رئيس «سكك حديد مصر»: خصخصة «المرفق» مستحيلة.. لا توجد قرارات بتحريك الأسعار

كتب: أجرى الحوار : توفيق شعبان

رئيس «سكك حديد مصر»: خصخصة «المرفق» مستحيلة.. لا توجد قرارات بتحريك الأسعار

رئيس «سكك حديد مصر»: خصخصة «المرفق» مستحيلة.. لا توجد قرارات بتحريك الأسعار

أكد المهندس أشرف رسلان، رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، أن الهيئة تنفذ حالياً خطة تطوير قصيرة المدى بتكلفة إجمالية 56 مليار جنيه حتى عام 2022، تشمل الانتهاء من تنفيذ مشروع كهربة نظم الإشارات لنحو 950 كيلومتراً فى 2020، والتعاقد على شراء 1300 عربة قطار جديدة بمبلغ مليار يورو.

وقال، فى حوار لـ«الوطن»، إن الهيئة لديها 702 محطة، يتم تطوير وتحديث 139 منها بتكلفة مليار جنيه، وتقوم بإعادة تأهيل وتشغيل 200 عربة مطورة بـ450 مليون جنيه، مؤكداً أن خسائر السكة الحديد سببها الرئيسى فوائد القروض المتراكمة.. وإلى نص الحوار.

ما خططكم لتطوير منظومة السكة الحديد؟

- قامت الهيئة، بالتنسيق مع وزارة النقل، بوضع خطة قصيرة المدى، بدأت من 2017 وتنتهى 2022، لتطوير منظومة السكة الحديد، بتكلفة إجمالية 56 مليار جنيه، وتشمل تحديث نظم كهربة الإشارات، ونظم الاتصالات، ووحدة التحكم المركزى، وتجديد القضبان، وإعادة تأهيل وصيانة وتشغيل الجرارات، وتحديث أسطول عربات القطارات القديمة المتهالكة بأخرى حديثة، وتطوير محطات السكة الحديد وتحسين خدماتها.

{long_qoute_1}

متى تنتهى الهيئة من أعمال تطوير نظم كهربة الإشارات وتجديد القضبان؟

- فى البداية، لا بد أن يعلم الجميع أن نظم كهربة الإشارات الحالية عفا عليها الزمن ولا يصلح معها تطوير، ولكن نقوم حالياً بتنفيذ مشروعات تحديث نظم كهربة الإشارات على مسافة 950 كيلومتراً وتحويلها من يدوى إلى إلكترونى، لتقليل حوادث القطارات، وضبط حركة مسيرها، وتقليل زمن التقاطر، وأن جميع نظم كهربة الإشارات على جميع الخطوط فى الوجهين القبلى والبحرى ستعمل إلكترونياً مع نهاية 2020، بالإضافة إلى تجديد القضبان لنحو مسافة 1000 كيلومتر، ونقوم بجهد مضاعف لتحسين الخدمة المقدمة لجمهور الركاب المسافرين.

وماذا عن خطة تطوير وتحسين المحطات؟

- لدينا خطة طموحة ومتكاملة لتطوير وتحديث جميع المحطات البالغ عددها نحو 702 محطة رئيسية ومركزية وفرعية على جميع الخطوط فى الوجهين القبلى والبحرى، ونعمل حالياً على الانتهاء من تنفيذ تحديث وتطوير 139 محطة منها بتكلفة مليار جنيه، وسنواصل تحديث جميع المحطات تباعاً، ويتضمن ذلك تحسيناً شاملاً لمبنى المحطة والأرصفة، والمظلات، والكراسى، والإنارة، ودورات المياه، وشبكة الحريق بالطراز المعمارى للمحطات القديمة.

وماذا عن تحريك أسعار تذاكر القطارات خلال الفترة المقبلة؟

- دعنى أتحدث لك بكل صراحة، لكون هذا الموضوع يهم قاعدة عريضة من المواطنين، سعر تذكرة القطارات الحالية لا يتناسب مع الخدمة المقدمة للجمهور وأقل منها، والتكاليف أكبر من الإيرادات، فلا بد من وجود مخرج حتى يتسنى لنا تغطية جميع الخسائر، حيث إن خسائر السكة الحديد سببها الرئيسى فوائد القروض المتراكمة، ورفعنا مقترحاً بزيادة أسعار تذاكر القطارات إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، لاعتماده، ولكن حتى هذه اللحظة لا توجد أى قرارات رسمية بتحريك أسعار تذاكر القطارات.

