"الوطن" داخل مساكن "المحروسة".. أمل مصر بلا عشوائيات وحياة كريمة
"الوطن" داخل مساكن "المحروسة".. أمل مصر بلا عشوائيات وحياة كريمة
- المحروسة 1
- المحروسة
- السيسي يفتتح المحروسة
- تطوير العشوائيات
- مساكن المحروسة
- المحروسة 1
- المحروسة
- السيسي يفتتح المحروسة
- تطوير العشوائيات
- مساكن المحروسة
بين العديد من المباني الرمادية القصيرة المحيطة، وعلى مساحة تقرب إلى 60 فدانا، تميزت بأشكالها المميزة وطوابقها الستة وألوانها الزاهية بين الأزرق والأحمر والأخضر، وانتشار الأشجار والورود بين العقارات وتزين أحرفها المجاورة للمسجد والمشفى والملعب والحضانة والمدرسة، التي يحمل كل منها نفس الاسم، ويكونون سويا "كمبوند فاخر" صنع بأيادي مصرية، تصنع حياة جديدة متكاملة لسكان العشوائيات، تحت اسم "المحروسة".
يعتبر مشروع المحروسة، بحي السلام في محافظة القاهرة، أحد أهم المشروعات القومية تمهيدا لإعلان مصر خالية من العشوائيات، حيث إن "المحروسة 1" يضم نحو 4900 وحدة سكنية، وعددا من المحال والمكاتب والوحدات الإدارية في المشروع.
بينما يتضمن "المحروسة 2" نحو 1608 وحدة سكنية، لخدمة سكان المناطق العشوائية غير الآمنة، وتبلغ المساحة المخصصة للمشروع نحو 60 فدانا، منها 37.4 فدان مخصصة للعمارات، و14.2 فدان مخصصة للخدمات، و8.4 فدان مخصصة للطرق وممرات المشاة، بجانب 2.7 فدان للمناطق الخضراء والفراغات العامة، وتم تنفيذه بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات، حيث افتتحه الرئيس السيسي، أمس، بحفل ضخم في حضور المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء والشخصيات البارزة.
{long_qoute_1}
قبل ذلك الافتتاح الضخم الذي أعطى المشروعات أولى دفعات المهمة، بنحو عامين، كان الأمر مختلفا تماما، حيث كانت تلك المساحة الشاسعة عبارة عن قمامة، لتكون أشبه بـ"جهنم"، على حد وصف المهندس مجدي منصور، المشرف العام التنفيذي على المشروع بشركة "مكة"، مضيفا أنه منذ تسلمه العمل بتلك المنطقة، عقب مشاركته السابقة بمشروع الأسمرات في المقطم، بذل كل المتواجدين بالمنطقة من عمال ومساهدين وشركات و"خفر" ومهندسين ومستشارين، جهودا مضنية لإعادة الحياة لتلك الأرض الرملية وتحويلها لمنطقة سكنية لتصبح حاليا "جنة"، مقارنا بحالها السابق، لذلك يتمنى إحاطتها بسور مخصص لها.
رغم انتهاء المشروع، واقتصاره على مرحلة تجهيز الشقق بالأثاث والأجهزة الكهربية بدعم من صندوق "تحيا مصر" وعدد من الجمعيات الخيرية، إلا أن المهندس الأربعيني حرص على زيارته للاطلاع على مستجدات الوضع، وأن يصطحب معه بناته الثلاثة "حبيتهم يشوفوا التغيير اللي بيحصل في بلدهم، وأني كنت صاحب دور بسيط فيه".
{long_qoute_2}
تتكون "المحروسة 1" من حوالي 200 عقار، بواقع 4900 شقة سكنية، بزين بعضهم علم مصر كبير يجذب المارة، حيث إن العقار الواحد مكون من 6 طوابق، وكل طابق به 4 شقق تقترب مساحة الواحدة منهم إلى 60 مترا، وتتألف من غرفتين ومطبخ ودورة مياة وغرف معيشة وغرفة طعام، مجهزين بالكامل من الأسرة والمفارش والمقاعد والمناضد والأجهزة الكهربية: "الغسالة والثلاجة والتليفزيون والبوتوجاز"، فضلا عن وجود عقارات أخرى ذات 7 طوابق، و3 عقارات أخرى للمرأة المعيلة الذيت يتواجد بهم مصاعد متميزة أيضا، المواجهين لمنطقة الحدائق لتنزه أهالي وأطفال "المحروسة".
بعد افتتاح المشروع أمس، أنهى العمال بالمشروع كافة أعمالهم، ليقتصر الأمر على وضع الأثاث، ويباشر المهندسون تلك الأعمال بين الحين والآخر حتى تسلم جميع المواطنين القادمين من عشوائيات "الرشاح، اسطبل عنتر، مثلث ماسبيرو، وغيرهم"، تلك الشقق وتجهيزها، وفقا للمهندس عماد أحمد، القائم على المشروع بشركة النيل.
