العسكرى الكويتى المتقاعد: «التعاون الخليجى» مريض لكنه باقٍ.. وانسحاب قطر مستبعد

كتب: الوطن

العسكرى الكويتى المتقاعد: «التعاون الخليجى» مريض لكنه باقٍ.. وانسحاب قطر مستبعد

العسكرى الكويتى المتقاعد: «التعاون الخليجى» مريض لكنه باقٍ.. وانسحاب قطر مستبعد

أكد الدكتور فهد الشليمى، العقيد الركن المتقاعد، والمحلل السياسى الكويتى، ورئيس المنتدى الخليجى للأمن والسلام، أن «مجلس التعاون الخليجى» فى الوضع الراهن يشبه «الرجل المريض»، لكنه استبعد تفكك مجلس التعاون الخليجى أو انسحاب قطر منه، معتبراً، فى حوار لـ«الوطن»، أن محور الدفاع والأمن سيسيطر على مباحثات القمة الخليجية المقبلة التى تستضيفها السعودية، خاصة فى ضوء تداخل هذا المجال مع الولايات المتحدة واستراتيجيتها فى المنطقة لمواجهة إيران.. وإلى نص الحوار:

ما مستقبل «مجلس التعاون الخليجى»، فى ظل استمرار الأزمة القطرية؟

- أعتقد أن مجلس التعاون الخليجى يحاول أن يبقى حتى فى وجود الأزمة، فمجلس التعاون الخليجى كالرجل المريض الذى لديه إعاقة بسيطة فى إحدى يديه، وبالتالى يريد أن يتحرّك ويريد أن يبقى إلى أن يتم علاج هذه الإعاقة، وبلا شك هناك الكثير من المؤسسات التابعة لمجلس التعاون الخليجى تعطلت، وهناك جزء فى حرية الحركة والسفر توقف، ومجلس التعاون الخليجى لم يعد كما كان. وأعتقد أن قطر اختارت الجانب المظلم، اختارت تركيا وإيران، بدلاً من دول الخليج، وبالتالى كانت هناك محاولات لإثنائها عن هذا الموضوع أو على الأقل التراجع، لكن المؤشرات لا تدل على أن هناك تراجعاً، فقطر تعتقد أنها عندما تقوم بالتصعيد فهى تضغط، وبالتالى هذا يساعدها على فرض شروطها، لكن العكس هو الصحيح، فهى كلما قامت بالتصعيد، كلما تغوص أكثر فى التعقيد.

{long_qoute_1}

ما أبرز الملفات التى ستناقشها القمة؟

- فى ما يتعلق بالملفات التى ستناقشها القمة المقبلة، أعتقد أنه أكيد سيظهر المحور الإعلامى، بمعنى وقف الحرب الإعلامية فى منطقة الخليج، والمحور الدفاعى فى تقديرى هو المحور الأساسى والرئيسى، لأن الولايات المتحدة الأمريكية مشتركة فيه، وبالتالى ستتم مناقشة التهديدات من جانب إيران، والدور الأمريكى وكيفية التعاون حتى مع قطر، بصفتها تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية موجودة فى الشرق الأوسط، والملف الآخر قد يكون الملف النفطى، والملف الرابع قد يكون الملف الحدودى والثروات المشتركة على الحدود بين الدول الخليجية، خصوصاً الملف الكويتى - السعودى، ومسألة استئناف الإنتاج للحقل المشترك.

أين وصلت مساعى دولة الكويت، وتحركات أمير البلاد لحل الأزمة؟

- مساعى دولة الكويت ووساطتها لحل الأزمة الخليجية مع قطر مستمرة، وعميد الدبلوماسية العربية، أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد، يحاول أن يراهن على عامل الوقت لتبريد المشكلة، لكن ما نشاهده من تصعيد إعلامى، خاصة من الجانب القطرى، لا يساعد فى تبريد المشكلة، والمثال الحى مسألة مقتل «خاشقجى»، وكيفية تحويرها وتصعيدها سياسياً، وهى فى النهاية قضية جنائية.

هل تعثر حل الأزمة قبل الأيام الأخيرة من موعد القمة، وتزامن ذلك مع انسحاب قطر من «الأوبك»، يعزز التوقعات بانسحاب «الدوحة» حالياً، أو مستقبلاً، من مجلس التعاون؟

- إذا أردنا أن نضع تقدير موقف حول إمكانية انسحاب قطر، أعتقد أن لدى الدوحة الخيارات الثلاثة، إما أن تبقى فى تمثيل على أدنى المستويات، أو أن تجمّد عضويتها، أو أن تنسحب، وأعتقد أن خيار الانسحاب لن يكون موجوداً، صحيح أنهم انسحبوا من «أوبك»، وبالتالى تريد أن تمارس حريتها فى الإنتاج، أو هى تتمرّد على منظمة «أوبك»، لكن القطريون يريدون المحافظة على علاقاتهم بالكويت وعمان، لأنهم مستفيدون من هذا الجانب، فى ما يتعلق بحرية التحرك أو الهبوط فى أجوائهما، وإذا تعقدت العملية فلن يستفيدوا، وبالتالى هم يريدون إما التجميد أو التخفيض لأدنى مستوى، وأعتقد أن الانسحاب لن يكون وارداً، إلا بعد القمة.

{long_qoute_2}

ما رؤيتكم لحل الأزمة الأعنف فى تاريخ مجلس التعاون الخليجى؟

- الخليج تضرّر من هذه الأزمة، ومن استفاد هم القوى الخارجية، مثل الدول الأوروبية وأمريكا وتركيا وإيران، من خلال استنزاف مالى وصفقات وابتزاز فى المناقصات، وتشويه إعلامى متبادَل، وهذا التشويه بدأته حقيقة قطر، فقد كان يمكن أن تنهى هذه المسألة من الأسبوع الأول، لكن القيادة القطرية، وليس الشعب القطرى، هى التى تسببت فى هذا الموضوع. وأعتقد أن حل الأزمة القطرية، سيحدث إذا شاهدنا توقفاً عن التصعيد الإعلامى، وكلمات متناغمة، وتخفيضاً للنشاط مع إيران، وتخفيضاً لنشاط الإخوان، حينئذ يمكن أن نقول إن هناك بوادر حل، ودون ذلك سيظل الوضع كما هو عليه.

ما الجهود الكويتية الراهنة للحفاظ على بقاء مجلس التعاون وتماسكه؟

- أعتقد أن الجهود الراهنة للكويت تريد أن يظل مجلس التعاون الخليجى متماسكاً، لكن هناك تحالفات تكونت داخل المجلس وخارجه، وأصبح هناك تحول، ونحن نتساءل عن موقع الكويت المستقبلى فى هذا الحلف، إما أن تبقى رهينة للحياد الهشّ، لأن لديها تهديدات من إيران ومحاولات للتحرك فى هذا الموضوع، أو أن تنضم للتحالف الذى يضم السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وتؤثر فى تشكيل وصياغة التحالفات، لكن الانضمام إلى قطر به مجازفة، لأن إيران وتركيا سياساتهما متقلبة، وأعتقد أن الانضمام لدول المقاطعة أفضل من البقاء على الحياد، حتى يكون لها تأثير.


مواضيع متعلقة