"الإدارية العليا" ترفض إلزام الحكومة بدفع مليون جنيه لشركة مصر للنظم

كتب: محمد عيسى

"الإدارية العليا" ترفض إلزام الحكومة بدفع مليون جنيه لشركة مصر للنظم

"الإدارية العليا" ترفض إلزام الحكومة بدفع مليون جنيه لشركة مصر للنظم

قضت المحكمة الادارية العليا بمجلس الدولة، برفض طلب شركة مصر للنظم والحاسبات، اليوم، بإلزام الحكومة بسداد ما تدعيه من مستحقات مالية ورفض طلبها بالزام الدولة بدفع مبلغ مليون وخمسمائة ألف جنيه تعويضا عن الأضرار المادية والأدبية، التي أصابت الشركة الطاعنة جراء الفسخ غير القانوني.

صدر الحكم برئاسة برئاسة المستشار الدكتور حسنى درويش نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشار ناصر عبد القادر ومنير عبد القدوس ونجم الدين عبد العظيم والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نواب رئيس مجلس الدولة.

قالت المحكمة، في حيثيات حكمها، إن الحكومة تعاقدت مع الشركة الطاعنة عن عملية إصلاح الأعطال وتوريد وتركيب سنترال جديد، وعمل الصيانة لمشروع التحكم عن بُعد لمحطات النصر بغرب النوبارية، وتضمنت شروط العقد التزام الشركة الطاعنة بإصلاح الأعطال والتشغيل لمشروع التحكم عن بُعد لمحطات النصر بغرب النوبارية وتركيب سنترال جديد وإصلاح تليفونات وسنترالات.

وأضافت المحكمة أن شروط العقد شملت أيضا على التزام الشركة بإصلاح الأعطال والتشغيل لمشروع التحكم عن بُعد لمحطات النصر الخمس الرئيسية بغرب النوبارية، ونقل المعلومات إلى المركز الرئيسي بالمصلحة والإدارة المركزية بمركز بدر، ومقر إدارة محطات ناصر وأجهزة التكييف ضمن مشمول العقد وأعمال الصيانة اللازمة، وأن الشركة مسئولة عن النظام بالكامل "H.W"، وهي تعني الأجهزة، وتحميل"S.W"، وهي تعنى السوفت وير أي البرامج.

وتضمن العقد أن تتم هذه الأعمال لمدة 5 سنوات وبمبلغ مقداره 390 ألف جنيه سنويا، ويسدد شهريا بواقع 32 ألف و500 جنيه.

وأضافت المحكمة أنه أثناء تنفيذ العقد حدثت بعض الأعطال فى غرفة التحكم الآلي، وحُررت بذلك مكاتبات متبادلة من مركز نظم المعلومات والشركة بينت فيها الأعطال التي حدثت بالوحدة، والتي تمثلت في تعطل 5 أجهزة رئيسية هي جهاز المميك وجهاز الميكرو فاكس وشاشة الورك ستيشن والطابعة وشاشة التيرمينال.

وأرجعت الشركة سبب هذه الأعطال إلى عدم سلامة نسخ البرامج لديها، وأنها تحتاج إلى نسخ البرامج الأصلية والموجودة بحوزة الجهة الإدارية، وبالفعل سلمت الجهة الإدارية نسخ البرامج إلى الشركة إلا أن الأخيرة فشلت في تحميل البرامج وتشغيل الأجهزة المعطلة، معللة ذلك بقدم برامج التشغيل.

وإزاء ذلك تقدمت الشركة بطلب الحصول على نسخ من برامج التشغيل من الشركة البريطانية المصنعة لهذه البرامج، حيث قدمت الأخيرة نسخة أصلية جديدة، لتشغيل جهاز المميك، حيث عمل الجهاز بشكل صحيح واعتذرت عن تقديم برامج تشغيل باقي الأجهزة المعطلة لقدم هذه البرامج وتوقف تصنيعها منذ سنوات.

