الأخصائى النفسى.. «الفريضة الغائبة» فى المدارس

07:31 م | الجمعة 28 ديسمبر 2018

حالات عديدة من العنف والتنمر بين الطلاب وبعضهم فى مختلف المراحل الدراسية شهدها الفصل الدراسى الحالى منذ بدايته، جعلت البعض يتساءل عن المسئول عن تفشى هذه الظواهر بالمدارس وتدهور الحالة النفسية للطالب ومن يُعالج الطالب الذى يتعرض للإيذاء نفسياً ومن ينقذ الطالب الذى يمارس هذه الأمور بحق زملائه، هنا يبرز التساؤل الأهم عن دور «الأخصائى النفسى»، المنوط به التعامل مع هذه الحالات وهو ما يعد فى صُلب تخصصه ودوره داخل المدارس.

{long_qoute_1}

كثير من الطلاب وأولياء الأمور ليسوا على دراية بالأساس بوجود «الأخصائى النفسى» بالمدارس، إذ إن الشائع هو وجود «أخصائى اجتماعى» صاحب الدور المعروف فى بحث الحالة الاجتماعية للطلبة، لكن واقع الحال يكشف أن انحسار دور الأخصائى النفسى بالمدارس يرجع لإثقاله بأعباء إدارية وإشرافية دون التفات لدوره الرئيسى فى ضبط نفسية الطلبة وإشاعة التسامح بينهم ومعالجة من تظهر عليهم علامات أو بدايات الأمراض النفسية، فبعض إدارات المدارس توكل للأخصائى النفسى مهمة ضبط الأمن أمام البوابات، والإشراف على الطابور، والوجود فى الحصص الاحتياطية، والعمل فى «الكانتين»، ولا يجد «الأخصائى النفسى» فى العديد من المدارس مكتباً خاصاً له، ما يضطره للجوء للمكتبة أو غرف المدرسين أو الفصول أو الجلوس على السلم مع الطلاب، ما أبعده عن مهمته الأساسية وهى متابعة الوضع النفسى للطلاب وحل أزماتهم والحيلولة دون وقوعهم فى براثن الظواهر النفسية السلبية.

«الوطن» تواصلت مع أخصائيين نفسيين ورصدت معاناتهم مع ضعف الميزانية التى تجعلهم ينفقون على الندوات التى ينظمونها وأدوات عملهم واللوحات الإرشادية والزيارات المختلفة من جيوبهم الخاصة ومرتبهم الضعيف، كما استطلعنا رأى أولياء الأمور بشأن رؤيتهم لدور الأخصائى النفسى، إضافة إلى رأى الخبراء التربويين الذين أكدوا أن وزارة التربية والتعليم أهملت دورهم، فيما كان رد الوزارة أنهم غير تابعين لها ولا تعلم عنهم شيئاً.

أولياء أمور: نسمع عن دور الأخصائى النفسى المؤثر فى التنشئة السليمة لأبنائنا.. لكن وجوده «حبر على ورق»

خبراء تربويون: دور الأخصائى النفسى مُهمش نتيجة «فوضى التعليم».. ويجب منحه تدريبات مكثفة