«قمة الرياض».. وحدة الخليج تهزم «بالونات» انسحاب قطر
![قرارات جديدة تنتظرها «قمة الرياض» المقبلة المنعقدة فى المملكة العربية السعودية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/2388558161544206120.jpg)
قرارات جديدة تنتظرها «قمة الرياض» المقبلة المنعقدة فى المملكة العربية السعودية
تنطلق غداً أعمال القمة الخليجية فى العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة مجموعة من الملفات المهمة تتصدرها القضايا الأمنية، فى ظل تصاعُد التهديدات الإيرانية التى تواجه دول مجلس التعاون، غير أن القمة سيكون منوطاً بها مناقشة مستقبل مجلس التعاون الخليجى فى ظل تلويح قطر بالانسحاب من المجلس لتظل على عنادها وتغرِّد خارج السرب.
قمة الرياض ستكون على موعد لمناقشة مسيرة التكامل الخليجى فى عامها الـ39، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجى الست: السعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت وعمان، وقطر.
تنطلق غداً فى السعودية.. ومستوى المشاركة يرسم النظرة المستقبلية لـ«مجلس التعاون»
القمة الخليجية أمامها العديد من التحديات والتساؤلات حول مستقبل مجلس التعاون ومدى إمكانية التوصل إلى نقاط تلاقٍ بين دول الخليج وقطر التى لا تزال تغرد خارج السرب، بالإضافة إلى مستوى المشاركة المتوقع من القادة الخليجيين والذى قد يحدد إلى مدى بعيد النظرة المستقبلية لهذا التجمع الخليجى، خصوصاً أن البعض يرى أن دعوة العاهل السعودى لأمير قطر من أجل حضور القمة لا تزيد على كونها مسألة بروتوكولية وليست تراجعاً عن مطالب الرباعى العربى الـ13 لإعادة استيعاب الدوحة داخل المنظومة الخليجية.
جدول أعمال القمة سيناقش قضايا مهمة، لأنها تأتى قبل أسابيع من القمة المقترحة من الولايات المتحدة بمشاركة مصر والأردن ودول الخليج لتشكيل تحالف استراتيجى فى الشرق الأوسط لمواجهة الخطر الإيران، وفى هذا الملف، ترصد «الوطن» الإجابات المطلوبة على التساؤلات المُلحَّة.
«الدوحة» لا تزال تغرد خارج السرب.. وأزمتها مع «الرباعى» مستمرة
أكدت تصريحات كبار المسئولين الدبلوماسيين فى السعودية والإمارات والبحرين ومصر، استمرار تصاعد الأزمة مع قطر، قبل ساعات من القمة الخليجية التى تستضيفها الرياض، حيث قطعت تلك التصريحات الشك باليقين حول إمكانية حدوث تغير فى السياسة القطرية يدفع لاحتواء أزمة المقاطعة، ما يزيد من تعقيدات المشهد خلال القمة الأولى التى تستضيفها إحدى الدول المقاطعة للدوحة، وذلك على الرغم من توجيه الرياض الدعوة إلى أمير قطر، تميم بن حمد، للمشاركة فى اجتماع المجلس الأعلى لدول الخليج.
وعزز انسحاب قطر من منظمة «أوبك»، بعد أكثر من خمسة عقود على عضويتها فى منظمة الدول المصدِّرة للنفط، من التوقعات حول إمكانية تكرار الانسحاب من مجلس التعاون الخليجى، خاصة أن قطر برَّرت انسحابها من «أوبك»، بدعوى سيطرة دولة واحدة على قرارات المنظمة، فى إشارة إلى المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط فى العالم، فيما روَّجت وسائل الإعلام القطرية على مدار أسبوعين ماضيين، بصورة يومية، لوجود مطالب شعبية قطرية تنتظر القرار السياسى للانسحاب من مجلس التعاون الخليجى.
فى هذا السياق المعقد، تدفع التهديدات الإيرانية المتصاعدة دول الخليج للتضامن على المستوى الأمنى والدفاعى، خاصة فى ظل وجود خيط ناظم لهذا التعاون يتمثل فى الشراكة العسكرية لدول الخليج مع الولايات المتحدة، التى تقترح تشكيل تحالف استراتيجى فى الشرق الأوسط يقوم على دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن، لمواجهة «الأنشطة والتدخلات» الإيرانية، وذلك فى الوقت الذى دعت فيه وزارة الخارجية الكويتية إيران لبذل مزيد من الجهود لطمأنة دول مجلس التعاون، واتخاذ خطوات إيجابية على أرض الواقع لتعزيز استقرار المنطقة ونزع فتيل التوتر منها.
