بالصور| فيلا حافظ بدوي الأثرية تشعل الصراع بين "الأوقاف" وأبنائه

10:54 م | الاثنين 10 ديسمبر 2018

شيدتها هيئة الأوقاف منذ أكثر من 100 عام، على مساحة 4500 متر مربع، كأحدى استراحات الزعماء والملوك بمدينة كفر الشيخ، وإختارت الطراز المعماري الكلاسيكي لكونه طرازًا فريدًا في زمن إنشاؤه، تقع الفيلا في مكانًا مميزًا بقلب مدينة كفر الشيخ عاصمة المحافظة، وتتكون من دورين أحدهما أرضي والآخر أول علوي، يحاوطها مساحة خضراء واسعة، بها بعض المزروعات، بالإضافة الى مظلة خشبية متهالكة، كانت تُستخدم كأحدى مظلات التنزه للضيوف، كما أنها مُحاطة بسور كبير مُشيد بالطوب الأحمر، تبدوا عليه علامات التهالك، يحسرها أثنين من الخفراء، على بوابتها الحديدية المتهالكة.

هي فيلا حافظ بدوي، رئيس مجلس الشعب الاسبق الآثرية، الذى تولى رئاسة مجلس الشعب مرتين في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث تولى رئاسة المجلس في الفترة من "14 مايو 1971 – 7 سبتمبر 1971"، ثم الفترة من "11 نوفمبر 1971 – 22 أكتوبر 1974"، ولد في 21 مارس عام 1922 بمركز بيلا في محافظة كفر الشيخ، واستأجر فيلا له أبان رئاسته للمجلس من هيئة الأوقاف المصرية، بشخصه وليس بصفته رئيسًا للمجلس، وظل مقيمًا بها هو وأولاده الـ11 إلى أن وافته المنية فى 26 فبراير عام 1983، ومن وقتها قطنها أولاده حتى فترة قريبة.

فى عام 2006 صدر قرارًا من هيئة الأوقاف المصرية، طبقا للقانون رقم 144 باعتبارها من المباني ذو قيمة بالمحافظة، كما ذكرت بأن المبنى حالته القانونية جيدة ومُصمم على الطراز المعماري الكلاسيكي وأن أولاده هم القاطنين بها، وسرعان ما آثار القرار غضب أولاده بعدما أرادوا شراءها من الهيئة.

يقول رجب أحمد، البالغ من العمر نحو 55 عامًا، وأحد القاطنين بجوار الفيلا، إنها آثرية ومُصممة بشكل رائع، وقطن عددًا من أبناء حافظ بدوي بها لفترة زمنية كبيرة، إلا أنه نشبت خلافات بينهم وبين هيئة الأوقاف، حينما أرادوا شراؤها انتهت لقيامهم بشراؤها بسعر 33 ألف جنيهًا للمتر الواحد، باعتبارهم ورثته ويجوز لهم قانونًا الشراء دون طرحها للمزاد العلني بنظام الممارسة كحق لهم باعبتارهم أقاموا فيها ما يقرب من 100 عام، ومنذ عامين تعددت الشكاوى من بعض رجال الأعمال الراغبين في شرائها.

وأعادت الهيئة تقييم سعر المتر حتى طرحتها بـ150 ألف جنيه للمتر، ما آثار غضبهم واعتراضهم.

يضيف الرجل الخمسيني، ان أولاد حافظ بدوي أقاموا دعوى قضائية ضد هيئة الأوقاف، لارتفاع سعر المتر لـ150 ألف جنيه ما يعنى أنهم مطالبين بسداد نحو 675 مليون جنيه وهم حريصين على شراء فيلا والدهم التي حملت ذكرياتهم وطفولتهم قائلًا: "عاوزين يشتروها فيها ذكرياتهم واتربوا فيها واخدوا وحدات سكنية جنبها، الفيلا مقفولة، وفى موظفين بيجوا يمروا عليها كل فترة، وجزء من ولاده ساكن في القاهرة وحياته مستقرة وآخر ساكن جنب الفيلا، عليها نزاعات".

والى جوار الفيلا الآثرية يسكن «محمد. ا»، يبلغ من العمر نحو 82 عامًا، أحد السكان القدامى، يقول «عاصرت أحداث كتير، الفيلا دي كان بيسكن فيها حافظ بدوي، وكانت عبارة عن قاعة إجتماعات كبيرة لرجال الدولة، تم إنشاءها منذ السبعينيات، وكانت الحركة لا تهدأ في الشارع وقتما يتواجد الباشا حافظ بدوي، ناس داخلة وناس خارجة وحرس ونظام، لكن دولقتي بقت فاضية بس أهله ساكنين فى شقق جنبها أي رجل غريبة تيجى ناحيتها ينزلوا علطول، مش بيسمحوا لحد يقرب منها رغم إنها فى حوزة هيئة الأوقاف، لكن عندهم أمل يشتروها، وبصراحة حقهم، لإنها شهدت طفولتهم وذكرياتهم، بس سمعت أن الثمن غالي لأنها أرض وقف خيري تابعة لهيئة الأوقاف".

وأكد المهندس محمود النجدي، رئيس هيئة الأوقاف بكفر الشيخ، أن الفيلا أحد أملاك الهيئة وتُعد من ممتلكات الوقف الخيري التابع لها، وأنها أُنشئت في السبعينيات وقت إنشاء الهيئة، وهناك موظفين يقومون على رعايتها، وأنها خالية من السكان، لكنها تحت إدارة الهيئة الرئيسية في القاهرة ، مشيرًا إلى أن الهيئة أجرت مزايدتين بالقاهرة، وكل ما بحوزتنا هي أننا نحرصها لأنها ضمن أملاكنا».