الست الصعيدية لما جوزها يموت بتعمل إيه؟.. بتلبس أسود وتشتغل مكانه وتعيش على ذكرى صورة
![«رشيدة» أمام باب الورشة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/171859651544562203.jpg)
«رشيدة» أمام باب الورشة
لا أحد فى سوق العصر ببولاق أبوالعلا لا يعرف رشيدة خميس، المرأة التى حافظت على ورشة زوجها بعد وفاته، ورثت عنه ورشة حدادة، مثلما ورثت أصول المعلمة، دون أن يخل ذلك بعاداتها وتقاليدها المحافظة ولكنتها الصعيدية التى تلفت انتباه من يتحدث معها.
تنتمى «رشيدة» إلى مركز منفلوط بأسيوط، جاءت إلى القاهرة منذ سنوات طويلة، لكنها لم تغير من طباعها الجنوبية: «لا عادات ولا تقاليد ولا لهجة، لهجتى بالذات لو غيرتها يبقى كأنى غيرت دينى، ماقدرش، دى عوايدنا».
على الرغم من كبر سنها، حيث بلغت الـ70 عاماً، فإنها لم تغلق ورشتها ولم تتأخر يوماً عن النزول لمتابعة أعمالها، ما جعلها تحظى باحترام وتقدير العمال والصنايعية الذين يعملون معها أو فى ورش أخرى إلى جوار ورشتها: «الأول كنت اشيل الحديد على كتفى وأودى على الميزان وأحاسب، كنت اعمل كل جاحة علشان مصدر رزق عيالى الوحيد يفضل مفتوح». تخليداً لذكراه ووفاء له تضع «رشيدة» صورة لزوجها الراحل داخل الورشة: «أنا عايشة فى خيره، كان راجل طيب وحنين وكانت له هيبة فى الشارع والناس كلها كانت تحبه».
يومياً تأتى السيدة السبعينية من الوراق، حتى فى أشد أوقاتها تعباً: «مابحبش أقفل الورشة حتى لو تعبانة، وفى الشغل زى أجدع راجل محافظة على كرامتى وماحدش يكسر عينى». تمر عليها أوقات صعبة بسبب ركود البيع: «ساعات أقعد يومين مابعش حتة حديدة، وساعات يوم يعوض، حسب حال السوق»، أكثر ما تعانى منه هو الخشونة فى ركبتها: «دلوقت بسبب ركبى ماقدرش اشيل حاجة، نفسى ربنا يشفينى ويشيل عنى، الدكتور قال لى محتاجة عملية بـ60 ألف جنيه عشان رجلى ترجع زى الأول».