«الحمد»: الدوحة الآن تهاجم مصر بـ«الفبركة» كما لعبت ضد السعودية فى قضية «خاشقجى».. وتسعى للنيل من دول المقاطعة.. ولا أحد يتوقع حضور «تميم» القمة.. و«آل زلفة»: المجلس لا يتوقف على قطر وقرار خروجها منه يتعلق بمصير القطريين ولا يخص «نظام تميم» وحده.. و«فهمى»: دعوة أمير قطر تؤكد التمسك بمجلس التعاون ولو بصورة شكلية وإجرائية
من جهته، اعتبر الإعلامى والمحلل السياسى البحرينى سعيد الحمد أن القمة الخليجية بالرياض تأتى فى ظروف مختلفة ودقيقة، وأضاف: «لا شك أن شعوب مجلس التعاون الخليجى تأمل أن تؤكد هذه القمة استمرارية المجلس الذى يمثل الشكل العربى الوحيد الذى ظل متماسكاً ومتطوراً خلال كل هذه السنوات، لأن دول الرباعى متمسكة بـ13 شرطاً للحل مع قطر دون التنازل عن شرط واحد منها، والمشكلة أن قطر، كما ذكر وزير الخارجية البحرينى الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة (سلوكها المعادى للدول الأربع أحرق كل سفن العودة للبيت الخليجى)»، وأشار «الحمد» إلى أن الدوحة الآن تهاجم مصر من خلال الفبركة، بعد أن لعبت نفس اللعبة ضد السعودية فى قضية «خاشقجى»، وتتمادى بتصرفات هوجاء للنيل من الدول الأربع المقاطعة.
وحول مجريات القمة المقبلة، قال: «لن يحضرها أمير قطر، ولا أحد يتوقع حضوره، والقرارات ستُتخذ بنفس الجرأة، للتأكيد على بقاء مجلس التعاون واستمراره»، معتبراً أن التكهنات حول إمكانية انسحاب قطر من مجلس التعاون بعد انسحابها من «أوبك»، ليست سوى بالونات اختبار مصدرها قطر.
من جانبه، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزيانى، أن قادة دول مجلس التعاون الخليجى سيعقدون اجتماع الدورة الـ39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون فى مدينة الرياض غداً برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية.
وقال إن القادة سيبحثون عدداً من الموضوعات المهمة فى مسيرة العمل الخليجى المشترك، وما تم إنجازه فى إطار تحقيق التكامل والتعاون الخليجى فى المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والقانونية.
من جهته، قال الباحث السعودى الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، عضو مجلس الشورى السعودى السابق، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن «مجلس التعاون الخليجى لا يتوقف على قطر، العمل الخليجى أوسع من أزمة قطر، بل على العكس قطر هى التى تخسر حضنها الخليجى بسبب السياسات التى تمارسها وتماديها فيها»، وأضاف أن «الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لم تطلب إلا شيئاً واحداً، وهو حق مشروع، هو أن تحترم الدوحة هذه الدول ولا تتدخل فى شئونها، وهذا أمر أقرته كل المواثيق والعهود الدولية، وبالتالى لم تطلب أمراً غريباً، أزمتنا بالأساس مع قطر وليست فى مجلس التعاون».
وقال «آل زلفة»: «انعقاد القمة واستمرار عمل المجلس دليل على عدم تأثر المجلس بالأزمة القطرية، أو بمحاولات البعض الحديث عن فشل مجلس التعاون الخليجى أو انهياره، كل هذا حديث ثبت أنه غير منطقى، ولا أتصور أن قطر تستطيع الإقدام على خطوة الخروج من مجلس التعاون كما قالت بعض وسائل الإعلام الأمريكية فى الأيام الماضية».
وأضاف المحلل السعودى: «إذا افترضنا أن قطر قررت الخروج من المجلس، فهذا سيشكل خسائر كبيرة بالنسبة لها، ويعنى خروجها من منظومة الخليج ككل، بل ومن المنظومة العربية، كما أن قرار الخروج من المجلس لا يخص النظام الحالى، فهو قرار يرتبط بمصير القطريين ككل، لذلك لا أتصور أن الدوحة يمكن أن تقدم على خطوة كهذه مهما كانت الخلافات»، وتابع: «علينا أن نضع فى اعتبارنا أن مجلس التعاون ليس قطر، المجلس به 6 دول أعضاء، وقطر واحدة من 6 أعضاء».
أما الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية، فاعتبر أن توجيه دعوة إلى أمير قطر من قبَل العاهل السعودى، للمشاركة فى القمة الخليجية، يؤكد أن هناك تمسكاً من الجميع بمجلس التعاون الخليجى واستمراره. وأضاف لـ«الوطن»: «حتى لو أن الأزمة مستمرة مع قطر والسعودية والإمارات والبحرين، فإن هناك تمسكاً باستمرارية المجلس، حتى لو كان بصورة شكلية إجرائية». وتابع: «أتوقع أن أمير قطر سيشارك فى القمة التى تستضيفها الرياض، هذا احتمال وارد جداً، لذا علينا أن نفصل بين مسار الحفاظ على وجود مجلس التعاون، وفى الوقت ذاته هناك مسار آخر مختلف للأزمة بين الدوحة والرباعى العربى».
اقرا أيضا
الخبير فى مركز الأهرام: دول الرباعى العربى متمسكة بتنفيذ قطر لـ«المطالب الـ13»
العسكرى الكويتى المتقاعد: «التعاون الخليجى» مريض لكنه باقٍ.. وانسحاب قطر مستبعد
«قمة الرياض».. وحدة الخليج تهزم «بالونات» انسحاب قطر