96 ألف قتيل في 4 صراعات فقط.. 2018 عام "الدماء والحروب"

كتب: نادية الدكروري

96 ألف قتيل في 4 صراعات فقط.. 2018 عام "الدماء والحروب"

96 ألف قتيل في 4 صراعات فقط.. 2018 عام "الدماء والحروب"

ربما شهدت الأيام الأخيرة من عام 2018 هدوءًا نسبيا في عدد من الصراعات التي ضربت منطقة الشرق الأوسط على مدار سنوات طويلة ماضية، لكن هذا الهدوء النسبي لم يجلب معه هدوءًا متوازيا في عمليات سفك الدماء، ما تسبب في سقوط ما يزيد على 96 ألف قتيل في 4 صراعات فقط خلال 365 يوما، أي بمعدل 263.8 قتيل في اليوم الواحد، وهو ما يجعل عام 2018 من بين أكثر الأعوام دموية في منطقة الشرق الأوسط، وجاءت حصيلة القتلى في الصراعات الأربعة -وهي صراعات أفغانستان واليمن وسوريا والعراق- على النحو التالي:

1- أفغانستان: قد تكون الحرب الأفغانية التي بدأت في عام 1978 مرت بمراحل عدة، وإعلانات متكررة للانسحاب من أرض المعركة، مثل الإعلانات الأمريكية المتكررة لسحب القوات الأمريكية المتمركزة في أفغانستان، وكذلك انسحاب قوات الاتحاد السوفييتي، ورغم كل تلك التطورات، فإن حدة المعركة لم تخف على الإطلاق وتحولت إلى حرب عصابات وتفجيرات انتحارية شبه يومية، ما تسبب في مقتل 35 ألفا و941 شخصا خلال عام 2018، في حوادث تنوعت ما بين تفجيرات انتحارية وعمليات للجيش الأفغاني ومواجهات مع حركة "طالبان".

2- العراق: شهد عام 2018 تراجعا حادا في نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، إلى درجة لم يعد التنظيم يسيطر فيها على أي جزء من الأراضي العراقية، ولم يعد يتبق سوى فلول من التنظيم الإرهابي تطاردهم قوات الجيش العراقي بين الحين والآخر في المحافظات العراقية المختلفة.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإن عدد الضحايا الذين سقطوا في المواجهات التي اندلعت بين الجيش العراقي وتنظيم "داعش" خلال عام 2018، بلغ ما يقرب من 4 آلاف و861 قتيلا، وهو رقم كبير في ظل عدم وجود إحصاءات أخرى لعدد القتلى الذين سقطوا نتيجة التفجيرات الانتحارية والعمليات الأمنية التي جرت في بعض المحافظات العراقية.

3- سوريا: تعتبر الحرب السورية أطول حرب ممتدة في التاريخ الحديث، ويعتقد البعض أن عدد ضحاياها يتجاوز أعداد القتلى والمصابين في الحربين العالمية الأولى والثانية، إلا أنه ليست هناك تقديرات رسمية تشير إلى عدد الضحايا الذين سقطوا على مدار 8 سنوات من الأزمة السورية، وعلى الرغم من أن عام 2018 شهد تراجعا كبيرا في نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي، سواء نتيجة معارك الجيش السوري وحلفائه من ناحية أو معارك قوات سوريا الديمقراطية وحلفائها من التحالف الدولي من ناحية أخرى، فإن التوتر والعنف المصاحب للحرب السورية لم يشهد تراجعا كبيرا، خصوصا في ظل التصعيد التركي المتواصل ضد مناطق شمال وشرق سوريا والتهديدات المستمرة بتنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات التي يغلب عليها الأكراد، وقد تسببت المعارك التي دارت في عام 2018 في "دير الزور" و"إدلب" وعدد من المحافظات السورية الأخرى التي لم تكن قد تحررت في عام 2017، في سقوط حوالي 29 ألفا و789 قتيلا.

4- اليمن: بدأت الأزمة اليمنية في عام 2011 تأثرا بموجة الاحتجاجات التي اجتاحت أنحاء الوطن العربي، لكن نقطة التحول كانت بإعلان التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده السعودية، إطلاق عملية عسكرية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران و"حزب الله" اللبناني في عام 2015، وعلى الرغم من استعادة الحكومة الشرعية السيطرة على مناطق واسعة من المحافظات اليمنية، فإن الحرب لا تزال مستمرة وتهدد بالانفجار في أي لحظة رغم الجهود العربية والأممية والدولية لحل الأزمة وإعادة الحكم الشرعي إلى البلاد، وقد سقط نتيجة المعارك التي دارت في عام 2018 في اليمن، حوالي 25 ألفا و705 قتلى.


مواضيع متعلقة