وذكرت المحكمة أن الجهة الإدارية شكلت لجنة لدراسة أسباب الأعطال على هدى من إدعاء الشركة الطاعنة من أن هذه الأعطال سببها قدم البرامج (برامج السوفت وير S.W)، حيث طلبت الشركة من اللجنة مهلة لتقوم بتصنيع برامج محلية جديدة تقوم مقام البرامج القديمة في تشغيل الأجهزة المعطلة.

وأضافت المحكمة أن الشركة صنعت برامج جديدة، وحددت مع اللجنة يوما لتجربة النظام، وقد تم تجربة النظام في الموعد المحدد له، حيث طلبت اللجنة من الشركة إصلاح بعض الأخطاء بالنظام وإجراء التعديلات وتنفيذ بعض الملاحظات، بيد أن الأوراق كشفت عن أن الشركة الطاعنة لم تقم بإدخال التعديلات التي طلبتها اللجنة، كما امتنعت الشركة عن تنفيذ طلب الجهة الإدارية تغيير جهاز الميكروفاكس، معللة ذلك بأنه لا فائدة من تغيير الجهاز، طالما لم يتم تشغيل البرامج الجديدة بشكل صحيح.

وفسخت الجهة الإدارية العقد استنادا إلى مسئولية الشركة عن سلامة برامج تشغيل هذه الأجهزة، ولا يجوز لها أن تتنصل من التزامها والإدعاء باقتصار مسئوليتها على تحميل البرامج دون ضمان سلامة هذه البرامج.

وأوضحت المحكمة أنه لا يعفى الشركة من المسئولية قولها بأن الأعطال التي حدثت ليست بسبب تطور تكنولوجي وعلمي وتقني متسارع بل لقدم البرامج الأساسية للتشغيل، فذلك مردود بأن عمل الشركة الرئيسي هي وضع البرامج المتعاقد عليها موضع التنفيذ الصحيح دون أن تتذرع بقدمها، وهي العليمة بذلك، فضلا عن أنه وإن كان من أخص واجباتها بحكم تخصصها التقني ملاحقة ركب التطور التكنولوجي والعلمي والتقني سريع الإيقاع، فإن الأورق كشفت عن أن الأعطال لم تكن وليدة لثمة تطور حدث في هذا المجال، ولم تكن كذلك ترجع إلى قدمها، وإنما لتقصيرها في وضع ما اتفقت عليه نصا وروحا موضع التنفيذ الصحيح.

وأشارت المحكمة إلى أنه لا عبرة قول الشركة بأن التزامها بتحميل برامج التشغيل فقط دون أن يمتد بضمان عملها، فهذا الدفع مردود بأن مضمون كلمة تحميل برامج التشغيل (S.W) تحتوي بالضرورة، وفقا للمعنى الفني الدقيق على تحميل هذه البرامج لتشغيل الأجهزة على نحو صحيح بحكم درايتها وتخصصها، فإذا تم تحميل هذه البرامج بشكل خاطئ أو ترتب على تحميل هذه البرامج أن الأجهزة لا تعمل بشكل صحيح، تكون الشركة قد قصرت فى أداء عملها ولم تقم بتحقيق الغرض من الالتزام، ما يتعين معه طرح هذا القول.

واختتمت المحكمة حيثيات حكمها برفض طلب الشركة بتعويضها بمبلغ مليون ونصف جنيه من الدولة، لأن الشركة مسؤولة مسؤولية كاملة عن تعطل النظام، نظرا لأن الجهة الإدارية سلمتها نسخ البرامج والنسخ الاحتياطية لنظام السوفت وير، وساندتها في كل ما طلبته من إجراءات، إلا أنها فشلت في تشغيل الأجهزة، ولم تستطع تنفيذ التزاماتها العقدية على وجهها الصحيح، ما حدا بالجهة الإدارية إلى فسخ التعاقد مع مصادرة التأمين وتسييل خطابي الضمان المقدمين كتأمين ابتدائى ونهائي ومن ثم لم ترتكب الجهة الإدارية ثمة خطأ تجاه الشركة الطاعنة وتنهار باقي أركان المسؤولية الموجبة للتعويض في جانب الجهة الإدارية، متعينا القضاء برفضه.


مواضيع متعلقة