شباب البحر الأحمر يرفع شعار «مراتى خواجاية»: من هنا يبدأ حلم الهجرة

شباب البحر الأحمر يرفع شعار «مراتى خواجاية»: من هنا يبدأ حلم الهجرة
- البحر الأحمر
- الخارجية الروسية
- الخدمة العسكرية
- الزواج الشرعى
- السفارة الروسية
- البحر الأحمر
- الخارجية الروسية
- الخدمة العسكرية
- الزواج الشرعى
- السفارة الروسية
ارتفاع تكاليف الزواج، والبطالة، وحلم الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية، بالإضافة إلى السعى للحصول على المال والمتعة، كل هذه الدوافع جاءت فى مقدمة الأسباب التى تدفع العديد من الشبان المصريين إلى الاقتران من أجنبيات، خاصةً فى المحافظات السياحية، دون النظر إلى اعتبارات أخرى، مثل اختلاف الديانة والثقافة والسن وطبيعة المجتمع، أو حتى الاعتبارات الصحية، التى عادةً لا تقف عائقاً فى طريق هؤلاء الشبان نحو تحقيق ما يطمحون إليه.
{left_qoute_1}
ورصدت «الوطن» تزايد هذه الظاهرة فى مدينة الغردقة، بمحافظة البحر الأحمر، خاصةً فى مناطق «الكوثر» و«مبارك 2» و«عربية»، حيث تصل نسبة الزواج من أجنبيات إلى ما يقرب من 70% من حالات الزواج المسجلة، وفق تقديرات محامين وحقوقيين، نظراً لارتفاع معدلات البطالة بتلك المناطق، مما يدفع بعض الشبان إلى البحث عن أجنبيات، غالبيتهن من كبار السن، للبحث عن المتعة والمال وتحقيق حلم السفر، فى حين أن نسبة الزواج القائم على الحب والرغبة فى الاستقرار لا تتجاوز 10%. وبحسب محامين تحدثت معهم «الوطن»، فإن زواج هؤلاء الشباب من أجنبيات صحيح من الناحية الشرعية والقانونية، وتترتب عليه جميع الآثار المترتبة على الزواج الشرعى، من ميراث وحقوق رعاية الأبناء، خاصة أنه يتم تحرير معظم عقود الزواج فى مكاتب قانونية، كما يتم توثيقها لدى السفارات وغيرها من الجهات المختصة الأخرى.
«عمر. س»، من محافظة الأقصر، كان يعمل فى «بازار» سياحى بمدينة الغردقة، أكد أن السبب الرئيسى الذى دفعه للزواج من أجنبية، رغم أنها تكبره فى السن، هو ارتفاع تكاليف الزواج من فتاة مصرية، والتى تقترب من نصف مليون جنيه، ما بين تجهيز مسكن للزوجية وشبكة ومصاريف الزفاف، وتساءل بقوله: «ما الخطأ فى الزواج من أجنبية زواجاً شرعياً؟»، مشيراً إلى أنه لا يضع فارق السن فى اعتباره، حيث تهتم زوجته بصحتها ومظهرها، ولفت إلى أنه أصبح الآن لديه «بازار» خاص به وسيارة وشقة، أهدتها له زوجته، تعبيراً عن شعورها بالسعادة معه.
أما «أحمد. ع»، من أبناء محافظة قنا، فقال: «لو فضلت فى مصر لغاية ما أموت، ماكنتش هاعرف أكوّن مستقبلى»، وأكد أنه لا يرى عيباً فى الزواج من أجنبية، معتبراً أن الدين لا يضع حداً لسن الزوجة، ولفت إلى أن زوجته تحمل الجنسية النمساوية، ويقيمان معاً فى منزل بالإيجار بالنمسا، ويتقاسمان معاً تكاليف المعيشة، وأنهما يوجدان الآن فى الغردقة لقضاء إجازتهما السنوية، حيث يقيمان فى أحد أفضل الفنادق بالمدينة، مثل أى سائح أوروبى يزور البحر الأحمر.
«كريم. س»، من قنا أيضاً، صارح «الوطن» بسبب زواجه من أجنبية تحمل الجنسية الروسية، قائلاً إنه أكبر إخوته، 3 بنات وولدان، وهو العائل الوحيد لهم، بالإضافة إلى والدته، وأكد أن الزواج ساعده على حل جميع المشاكل المادية لأسرته، حتى أكمل باقى إخوته تعليمهم، كما قام بتجهيز شقيقتيه للزواج، مشيراً إلى أنه وزوجته يتنقلان بصفة مستمرة بين مصر وروسيا، حيث يمتلكان شقة بمدينة الغردقة، كما يقومان بزيارة أسرته فى قنا، ولا يشغله فارق السن بينهما كثيراً.
