«المرض الخبيث».. خبراء: نأمل فى التخلص منه مثل «فيروس سى»

كتب: نادية الدكرورى

«المرض الخبيث».. خبراء: نأمل فى التخلص منه مثل «فيروس سى»

«المرض الخبيث».. خبراء: نأمل فى التخلص منه مثل «فيروس سى»

130 ألف مصرى يصابون كل عام بلعنة المرض الخبيث «السرطان»، وفقاً للإحصاءات الرسمية، ورغم أن هذا العدد مرشح للزيادة، ليصل فى 2050 إلى 330 ألف مصاب سنوياً، أى ما يقرب من ثلاثة أضعاف الرقم الحالى، لكن الأمل ما زال قائماً فى التخلص من المرض، الذى ينهش أجساد المصريين بلا رحمة أو هوادة، بسبب التقدم العلمى فى مجال علاج الأورام، وربما يصبح الأمر «كابوس وانزاح» مثل فيروس «سى».

{left_qoute_1}

«الوطن» تحدد مع خبراء واستشاريين متخصصين فى علاج الأورام السرطانية، أسباب الإصابة بهذا المرض والوقاية منه.

قال الدكتور مدحت خفاجى، أستاذ الجراحة بمعهد الأورام، إن عوادم السيارات تحتوى على نحو 150 مادة سامة، يمكن أن يتسبب استنشاقها بشكل مستمر فى الإصابة بالأورام السرطانية، كما أن المعالجة الأولية لمياه الصرف الصحى، والتى تتم فى محافظات الصعيد والدلتا، تنتج مياهاً تحتوى على مواد صلبة، يمكن أن تتسبب فى انتشار هذا المرض.

وأضاف «خفاجى» لـ«الوطن» أن الاستخدام غير المقنن لأنواع رخيصة ومحرم تداولها عالمياً من المبيدات الحشرية، يعتبر أيضاً أحد الأسباب الرئيسة لانتشار أورام الغدد الليمفاوية، الذى يعد ثالث أكثر أنواع السرطانات المنتشرة بين المصريين، بينما يتراجع عالمياً للمرتبة السابعة.

«البدائل أمام المواطنين قليلة»، هكذا يصف «خفاجى»، الوسائل المتاحة أمام المصريين للوقاية من الإصابة بالأمراض السرطانية، مشيراً إلى إمكانية استخدام فلاتر المياه، للوقاية من الإصابة بفيروس «سى»، حيث تمنع وصول الطمى الذى يحمل الفيروس إلى جسد الإنسان، ويقلل أيضاً الإصابة بمرض سرطان الكبد، وهو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً.

«سرطان الكبد على رأس خريطة أنواع السرطانات فى مصر، حيث تصل نسبة الإصابة به إلى 23.8% ويتسبب فى زيادة عدد الوفيات الناتجة عن الأورام»، وفقاً للدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، الذى أوضح أن الإصابة بسرطان الكبد تنتج عن دخول مواد ملوثة إلى الجسم، من أبرزها مياه صرف المصانع، التى تحوى المعادن الثقيلة مثل الكادميوم والرصاص، وتلقى فى مياه النيل، ما يعزز فرص الإصابة خاصة بين سكان المناطق المجاورة لتلك المصانع.

وأشار «عز العرب» فى تصريحات لـ«الوطن» إلى أن انتشار الميكروبات والفيروسات، يعتبر أحد العوامل الرئيسية فى ظهور الأورام، ورغم تراجع الإصابة بسرطان المثانة، بعد الجهود المصرية فى محاربة «البلهارسيا»، والأخرى لتقليل الإصابة بفيروس «سى»، مؤكداً أهمية الحملات القومية لفحص وعلاج المصابين بفيروس سى، الذى يتسبب فى تليف الكبد وحدوث السرطان.

وأكد «عزب العرب» أن نسبة الإصابة بأورام السرطان ستزيد لثلاثة أضعاف بحلول 2050 لتصل إلى 330 ألف حالة سنوياً، لافتاً لأهمية معالجة مياه الصرف الصحى، التى تعيد الدولة استخدامها، معالجة ثلاثية للتخلص من مركب «النيتروزامينس»، الذى يسبب الإصابة بالسرطان.

وكشف عن أنه سيقدم خلال الفترة المقبلة، مبادرة لرئاسة الجمهورية، لإنشاء مركز يكافح ظهور فطر «الأفلاتوكسين»، الذى يظهر بسبب سوء تخزين الحبوب مثل القمح والفاصوليا سواء منزلياً أو على مستوى قومى، موضحاً أن هذا الفطر من العوامل الرئيسية فى انتشار سرطان الكبد، وفقاً لما كشفت عنه الأبحاث التى أجريت على عينات من دم المرضى مؤخراً.

وأوضح «عز العرب» أن العالم يشهد حالياً تطوراً كبيراً فى صناعة الأدوية التى تعالج الأورام السرطانية، فمثلاً خلال العام الماضى، ظهرت 3 أدوية جديدة لعلاج سرطان الكبد المتقدم، بديلاً عن دواء «سورافينيب»، الذى يستخدم منذ عشر سنوات، موضحاً أن استخدام هذه الأدوية فى مصر يحتاج لدعم الدولة لتسهيل حصول المواطنين عليها.

وأوضح أن مصر يصعب عليها حالياً التوصل لعلاج للسرطان، لكننا نركز جهودنا فى الأبحاث التكميلية، وهى المرحلة الثانية والثالثة من اختراع عملية الدواء وتجريبه، وفى انتظار إقرار قانون «التجارب السريرية»، الذى يسهل بعض المحاولات، وأبرزها اختبار أبحاث الدكتور مصطفى السيد، عن العلاج بـ«نانو الذهب».

وقال الدكتور رفعت كامل، أستاذ جراحة الأورام بجامعة عين شمس إن «لدينا أملاً فى معركة مواجهة الأمراض السرطانية بالتأكيد»، مشيراً إلى جهود الدولة الأخيرة، فى مكافحة الإصابة بفيروس سى، من خلال حملة «100 مليون صحة»، التى يرعاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى أسهمت فى تقليل نسب الإصابة بسرطان الكبد بشكل كبير، وهو ما تعكسه الأرقام حتى عام 2022، خصوصاً بعد تراجع الإصابة بالفيروس من 8 إلى 4%.

وأضاف «كامل» فى تصريحات لـ«الوطن» أن انتشار الأورام مسألة تهدد دول العالم كله وليس مصر فقط، متوقعاً أن تتراجع أعداد الإصابة بهذا المرض بفعل تطور الأدوية المستخدمة فى مكافحته، وتقدم طرق تشخيص الأورام، مثلما حدث مع سرطان الثدى، الذى أصبح بمقدورنا اكتشافه قبل حدوثه بسنتين، ما يجعل الصورة غير مظلمة، فيما يتعلق بهذا المرض، خصوصاً مع وجود نسب شفاء منه، لم نكن نسمع عنها من قبل.


مواضيع متعلقة