أصداء «أبلة فاهيتا»: لكل إعلان تأويل.. والرك ع النية
«الإعلانات تخاطب اللاوعى».. جملة اتفق عليها خبراء الإعلانات وإن اختلفوا حول تأويل كل إعلان وحقيقة ما يحمله من رموز يتم تفسيرها حسب توجهات المستقبلين، فى إعلانات إحدى شركات المياه الغازية التى تزامنت مع ثورة 25 يناير، فسر الفنان عمرو مصطفى جملة «عبر.. مين قدك» بأنها تحمل رموزا معينة موجهة للثوار، وأنها تحمل تحريضا لهم على مواصلة الثورة حتى إسقاط النظام، وتكرر ذلك مع أحمد سبايدر الذى اتهم إحدى شركات الاتصالات التى تقدمها الشخصية الكارتونية «أبله فاهيتا» بأنها تحمل رسائل معينة لصالح جماعة الإخوان المسلمين.
محمد حسنين، الباحث والمخرج المسرحى، الذى نظم عدة ورش حول غسيل المخ وارتباطه بالإعلانات، أكد أن الإعلانات تستهدف العقل اللاواعى: «كل إعلان وراه هدف وليه مدلول، والخطورة فى استهداف أمور غير معلنة، ولو صح أن إعلان فاهيتا فيه رموز غير معلنة، يبقى دا من الإعلانات الخطيرة».
المنتجات المشكوك فى أهداف الإعلانات الخاصة بها غالبا ما تنتمى إلى شركات متعددة الجنسيات، ارتباط شرطى فسره «حسنين» قائلا: «الإعلانات الخاصة بمنتجات عالمية، ترتبط بحرفية شديدة فى التنفيذ والأفكار، لا تهدف فقط إلى بيع السلعة ولكن إلى تأسيس ثقافة جيل كامل، وتغيير عادات، رؤية واستراتيجية إعلانية تمتد من خمسة إلى 25 سنة، أما الإعلانات المصرية فأهدافها قصيرة وأقصى طموحاتها بيع المنتج!».
يتعرض المواطن المصرى العادى، الذى يشاهد التليفزيون لمدة ساعة واحدة فقط فى اليوم، إلى 14 ألف إعلان!، فى المسافة من استيقاظه من النوم ونزوله إلى العمل والعودة منه فقط!، رقم مرعب تؤكده الباحثة إيمان الجمال، مؤلفة كتاب «الأسس السيكولوجية للإعلان»، مشيرة إلى أنه دائما ما يكون هناك هدف ظاهر وآخر باطن للإعلانات: «ثمة أهداف خطيرة وضارة لبعض الإعلانات، فعلى سبيل المثال ظهرت فى الولايات المتحدة إعلانات لماركة سجائر اسمها (كاميل) استهدفت المراهقين وجعلت إعلاناتها عبارة عن جمل مفتول العضلات وسيم تنجذب له البنات، حتى ازدادت نسب التدخين بشدة فى الولايات المتحدة بين النشء، حتى إن السلطات الأمريكية أقامت احتفالا وأعدمت تلك الشخصية فى النهاية!».
الباحثة الإعلامية أكدت أن الإعلانات تخاطب اللاوعى: «الإعلانات غالبا ما تكون مسئولة عن تغيير كبير فى التوجهات والأفكار والثقافة الخاصة بمجتمع ما، ولا يمكن إغفال دورها».