هل يكتب الانسحاب الأمريكي البداية لتسوية الأزمة السورية؟ خبراء يجيبون

كتب: دينا عبدالخالق

هل يكتب الانسحاب الأمريكي البداية لتسوية الأزمة السورية؟ خبراء يجيبون

هل يكتب الانسحاب الأمريكي البداية لتسوية الأزمة السورية؟ خبراء يجيبون

في الساعات الأخيرة من مساء أمس، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقرار مفاجئ، معلنًا انسحاب قوات بلاده من سوريا، موضحًا أن بلاده هزمت "داعش" الإرهابي، السبب الوحيد في بقاء القوات الأمريكية هناك، خلال فترة رئاسته.

وقال البيت الأبيض، في بيان: "بدأنا سحب قواتنا من سوريا فيما ننتقل إلى المرحلة الثانية من حملة مكافحة الإرهاب التي يمثلها التحالف الدولي"، مضيفا أن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون للتعاون على كافة الأصعدة لحماية مصالح الولايات أينما دعت الحاجة، وسنستمر في العمل معا لمنع سيطرة داعش الإرهابي على أي أراض جديدة، أو الحصول على دعم أو تمويل يسمح للتنظيم الإرهابي بعبور حدودنا.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن واشنطن تستعد لسحب قواتها من سوريا، في خطوة مفاجئة من شأنها طرح علامات استفهام حول دور الولايات المتحدة في المنطقة، حيث نقلت شبكة "CNN" عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله إن واشنطن تخطط لسحب "كامل وسريع" للقوات، فيما أعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الانسحاب سيكون من شمال شرق سوريا.

وينتشر حاليا نحو ألفي عسكري من القوات الأمريكية في هذا البلد، وتعد خطة الانسحاب تحولا مفاجئا للاستراتيجية الأمريكية، خاصة بعدما عدل ترامب عن رغبته التي كررها مرارا في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمحاربة "داعش" الإرهابي.

وتأتي أنباء الانسحاب الأمريكي من سوريا، بالتزامن مع وصف وزارة الخارجية الروسية الوجود الأمريكي في سوريا بـ"غير الشرعي"، قائلة إنه تحول لعائق خطير في طريق تسوية الأزمة السورية.

في الوقت نفسه، اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية قرار الانسحاب الأمريكي المفاجئ من شرقي سوريا "طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين"، في أول تعليق لها على القرار، أمس.

وكانت تركيا تدخلت ضد وحدات حماية الشعب في منطقة غربي الفرات في العامين الماضيين، لكنها لم تستهدف بعد أي منطقة شرقي النهر، وأحد أسباب ذلك هو رغبتها في تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا غير شرعي، وأن سحب واشنطن لقوتها خطوة صحيحة، حسبما أفادت قناة "إكسترا نيوز" في نبأ عاجل.

ويرى الدكتور هشام البقلي، خبير الشؤون العربية، والمتخصص في الشأن الإيراني، أن ذلك الانسحاب يعتبر بداية نهاية الأزمة السورية، حيث إن أمريكا كانت وضعت عدد من الشروط التي عرقلت المساعي الدولية لحل الخلاف، نظرا لاعتراض قواتها على وجود نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالبلاد حاليا، حيث إنها  كانت تبقى من أجل حماية أمن إسرائيل من أية أضرار إيرانية محتملة.

وأكد البقلي لـ"الوطن"، أن ترامب أتخذ ذلك القرار خوفا من تكرار نفس الانسحاب الأمريكي من العراق لتقع الأخيرة في يد إيران، وفقا لتصريحات رئيس الولايات المتحدة، مرجحًا أن تشهد الفترة المقبلة تفاهمات واستعدادات عديدة بسوريا، وتعديل الدستور ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

وشاركه في الرأي نفسه، كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي، حيث يرى أن بالفترة الأخيرة ظهرت عدة ملامح التي تعني الاتجاه لتسوية الأزمة، سواء على الساحة المحلية أو الدولية، مضيفا أن لروسيا دور محور في دمشق، لذلك في حال تنفيذ ترامب لانسحابه العسكري سيتمر متواجد دبلوماسيا بالبلاد.

إعادة ترتيب أوراق، هو الهدف من الانسحاب الأمريكي في رأي سعيد، موضحا أنه في الفترة الأخيرة زاد التصعيد بين واشنطن وأنقرة، فيما تستعد تركيا لعملية "شرق الفرات" لذلك تحاول الولايات المتحدة الاتجاه لتهدئة الأوضاع لتجنب أي أضرار محتملة لإسرائيل، وإعادة صياغة العلاقات بين أمريكا وتركيا.

وأشارت الدكتورة نورهان الشيخ، خبير الشؤون الروسية، إلى أن الولايات المتحدة لن تنسحب فعليا من سوريا، حيث إنها رددت ذلك الوعد طوال 17 عامًا بخروجها من أفغانستان وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وأكدت الشيخ، وجود شكوك حول الوعد الأمريكي، مضيفة أن ذلك سيكون جيدا لتسوية الأزمة السورية، ولكنها ستظل معقدة للغاية نظرا لوجود عدة أطراف بالأمر وداخل البلاد.

وأوضحت أن الإعداد حاليا للدنة الدستورية بسوريا، ومشاركة المعارضة بها، يعتبر خطوة مهمة للغاية، والتي تمهد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، لإعادة اطلاق النظام السوري بشكل شرعي، وإعادة تطبيع وضع سوريا الدولي والإقليمي.


مواضيع متعلقة