"صور ولعب أطفال" آخر ما تبقى من أسرة "حداد إمبابة".. والجيران: ودعنا قبل الجريمة
"صور ولعب أطفال" آخر ما تبقى من أسرة "حداد إمبابة".. والجيران: ودعنا قبل الجريمة
- أمن الجيزة
- نهر النيل
- الساحل
- الانقاذ النهري
- حداد يلقي باولاده في النيل وينتحر بامبابة
- أمن الجيزة
- نهر النيل
- الساحل
- الانقاذ النهري
- حداد يلقي باولاده في النيل وينتحر بامبابة
"أب يلقي أطفاله واحدًا تلو الآخر في نهر النيل، وبعد أن يتأكد من وفاتهم يلحق بهم" قصة قد تظن أنها مشهد أو سيناريو أحد الأفلام، إلا أن الواقعة جسدها "حداد" ظنا منه أنه بتلك الطريقة ينهي معاناة عاشها مع زوجته التي تركت له المنزل بسبب إصابة أقعدته عن العمل، ورفعت ضده دعوى خلع بعد 12 عاما من الزواج، مهددة بأخذ أطفاله منه- بحسب ما جاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية.
وبحسب أقوال والدة الأطفال وجيران الشاب المنتحر، فإن "أحمد" 43 سنة، حداد، اصطحب أولاده الثلاثة "ملك" 11 سنة، و"عمرو" 11 سنة، و"محمد" 3 سنوات، إلى منطقة روض الفرج بحجة التنزه، الرجل الأربعيني توجه بصحبة أبنائه من مدينة السلام وصولًا لكوبري إمبابة، وألقى بهم في النيل واحدًا تلو الآخر، حتى تأكد من وفاتهم، وانتحر هو الآخر قفزا في النيل.
التحريات التي جرت بمعرفة إدارة البحث الجنائي بالقاهرة والجيزة، أثبتت أن الأب المنتحر نفذ جريمته بسبب خلافات مع زوجته ورفع ضده قضية خلع وإصرارها على عدم الرجوع إليه وتهديدها المستمر بأنها سوف تأخذ منه الأولاد، فقرر قتلهم ولحق بهم.
تحقيقات النيابة العامة قالت إن المنتحر متزوج منذ أكثر من 12 سنة، وأن الخلافات التي وقعت مع زوجته بعد إصابته في يده وعجزه عن الاستمرار في العمل لفترات طويلة، ونشبت بينهم عدة خلافات انتهت بترك الزوجة لشقة الزوجية في إمبابة، وذهابها إلى منزل أسرتها، ما دفعه هو الآخر إلى الذهاب إلى منزل عائلته في مدينة السلام بمحافظة القاهرة، وكانت حياته تسير بشكل طبيعي حتى شعر أفراد أسرته وصاحب الورشة التي يعمل بها بمروره بحالة نفسية سيئة وأنه يعاني من الاكتئاب.
"الوطن" انتقلت إلى محل إقامة "أحمد" قاتل أولاده الثلاثة قبل انتحاره، الشقة تقع في عقار مكون من 4 طوابق بمدينة السلام، عند دخولك إلى الشقة التي لم يتبق داخلها سوى بعض المتعلقات وألعاب الأطفال الثلاثة، وبعض الصور وملابس ملقاة في أركان الشقة، لا حديث بين أهالي المنطقة والجيران سوى عن تفاصيل المذبحة التي ارتكبها جارهم.
"الحاج أبوناصر" أحد جيران الأسرة قال إنهم فوجئوا بأن "أحمد" قتل أولاده وانتحر من خلال المواقع الاخبارية بالواقعة
وأضاف "أبوناصر": "أحمد كان راجل طيب.. الناس كلها بتحبه في المنطقة.. بقاله فترة عايش معانا هو وعياله.. ومن فترة أصيب بجرح في إيده أثر عليه شوية في الشغل لكن هو كان دايما بيحاول يشتغل ويعمل أكتر من اللي عليه علشان يسعد أولاده".
وتابع قائلا: "من يوم ما أحمد اتصاب في إيده وكان دايم في خلاف مع زوجته.. وانفصلوا عن بعض مرة قبل كدة وبعدين رجعوا تاني علشان أولاده كانوا دايما يسألوا على أمهم.. ومفيش فترة وحصل خلاف تاني ورفعت ضده قضية خلع.. وده أثر فيه وكانت حالته النفسية سيئة وكان عليه فلوس واحد صاحبه وقابله قبل ما يموت بساعات وطلبها منه.. رد عليه وقال له في الآخرة إن شاء الله.. وودعنا كلنا.. زي ما يكون كان عارف هيعمل إيه ومفيش ساعات وعرفنا إن هو قتل أولاده وانتحر".
وبحسب تحقيقات النيابة العامة فإن والدة الأطفال المقتولين ذكرت في التحقيقات أن طليقها المنتحر أخبرها بأنه سوف يقتل الأطفال أفضل من تسليمهم لها.
وتابعت والدة الأطفال في التحقيقات، أنها حاولت الحصول على أبنائها بالطرق الودية للإقامة معها لكن والدهم رفض وقال: "خلي المحكمة تنفعك أنا أقتلهم أحسن قبل ما تشوفي ظفر واحد منهم".
وجاء في محضر الشرطة، أن قوات الحماية المدنية بالقاهرة والجيزة، تلقت إخطارًا من أهالي منطقة إمبابة والساحل بإلقاء رجل أبنائه الثلاثة والقفز ورائهم في النيل بين منطقتي الساحل وإمبابة، وعلى الفور تحركت القوات وبدأت في البحث عن الجثث، وتمكنت القوات خلال 6 ساعات من انتشال جثة الأب في منطقة الوراق وجثة طفل في منطقة إمبابة، وجثة الطفلة في منطقة الساحل، وجثة الطفل الثالث في منطقة روض الفرج.
جرى إخطار النيابات المختصة والتي باشرت التحقيق وناظرت جثث الأب وأولاده وبدأت نيابة الساحل في استجواب أصدقاء وأسرة المنتحر والزوجة بعد ظهور جثة الطفلة في النيل بمنطقة الساحل وانتشالها بمعرفة الإنقاذ النهري، وعقب ضهور باقي الجثث استكملت نيابة الساحل التحقيق بالتنسيق مع نيابة إمبابة والوراق.