{long_qoute_3}
على مدار الأسابيع الماضية، وتوافد المواطنين على المشروع لرؤية سكنهم الجديد، لمس المهندس الثلاثيني انطباعات جيدة للغاية لديهم، وكونها تختلف بشدة عن مساكنهم العشوائية السابقة، فضلا عن تجهيزها على مستوى راقي للغاية، مضيفا أنه تم استخدام مواد بناء وبنية تحتية ممتازة بالمشروع ماجعله يتمنى أن يحصل على شقة فيه "ياريت يدوني شقة هنا، محدش هيلاقي حاجة بالجودة والأسعار دي إلا هنا".
لم تقتصر "المحروسة 1"، المقسمة لأربعة مناطق "النيل، الأمل، النزهة، الحرية"، على المباني السكنية فقط، بل ضمنت أيضا للمقيمين فيها كافة سبل الحياة والترفيه أيضا، حيث يتواجد بها مول تجاري ومنافذ أغذية، ومستشفى طبية مجهزة بأحدث وأرقى الأجهزة والتكنولوجيا، ومدرسة، وحضانة، ومسجد، وملاعب رياضية، فضلا عن الحدائق والمتنزهات المنتشرة بين المباني.
{left_qoute_1}
وبينما يستعد سكان المحروسة الجدد للانتقال لمنازلهم الحديثة، توجد العديد من الأعين الساهرة، التي تحرص كافة العقارات المغلقة، كالريس عاشور محمد، كبير الخفر بمنطقة "الحرية"، الذي يرى ذلك المشروع كأنه "ابني البكري اللي شوفته بيكبر قدامي يوم بيوم وبنيته بإيدي طوبة طوبة".
بخلاف العمال والمهندسين، لم يفارق الخفر موقع المشروع على الإطلاق، وحاولوا مواجهة الصعاب بمساعدة القائمين على البناء تارة، وحماية المعدات والآلات تارة أخرى، ومنع حوادث السرقة حينا ثالثا، "كنا شايلين روحنا على أيدينا علشان ده حته من بلدنا ومننا كلنا"، وفقا لعاشور.
لم يتوقع الرجل الخمسيني أن يفتتح السيسي بالأمس المشروع، وتوقع أن يقتصر الأمر على رئيس الوزراء، ومحافظ القاهرة الذي تواجد باستمرار في "المحروسة" لمتابعة الأعمال، قائلا: إن سكان المنطقة المحيطة كانوا ينتظرون ذلك بفارغ الصبر ليرفعون أصوات الأغاني الوطنية منذ الصباح ويهللون ويصفقون، لتسود سعادة غامرة بين الحضور فور وصول الرئيس، الذي تمنى بشدة لقائه لشكره على تغييره وبصماته الواضحة بالبلاد.
وبعد مرور أقل من 24 ساعة من افتتاح السيسي، استقبلت المستشفى الأولية بالمحروسة، اليوم، أول حالة إصابة نتيجة سقوط خفير على السلالم وكدمة في الظهر وتحويله للمستشفى العام، وفقا للدكتور أحمد رأفت، طبيب أسنان والمشرف على مركز الرعاية الأساسية.
{left_qoute_2}
يعتبر المركز لخدمة المواطنين العامة والرعابة الأساسية، ويتضمن عيادات لانظبم الأسرة والأسنان وغرفة ولادة ضخمة ومتابعة للأطفال حديثي الولادة، وصيدلية، ومجهزا بأضخم وأحدث الأجهزة الطبية والتقنيات لخدمة منطقة السلام بأكملها وليس المحروسة فقط، بحسب طبيب الأسنان، موضحا أنه يتواجد به حاليا طاقم ضخم من 30 طبيبا و15 ممرضا، وهيكل إداري تحت الإنشاء، حيث إنه مرجح زيادة تلك الأعداد خلال الفترات القادمة واستقدام تخصصات أخرى كالأطفال والعظام والرمد.
وأكد رأفت أن المركز يسعى خلال الفترة المقبلة لتنفيذ خطته بالحصول على شهادتي "الجودة والأيزو"، كونه مؤهل لذلك بتجهيز ضخم، ما يعتبر دليلا على الرؤية المتميزة لوزارة الصحة بشأنه، ما يضع مصر على طريق التقدم واعترافا جديدا قويا بأهمية احترام المواطن المصري وحقه في معيشة كريمة.
تجهيزات المركز الضخمة وجودته وإمكانياته العالية استقطبت العديد من الأطباء بمختلف أنحاء القاهرة، حيث أكدت طبيبة الأسنان الدكتورة هدى محمد، أنه فور رؤية الجميع لمؤهلات وأجهزة المركز يطلبون سرعة نقلهم إليه رغم بعد أماكنهم السكنية عنه، حيث يسيطر على الجميع الحماس لخدمة المواطنين والدولة في ظل جهود الرئيس السيسي لذلك.