من «سعد» لـ«أبوشقة».. رؤساء «الوفد» في 100 عام جميعهم قضاة عدا البدوي

كتب: محمد حامد وآلاء شتا

من «سعد» لـ«أبوشقة».. رؤساء «الوفد» في 100 عام جميعهم قضاة عدا البدوي

من «سعد» لـ«أبوشقة».. رؤساء «الوفد» في 100 عام جميعهم قضاة عدا البدوي

قرن كامل مر على تأسيس حزب الوفد، مر خلاله بمراحل عديدة من الأزمات والانشقاقات إلا أنه لايزال متماسكًا ببقائه في الحياة السياسية وسط صراعات الجبهات والخلافات التي تهدده، وطوال رحلة المائة عام تولى قيادته 8 رؤساء جميعهم عملوا في مجال القانون عدا الدكتورالسيد البدوي.

شكل الزعيم سعد زغلول الوفد المصري 1918، للدفاع عن قضية مصر، والسعي بطريقة شرعية في استقلالها، ولكن اعتقل ونفي إلى مالطة مع مجموعة من رفاقه، فانفجرت ثورة 1919، لتشكل دفعة قوية لتمكين حزب الوفد، ليأخذ موقعه ككيان جماهيري واسع الانتشار.

سعد زغلول الذي تولى رئاسة حزب الوفد من 1919 حتى وفاته 1927، تخرج من جامعة الأزهر 1877، وعمل معاونًا بوزارة الداخلية، لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي، ثم اشتغل بالمحاماة، وعين قاضيًا في محكمة الاستئناف عام 1892، ثم وزيرًا للعدل 1910، قبل أن يستقيل من منصبه 1912، وأصبح رئيسا للبرلمان 1926.

وظهر في الفترة من منتصف الثلاثينات وحتى أواخر الأربعينات من القرن الماضي، حضور أصحاب الاتجاهات اليسارية والاشتراكية في المشهد الحزبي المصري، وكان منها أحزاب مصر الفتاة، والشيوعي المصري، لكن بقي حزب الوفد على رأس قائمة الأحزاب الوطنية الأكثر شعبية، وحزب الأغلبية، أو كما أطلق عليه الحزب الجماهيري الكبير، الذي شكل الحكومة لسنوات طويلة، في الفترة من 1924 وحتى 1952.

وبعد وفاة سعد زغلول في 23 أغسطس 1927، تولى مصطفى النحاس رئاسة حزب الوفد في العام نفسه بموافقة غالبية الأعضاء وظل بالمنصب حتى قيام ثورة يوليو 1952 وتم حل الحزب.

وتخرج النحاس في مدرسة الحقوق 1900، ورفض العمل كمساعد نيابة وفضل العمل الحر كمحامِ وظل يعمل في المحاماة حتي 1903، وعرض عليه عبد الخالق ثروت باشا العمل بالقضاء ضمن وزارة حسين رشدي باشا أثناء ما كان وزيرًا للحقانية وقبله النحاس، وكان أول تعيين له كقاضٍ في أكتوبر 1903 بمحكمة قنا الأهلية وأسوان أمضى فيها الفترة من 1903 إلى 1908، ثم تولى آخر مناصبه رئيسًا لدائرة محكمة طنطا، وحصل وقتها على رتبة البكوية.

وبعد ثورة 23 يوليو 1952، التي أنهت النظام الملكي في مصر، قررت قيادتها حل الأحزاب القائمة وحظر تكوين كيانات جديدة، عدا الاتحاد الاشتراكي العربي، ثم ظهرت كيانات سياسية أخرى في مراحل مختلفة من تلك الفترة، منها الاتحاد القومي، وهيئة التحرير.

وفي تلك الفترة لم يعمل حزب الوفد طويلاً وتقرر تجميده، بعد اعتباره حزب العهد الملكي البائد، وسوف يضر التجربة الحزبية الجديدة، ثم عاد للعمل السياسي بشكل رسمي 1984 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد معركة قضائية خاضها فؤاد باشا سراج الدين حكمت في النهاية بشرعيته.

وعاد فؤاد سراج الدين حزب الوفد للحياة السياسية 1978 وأصبح رئيسًا له حتى وفاته عام 2000، وكان قد شغل منصب وكيل للنائب العام ومحاميًا في الفترة من 1930 إلى 1935، وعُين وزيرًا للداخلية في 12 يناير 1950.

