عدوى إنجازات وزارة الإسكان!

ما تحقق فى قطاع الإسكان لم يتحقق فى أى دولة أخرى، هكذا قال الرئيس السيسى الأسبوع الماضى، خلال افتتاحه بعض مشروعات الإسكان، أيضاً د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، استعرض الإنجازات التى تحقّقت فى بعض الوزارات، ومنها الإسكان، التى ما زال يتولى مسئوليتها، فخلال السنوات الأربع الماضية تضاعفت جهود الدولة فى إتاحة الوحدات السكنية، التى بلغت مليوناً وسبعمائة ألف وحدة، وتم تطوير 52 منطقة غير مخططة، بالإضافة إلى إنشاء عدد من مدن الجيل الرابع، منها العاصمة الإدارية، ومدن العلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، وغرب المنيا، وناصر غرب أسيوط والفشن وملوى وغيرها، أيضاً الإنجاز الضخم فى مجال مياه الشرب والصرف الصحى، فقد تم تنفيذ 236 محطة لمياه الشرب، بتكلفة 32 مليار جنيه، و609 مشروعات للصرف الصحى، بتكلفة 20 مليار جنيه، بالإضافة إلى محطات لتحلية مياه البحر، وأيضاً إنشاء الطرق والكبارى والأراضى المرفقة للمشروعات، كما استعرض رئيس الوزراء أيضاً الرؤية المستقبلية لوزارة الإسكان، التى تتضمن تنفيذ مشروعات ضخمة حتى 2020، وفى الحقيقة، فإن إنجازات قطاع الإسكان لا ينكرها أحد، وأحدثت رواجاً كبيراً فى سوق التشييد والبناء، وفتح ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة أمام المواطنين، وأسهمت فى تشغيل صناعات أخرى مغذية.

إن ما تحقق فى قطاع الإسكان لم يأتِ من فراغ، بل بناءً على رؤية متميزة وتخطيط جيد قام بتنفيذها رجال أكفاء، وقد سبق وكتبت عن د. مدبولى قبل توليه رئاسة الوزراء أنه رجل يُحسن اختيار معاونيه، ويفضل العمل مع فريق، وأن يكون نجماً وسط النجوم.

وإذا كان الفشل معدياً، فإن للنجاح أيضاً عدوى أتمنى أن تنتقل من وزارة الإسكان إلى كل قطاعات الدولة، خاصة الصناعة.

الرئيس السيسى خلال زيارته الأخيرة للنمسا استعرض أمام كبرى الشركات العالمية الجهود التى بذلتها الدولة فى مجال البنية التحتية وتهيئة مناخ الاستثمار وإعداد خريطة استثمارية موحدة تشمل كل الفرص، فقد دعا الرئيس المستثمرين الأجانب للاستفادة من الحوافز التى تمنحها الدولة للاستثمار فى مصر.

وعقب عودته من فينا، توجه مباشرة لزيارة المنطقة الصناعية بجبل الجلالة، لذلك أتمنى استغلال كل ذلك لتحقيق طفرة فى الصناعة كالتى تحدث فى الإسكان، لأن الصناعة لا تقضى فقط على البطالة والفقر والإرهاب، لكنها تسهم أيضاً فى تحسين المستوى الاقتصادى الذى يسمح للأفراد بشراء العقارات وعدم تعرّض الاستثمار العقارى لأى انتكاسة بسبب عدم قدرة المواطنين على الشراء أو سداد الأقساط.

إذا كان بناء مصانع جديدة يتطلب إمكانيات كبيرة، وأراضى مرفقة، ويحتاج إلى وقت طويل حتى تؤتى ثمارها، فإن الحل يكمن حالياً فى إعادة تشغيل المتوقفة والمتعثرة، فهى ثروة هائلة يصعب تعويضها أو بناء مثلها فى ظل ظروفنا الحالية، لدينا أيضاً مناطق صناعية فى معظم المحافظات وفيها مشاكل كثيرة صعبة، لكنها ليست مستحيلة، وبنفس روح بناء مدن الجيل الرابع السكنية، والقضاء على العشوائيات، نستطيع بناء قلاع صناعية تكون قاطرة التنمية.