وكذلك أكد «خالد»، من أبناء محافظة الفيوم، أنه تزوج من أوكرانية أملاً فى الحصول على جنسية أجنبية، وأضاف أن فارق السن بينه وبين زوجته ليس كبيراً، مشيراً إلى أن الزواج لم يكلفه كثيراً، بعكس لو كان تزوج من فتاة مصرية.
أما «رشدى»، من محافظة الدقهلية، يعمل بائعاً فى «بازار» سياحى بمدينة الغردقة، فقد كانت دوافعه مختلفة، حيث أنه متزوج من مصرية، هى ابنة عمه، وأنجب منها 3 أطفال، وأقدم على الزواج من أجنبية بحثاً عن المتعة، إلا أنه اشترط عليها الخضوع لفحص «الإيدز»، وبعد أن جاءت النتيجة سلبية، قاما بإتمام الزواج، مشيراً إلى أن سبب طلبه إجراء هذا التحليل هو خوفه على نفسه وعلى زوجته المصرية، وأضاف أن زوجته الأجنبية تأتى إلى الغردقة كل 3 شهور، وأطفاله يحبونها كثيراً، وأنه يعيش معها أسعد أيامه، إلا أنه فى نفس الوقت لا يمكنه الاستغناء عن زوجته المصرية «أم أبنائه».
وأشار «بركات»، موظف بأحد الفنادق السياحية بالغردقة، إلى أنه تزوج من أجنبية تحمل الجنسية النمساوية منذ 16 عاماً، زواجاً رسمياً موثقاً فى وزارة الخارجية، كما تمت المصادقة عليه فى سفارة بلادها، وأضاف أن زوجته لم تتركه طوال تلك الفترة، حيث تقيم معه إقامة دائمة فى الغردقة، ولفت إلى أن والدته، رغم أنها كانت تعارض زواجهما فى البداية، أحبت زوجته كثيراً، وأوصته بألا يطلقها أو يتزوج عليها، كما أكد أن زوجته، رغم أنها مسيحية، إلا أنها تساعد أبناءهما فى دراسة الدين الإسلامى، وتتحدث اللغة العربية بطلاقة.
«محمد شبانة»، مدرب غطس، قال إن نجاح الزواج من أجنبية يتوقف على أسبابه، هل هو زواج للمتعة، أم للحصول على المال والسفر للخارج، أم أنه بدافع الاستقرار وبناء أسرة، وأضاف أنه متزوج من روسية منذ 10 سنوات، بعقد موثق فى وزارة الخارجية وفى السفارة الروسية، مشيراً إلى أنه لا يمكنه إنكار وقوف زوجته إلى جانبه فى أصعب الأوقات، عندما تعرض لخسارة مادية كبيرة، وعرضت عليه أن يسافرا معاً إلى روسيا والإقامة هناك، حيث كان والدها يعمل دبلوماسياً بوزارة الخارجية الروسية، إلا أنه تمسك بالمعيشة فى مصر، واتفقا على أن يعيشا معاً «على الحلوة والمرة»، على حد وصفه.
كما أكد «عارف»، من أبناء محافظة البحر الأحمر، أنه تزوج من زوجته الأجنبية بعد قصة حب، أملاً فى الاستقرار وبناء أسرة، وأنهما يعيشان معاً فى سعادة ولديهما ولد وبنت، مشيراً إلى أن زوجته حصلت على الإقامة فى مصر، وتعمل فى إحدى الشركات السياحية.
المحامى الحقوقى «محمود سليمان» أكد لـ«الوطن» أن معظم حالات الزواج من أجنبيات تبدأ بتحرير عقد عرفى، يتم توثيقه لاحقاً ليحمل الصفة الرسمية، ويتم العمل به كسند قانونى أمام المحاكم المصرية، ولكنه لا يُعتد به دولياً إلا بعد توثيقه فى سفارة الدولة التى تحمل الزوجة جنسيتها، كما أشار إلى أن الزواج من أجنبية لا يعفى الزوج من أداء الخدمة العسكرية، إلا فى حالة حصوله على جنسية أجنبية.
كما أكد «إيهاب خطاب»، محامٍ، أن زواج المصريين من أجنبيات صحيح من الناحية الشرعية والقانونية، وتترتب عليه جميع الآثار القانونية المترتبة على ثبوت علاقة الزواج، مثل عقود الزواج من مصرية، ويحفظ للزوجة جميع حقوقها الشرعية والقانونية، وفى حالة وفاة الزوج، يكون لها الحق فى الميراث، مثلها مثل الزوجة المصرية.
«شبانة» وزوجته «أوكسانا» أثناء توثيق الزواج فى السفارة
أحد المصريين مع أجنبية