النص الكامل لكلمة السيسي في منتدى إفريقيا: هناك تحديات تواجهنا

كتب: محمد متولي

النص الكامل لكلمة السيسي في منتدى إفريقيا: هناك تحديات تواجهنا

النص الكامل لكلمة السيسي في منتدى إفريقيا: هناك تحديات تواجهنا

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن هناك تحديا كبيرا يواجهنا هنا في مصر، وهو تحدي الوقت، وهل معدلات العمل داخل البلاد مناسبة أم لا، مضيفا أن العالم كله قد سبقنا بسنوات طويلة، فهل سيتيح لنا الوقت فرصة التقدم بمعدلات متسارعة في ظل المعايير والسياسات والنظريات الاقتصادية والمالية المعمول بها في بنوك التمويل في العالم والمنشأة في الأساس بناءً على عدد من الأسس.

وأوضح الرئيس، خلال كلمته بفعاليات منتدى إفريقيا 2018، أن أي بنك سيمول أي مشروع في إفريقيا سيضع "كارتيريا" أو "شروط للحفاظ على المال الذي ينظم البنك عمله وإقراضه".

وتابع السيسي: "أديكم مثال، إحنا في مصر كل زملائي اللي شغالين معايا بيقولولي أنت مندفع جدا في الأداء، أنت مستعجل ليه كدة، وفي قناة السويس كانوا بيتكلموا عن 5 سنين وأنا كنت مُصِّر إنها تبقى في سنة وربنا وفقنا".

وأكد رئيس الجمهورية أن "خطوة إنشاء قناة السويس في عام كانت حتمية، لأننا لن نضع المشروع الاقتصادي بعيدا عن الاعتبارات، مثل بناء الأمل وإرضاء المصريين بعد فترة صعبة عاشوا فيها، وهي نفس الفكرة التي نريد إيصالها لإخواننا في إفريقيا، الوقت كان بالنسبة لي عنصرا مهما، وبعد ما خلصت بعد سنة وبعد الركود الاقتصادي اللي كان موجود حينها جاءت معدلات الزيادة السنوية في دخل القناة، ما بين الـ500 و700 مليون دولار، وهو ما تحقق في إنجاز المشروع في وقت قليل".

وأضاف السيسي، أنه حين نتحدث عن المشروعات الخاصة بالطاقة في مصر، فإننا نستهدف النظر إلى إفريقيا من خلال تلك المشروعات، إفريقيا تتكلم اليوم عن القيمة المضافة للحديد والنحاس والمواد الخام الموجودة فيها، لذا السؤال هنا هو هل هناك شبكة طرق ومصادر طاقة تكفي لتلك المشروعات؟ أم ستظل القارة الإفريقية ودولها على نفس الحالة الموجودة عليها حاليا؟

وأوضح أن المواطن حين لا يجد رؤية شاملة لحل المشكلات الموجودة في بلاده فمن حقه أن يهاجر، ولا بد قبل إقامة المشروعات من وجود بحث عن الجدوى الاقتصادية، والتأكد من وجود البنية الأساسية والطاقة اللازمة للمشروعات.

وتابع السيسي: "الفاصل بين الفجوة الكبيرة في إفريقيا والدول المحيطة والعالم المتقدم تعتبر فجوة ضخمة"، موضحا "إحنا كقادة ومسؤولين عايزين نسيبها كدة ولا نساعد في تقليلها؟ أنا أتصور أن الأمن والاستقرار استثمار، وإذا لم تستقر هذه القارة بمعدلات أمن عالية سينعكس بالسلب علينا كلنا، والعالم كله بقى قرية صغيرة".

وأكد رئيس الجمهورية أن عامل الوقت ساعد في كوريا الجنوبية في تطوير التعليم، حيث كان أمام الدولة هناك المزيد من الوقت، بسب الظروف المحيطة بها، وظهرت ملامح ذلك أيضا في الصناعة والتجارة، مشيرا إلى أن الوقت يعتبر عاملا حاسما جدا يجب وضعه في الاعتبار كتحد من التحديات الموجودة في إفريقيا ومصر.

واستكمل السيسي: "كنت بجيب الشركات وأقولهم هتعمل المشروع ده في قد إيه، يقولي في 3 سنين، أقوله اعمله في سنة ونص وده من ضمن المواصفات تقدر كان يقولي سنتين وأعمله بنفس المواصفات التي تحتاجها مصر وكان الهدف أن تتحدثوا كما تحدثتم أن مصر بتاخد مكانها المناسب".

وتابع الرئيس أنه وأثناء إنجاز العديد من المشروعات التي انتهت منها مصر في وقت قياسي رأى العديد من الزملاء تسارع كبير في خطى التنفيذ وتسارع أكبر مع الوقت غير معلوم هدفه "إنتم كمسؤولين عن التمويل بتحطوا معايير تمويل خاصة بكم وإحنا في إفريقيا لدينا ظروف خاصة بنا".

ووجَّه السيسي السؤال لممثلي البنوك الدولية حاضري المؤتمر "تقدروا تعملوا جسر بين الفجوة التي لدينا والمعايير التي لديكم"، موضحا "هتقولوا أن المال منقدرش نتعامل فيه غير بالمعايير التي تنطبق على تقدمكم في أوروبا وآسيا، ولا تنطبق على تخلفنا في إفريقيا، وأنا بقولها وأنا واحد من رؤساء إفريقيا، هل أنتم مستعدين تدونا قروض بتكلفة تناسب ظروف الدول بتاعتنا ولا بدون تكلفة ولا ده ميمشيش معاكم ولازم تطبقوا معايير أوروبا؟".