وبعد رحيل فؤاد سراج الدين كان الدكتور نعمان جمعة هو النائب الأول لرئيس الوفد، الذي تولى رئاسة الحزب لحين انتخاب رئيس جديد وفق نص اللائحة، وانتخب «جمعة» في سبتمبر 2000 رئيسا جديد للوفد خلفاً لـ«سراج الدين».

والتحق نعمان جمعة بكلية الحقوق، وبعد التخرج عمل وكيلاً للنائب العام، وتنقل بين نيابات جنوب القاهرة، وباب الشعرية، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون المدني من جامعة باريس ، وضمته الجامعة إلى صفوف هيئة التدريس للاستفادة من كفاءته، وهناك أيضاً عمل بالمحاماة، وعندما عاد إلى مصر التحق للعمل بالتدريس في كلية حقوق القاهرة، وتدرج أستاذ الجامعة في المناصب حتى انتخب عميداً للكلية مرتين متتاليتين من 1988 إلى 1994 ورئيس قسم القانون المدني لمدة 7 سنوات.

رشح «جمعة» نفسه لرئاسة الجمهورية في أول انتخابات 2005، وحصل على المركز الثالث بنسبة أصوات حوالي 3%، وبعدها دخل في صراع مع الحزب 2006 فصل على أثره من الوفد في العام نفسه.

وفي 11 فبراير 2006 انعقدت الجمعية العمومية لحزب الوفد أقرت بفصل نعمان جمعة من الحزب واختارت المستشار مصطفى الطويل رئيساً مؤقتاً لمدة شهرين و20 يومًا.

وتخرج «الطويل» في كلية الحقوق 1957 وتم ترشيحه للعمل بالنيابة العامة غير أن الجهات الأمنية رفضت هذا التعيين باعتباره أحد الناشطين السياسيين أثناء دراسته بالجامعة وتم اعتقاله أكثر من مرة، واضطر للعمل في المحاماة، إلى أن أصبح المستشار فتحي الشرقاوي وزيرًا للعدل وحصل له على قرار من الرئيس جمال عبد الناصر 1962 بتعيينه في النيابة، ثم عاد ليترك النيابة قسراً عام 1969 في مذبحة القضاة التي تم خلالها الاستغناء عن عدد كبير من القضاة والمستشارين.

رحل «الطويل» إلى دولة الكويت وعمل في وزارة العدل الكويتية وظل هناك حتى تولى الرئيس الراحل أنور السادات الحكم فعاد إلى مصر أوائل السبعينات ومن ثم إلى عمله بوزارة العدل في محكمة جنوب القاهرة ثم رئيساً للمحكمة بمدينة شبين الكوم، وتم اختياره بعد ذلك للعمل بديوان عام وزارة العدل وترقيته إلى درجة مستشار ثم وكيلاً عاماً للمحاكم بوزارة العدل.

وفي يونيو 2006 انعقدت الجمعية العمومية لحزب لانتخاب رئيس جديد للحزب واختارت محمود أباظة، الذي حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة 1970 ودبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي العام من جامعة باريس 1972 واشتغل بالمحاماة.

وفي 30 مايو 2010 انتخب الدكتور السيد البدوي شحاته رئيسًا لحزب الوفد متفوقًا على منافسه رئيس الحزب آنذاك محمود أباظة بفارق 209 صوتا.

وتخرج «البدوي» في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية 1973، وتولى منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة سيجما للصناعات الدوائية، ورئيس شعبة صناعة الدواء باتحاد الغرف الصناعية المصرية.

وفي مارس 2018 انتخب المستشار بهاء الدين أبو شقة خلفا للدكتور السيد البدوي شحاته رئيسا لحزب الوفد.

وحصل «أبوشقة» على ليسانس الحقوق بجامعة القاهرة، 1959، وعمل وكيلًا للنائب العام بنيابة جنوب القاهرة، وتدرج في المناصب القضائية حتى وصل لدرجة رئيس محكمة، ثم استقال ليكمل مسيرة أسرته في المحاماة، وقيد محاميًا بالنقض 1975، ويتولى حاليا رئيس اللجنه الدستورية والتشريعية بمجلس النواب.


مواضيع متعلقة