{long_qoute_2}

هل هناك خطة لتطوير منظومة نقل البضائع؟

- استطاعت الهيئة، خلال الفترة الأخيرة، تحقيق نقلة نوعية فى مجال نقل الحاويات، بعد نجاحها فى نقلها من الموانئ البحرية إلى المناطق الصناعية فى حلوان والسادس من أكتوبر، حيث بلغ عدد الحاويات المنقولة فى الفترة الأخيرة نحو 12500 حاوية، ونعمل على إنهاء شراء نحو 300 عربة بضائع جديدة ضمن خطة للنهوض بقطاع نقل البضائع كمرحلة أولى، لأننا نستهدف نقل نحو 25 مليون طن بضائع بحلول عام 2022، حتى نصل إلى تحقيق 40% من إجمالى المنقول على المستوى القومى، حيث يقدر حجم المنقول من البضائع حالياً عبر السكة الحديد بنحو 4.5 مليون طن بضائع سنوياً، كما أن العربات الجديدة والجرارات الجديدة ستزيد من قدرات قطاع نقل البضائع، وتتضمن الخطة ربط المناطق الصناعية بالمدينة الجديدة والموانئ بخطوط السكة الحديد، بالإضافة إلى إنشاء خط بضائع جديدة يربط بين ميناء السخنة والعلمين الجديدة، ويرتبط خلال مساره بالمنطقة الصناعية بـ6 أكتوبر والإسكندرية، حيث إن زيادة أسعار الوقود وارتفاع تكلفة النقل عبر الشاحنات سيشجعان الإقبال على النقل عبر القطارات، وسنقوم بتزويد قطاع البضائع بعربات مزودة بتكنولوجيا تسمح بالشحن والتفريغ آلياً دون الحاجة للأوناش، ومتوقع أن ترتفع إيرادات قطاع البضائع بما لا يقل عن 2 مليار جنيه سنوياً عام 2022 بدلاً من 350 مليون جنيه حالياً.

ما الإجراءات التى اتخذتها الهيئة لتطوير الجرارات وأسطول عربات القطارات؟

- اتخذنا إجراءات كبيرة لتطويرها، ونعمل فى المقام الأول على إراحة جموع الركاب المسافرين، وتعاقدنا على شراء جرارات جديدة وقطع غيار خلال الفترة الماضية بقيمة 575 مليون دولار، تشمل توريد 100 قاطرة جديدة للركاب والبضائع، وإجراء صيانة طويلة الأجل لمدة 15 عاماً، بما يساهم فى الحفاظ على أداء أسطول الهيئة وصيانته على مدى سنوات طويلة، بالإضافة إلى توفير قطع الغيار والدعم الفنى للقاطرات الجديدة، و81 جراراً أخرى من تمويل الشركة ضمن أسطول الهيئة حالياً، كما يجرى إنهاء إجراءات قرض أوروبى بقيمة 126 مليون يورو لشراء عدد 6 قطارات، ومبلغ 290 مليون يورو لشراء عدد 100 جرار أخرى، كما تم التعاقد مع التحالف «الروسى المجرى» على شراء 1300 عربة قطار جديدة بمليار يورو، تتضمن 300 عربة قطار درجة أولى وثانية مكيفة، و500 درجة ثانية مكيفة، و500 درجة ثالثة عادية.

وما حقيقة خصخصة السكة الحديد؟

- لا يمكن بأى حال من الأحوال خصخصتها، بل إنه مستحيل أن يحدث ذلك، وتم الانتهاء من إجراء تعديل قانون السكة الحديد بمجلس النواب للسماح بدخول القطاع الخاص، لأن قانون السكة الحديد الحالى ينص على أن الهيئة، دون غيرها، مسئولة عن كل هذه الأمور، ومشاركة القطاع الخاص تستهدف تطوير ودعم هذا المرافق، لأن الاستثمارات المطلوبة ضخمة، والتعديل يسمح للشركات الاستثمارية الكبرى بالمشاركة فى المنظومة، والعمل فى إعداد خطة لتطوير السكك الحديدية لتخفيف العبء عن الموازنة العامة للدولة، والسماح للقطاع الخاص سوف يكون بالاشتراك فى إنشاء الخطوط الجديدة، والصيانة ومنظومة نقل البضائع للعمل على زيادة إيرادات السكة الحديد بمقابل مادى تحدده الهيئة.