وأشار الرئيس إلى أن هناك تحديا آخر يواجه المسؤولين في إفريقيا وهو طرح الحديث كأفكار وهو الذي يأتي على عكس الموجود على الأرض من نقص للخبرات والكوادر والتي من شأنها أن تعمل على تأخير تنفيذ المشروعات على أرض الواقع.

وأوضح السيسي أنه وفي الخارج لا يتم قياس المشروعات كما نقيس نحن ولكن يتم النظر إلى تلك الأمور باعتبارها "دراسات للجدوى"، مضيفا أن في مصر كانت هناك العديد من دراسات الجدوي إذا ما سارت عليها مصر لم تكن لتنهي من 20 لـ25% من المشروعات التي تمت على أرض الواقع "لو كنت مشيت بيها وخليتها العامل الحاسم أنا أتصور أننا مكناش هنحقق اللي حققناه"، موضحا أن هذا الكلام لا يعيب المسار العلمي في شيء ولكن ما كان على الواقع هو ضرورة ملحة لتشغيل 5 ملايين مواطن مصري كضرورة قصوى ما اعتبرته استثمار في حد ذاته بخلاف تحقيق الاستقرار والأمن والحفاظ على الدولة وإعطاء فرص للتشغيل بمشروعات مختلفة على رأسها البنية الأساسية وأشياء أخرى.

وتابع أن إفريقيا لا تستطيع التفكير والتخطيط والتنفيذ بسرعة كما تفعل أوروبا لعدم وجود الخبرات والكوادر الموجودة هناك "ممكن الكلام ده يزعل زملائي في إفريقيا وأنا بقول ده وأنا منكم ومصر دولة منكم"، موضحا أن ما تحتاجه الدول الإفريقية جميعها هو الدعم الفني والعلمي حتى يضمن مزيدا من التقدم.

وأضاف السيسي أن هناك تحديا ديمغرافيا في إفريقيا وأمامه تحدٍ آخر في الدول المتقدمة والعالم من توطين لعدد كبير من الصناعات لديها "هل ممكن أن تعطونا فرصا لبعض الصناعات ويعاد توطينها في بلادنا ويتم الاستفادة من القدرات الديمغرافية الموجودة عندنا أم ستظلون مُصرين لأن تظل لديكم"، موضحا أن هناك فرصا كبرى بالعمالة في القارة السمراء والتي تحتاج لشيء من التأهيل والتدريب حتى يستطيعوا فعل ما فعلتموه من قبل "الكلام مش لحضراتكم اللي قاعدين.. الكلام ده للقادة والمسؤولين، هتفضلوا مستنيين لحد إمتى؟ لحد ما يبقى في القارة 2 تريليون مواطن مبيشتغلوش؟".

ولفت الرئيس إلى أنه وقبل الحديث عن فرص العمل والتصدير للخارج يجب أولا أن نلبي طلبات السوق الوطنية الخاصة بنا، ومن ثم النظر للمستوى القاري بإفريقيا، وهو ما يعتبر فرصة أكثر من كونه تحديا، لأننا لن نستطيع المنافسة في الأسواق القارية، قبل تحقيق التكامل والاكتفاء بالصناعات الوطنية.

وأضاف السيسي، أن البنية الأساسية هي الضرورة الملحة لتغيير وجه القارة الأفريقية، ولعب دور بالاتحاد الإفريقي كقيادة أممية للدراسة والعمل بشكل مركزي على مشروعات عملاقة مثل البنية التحتية، التي قد تتكلف 150 مليار دولار على مستوى القارة بأسرها، "أنا رابع مرة أكرر الكلام ده".

وأشار إلى أنه قد يختلف على هذا الرأي العديد من الخبراء، لكنه بمثال بسيط عندما تحتاج مصر لاستيراد شيء من وسط أفريقيا، فلا يتم توفيره عن طريق الطرق البرية، ولكن من خلال خطوط الملاحية البحرية.

وأوضح الرئيس أنه يجب على الدول الإفريقية تضافر جهودها حتى تستطيع الوقوف على قدمها بأقل التكاليف مثل الاعتماد على البنية الأساسية للطاقة والكهرباء التي يتم نقلها من مصر أو إثيوبيا على سبيل المثال وتصديرها إلى دولة أخرى في القارة بدلا من بنائها في كل دولة على حدة ما يتكلف 7 سنوات لتحقيق التكامل في هذا السياق.

وأضاف السيسي أن من المستحيل بمكان إقامة مشروعات ذات قيمة مضافة لقارتنا دون وجود شبكة كهرباء قوية، حيث استطاعت مصر في عامين ونصف العام، من تحقيق الاكتفاء الكهربائي ووجود 25% كفائض بالقطاع، موضحا أنه ومن الممكن أن يتم العمل على إقامة شبكات نقل كهربائي جديدة، ومن ثم يتم نقلها لأشقائنا توفيرا لعامل الوقت وإقامة بنية أساسية لنقل الطاقة وهي التي من شأنها حل تلك المسائل فيما بيننا على المستوى القاري بالكامل وهو الأمر ذاته في السكك الحديدية.

ووجه الرئيس كلمته للمواطنين الأفارقة: "يا ترى مستعدين يا أفريقيا ويا مسؤولين ويا قادة ويا رجال الأعمال ويا مؤسسات تمويل دولية أن تساهموا معنا لإحياء أكثر من مليار شخص ولا إيه".


مواضيع متعلقة