتية في ألمانيا، حديثه لـ"الوطن": "تركيا تسعى للتغيير الديموجرافي للمنطقة ليس فقط في عفرين، وإنما على امتداد الشمال السوري حتى مدينة كركوك العراقية".

 


مواضيع متعلقة