{long_qoute_3}

متى تنتهى حوادث القطارات؟

- بكل صراحة لا يمكن القضاء نهائياً على الحوادث فى الوقت الحالى، لأن جميع السكك الحديدية فى العالم، رغم حداثتها، تتعرض لحوادث، ولكن نأمل، مع تنفيذ كافة مشروعات التطوير، فى خفض معدل الحوادث، حفاظاً على أرواح وسلامة المواطنين.

وماذا عن الهاربين من دفع قيمة تذكرة القطار؟

- هناك مواطنون كثيرون يقومون بالتهرب من دفع تذكرة القطار، ولكن قمنا بإعداد فرق تفتيش على جميع المحطات وداخل عربات القطارات للمرور على الركاب للتأكد من أنهم يحملون التذاكر، وفى حال تهرب أى مواطن من دفع الأجرة يتم فرض غرامة مالية تقدر بـ50 قرشاً فى القطارات العادية، و6 جنيهات فى القطارات المكيفة، كما أن الهيئة حققت أرباحاً تقدر بنحو 200 مليون جنيه على مدار الـ10 أشهر الماضية بعد تنفيذ مبادرة «ضبط الهاربين من دفع قيمة تذكرة القطار» من قبَل فرق التفتيش.

وماذا عن رخصة العمل داخل منظومة السكة الحديد؟

- دائماً نسعى إلى إحداث طفرة كبيرة بالمنظومة، وسيتم إصدار رخصة عمل لجميع العاملين بوظائف التشغيل، وذلك بعد إجراء الفحوصات الطبية والنفسية، واجتياز الاختبارات، وستكون الرخصة سارية لمدة سنتين، ويتم تجديدها بعد عمل الإجراءات الأولى لإصدارها

هل وضعت الهيئة خطة للارتقاء بالعنصر البشرى خلال الفترة المقبلة؟

- نعمل دائماً على الارتقاء بالعنصر البشرى فى جميع وظائف التشغيل، للحفاظ على حركة مسير القطارات وأرواح الركاب، ونعمل على تأهيل وإعداد الكوادر الفنية بأسلوب علمى ممنهج لضمان جودة وسلامة التشغيل، من خلال إعادة تشغيل معهد وردان لرفع كفاءة العاملين، وتم افتتاح مدرسة النقل بوردان، المتوقفة عن العمل منذ 2003، والتى تؤهل خريجيها لشغل الوظائف التى تحتاجها الهيئة، ويكون الالتحاق بها بعد الحصول على الشهادة الإعدادية مباشرة، وتتم العملية التعليمية بالمدرسة بأحدث التقنيات، ونقوم بتنفيذ أكبر خطة لرفع كفاءة العاملين، بالتركيز على نقاط الضعف، والتدريب على كيفية التصرف السريع فى حالة وجود أعطال مفاجئة، وفى حالات التشغيل غير العادى، والتى تستهدف جميع العاملين فى طوائف التشغيل من قائدى القطارات ومساعديهم والعاملين بنظم الإشارات والسكك.

ما التكلفة الفعلية لتطوير البنية الأساسية للسكة الحديد؟

- لقد وضعنا خطة قصيرة المدى تنتهى فى 2022، وخطة طويلة المدى تنتهى 2030، وحالياً يتطلب تطوير السكة الحديد ما يقرب من 56 مليار جنيه، حتى 2022، ويشمل تطوير العنصر البشرى والمعدات وقوة الجر من خلال شراء جرارات وعربات قطارات جديدة، والبنية الأساسية من سكك وإشارات واتصالات وتجديد قضبان، وبعد الانتهاء من خطط التطوير والاعتماد على الوسائل التكنولوجية والإقلال من العنصر البشرى، ستقل الحوادث.

وماذا عن معابر الموت بالسكة الحديد؟

- يتم عمل جميع هذه المعابر العشوائية من قبَل المواطنين، وتم حصر عددها على حرم السكة الحديد، ووصلت إلى 3000 معبر، وننفذ يومياً حملات إزالة، حفاظاً على أرواح المواطنين، وحفاظاً على حركة مسير القطارات، كما أن الهيئة قامت بإعادة تشغيل نحو 45 قطاراً على الخطوط الفرعية لمواجهة زحام الركاب.


مواضيع متعلقة