خبراء النقل: «الشبكة» منهارة.. وتحتاج عشرات السنين لتحديثها
![مواطنون يعبرون المزلقان بعد مرور أحد القطارات](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/5029028161544203959.jpg)
مواطنون يعبرون المزلقان بعد مرور أحد القطارات
أكد خبراء النقل أن السكة الحديد لم تشهد أى تطوير منذ عقود من الزمن، ما تسبب فى انهيار بنيتها الأساسية، مطالبين، فى كلامهم لـ«الوطن»، بتنفيذ خطة شاملة لتطويرها، تشمل نظم كهربة الإشارات والاتصالات والتحكم المركزى وتجديد القضبان وتحديث أسطول العربات وإعادة تأهيل وصيانة وتشغيل الجرارات، مشيرين إلى أن تحديثها سيحتاج إلى عشرات السنين وليس عامين أو ثلاثة كما يعتقد البعض.
وقال الدكتور حمدى برغوت، خبير النقل الدولى، إن السكة الحديد وصلت إلى حالة من الانهيار بسبب إهمال تحديث البنية الأساسية منذ ما يقرب من 60 عاماً، موضحاً أن مشاركة القطاع الخاص فى تطويرها وإدارتها ضرورية، فى ظل المشكلات الكبيرة التى يعانى منها المرفق بسبب سوء الإدارة، وافتقاد القطاع الكفاءة والخبرة اللازمة. وأضاف أن إدخال شركات قطاع خاص للمشاركة فى تطوير المنظومة يُحدث تحسناً سريعاً فى سير القطارات، ومن الضرورى الاعتماد على تشغيل أصحاب المؤهلات العليا كسائقين للقطارات، مثل الدول الأوروبية، بدلاً من تدريب خريجى الدبلومات، وذلك للنهوض بالمرفق، وحفاظاً على سلامة المواطنين.
وأكد أن هيئة السكة الحديد تملك نحو 4 آلاف و200 مزلقان، التابع منها للهيئة 1500 فقط، والباقى عشوائى ويُعتبر السبب الحقيقى وراء حوادث القطارات، ومن الضرورى تطوير هذه المزلقانات لتعمل إلكترونياً، مشيراً إلى أن المعابر، المعروفة إعلامياً بـ«فتحات الموت»، الموجودة على سور السكة الحديد، لا بد من إغلاقها، حفاظاً على أرواح المواطنين. وأوضح «برغوت» أن السكة الحديد بهذه الطريقة لا يمكن أن تنجح لا فى عامين ولا فى عشرة أعوام، قائلاً إن «السكة الحديد تخسر 6 مليارات جينه سنوياً»، وهى تكلفة حوادث الطرق التى تحدث عليها، مشيراً إلى أن هذا الميزانية لو تم صرفها على المرفق ستزيد من تطويره، وتقلل من حوادث الطرق، وقال إن نقل البضائع عبر المرفق مهدور حقه، ولا بد من وقفة لتطويره حتى ينافس نقل البضائع على الطرق ويزيد من دخل الهيئة ويغطى مصروفاته، لذلك لا بد من وقفة وخطة مدروسة لتطوير المرفق.
«مهدى»: «المرفق» ترتيبه الـ78 عالمياً.. ولا بد من تخفيف عدد العاملين من 72 ألفاً إلى 10 آلاف
ومن جهته، قال الدكتور حسن مهدى، أستاذ الطرق والنقل بجامعة عين شمس، إن عملية التطوير ينقصها بعض المجهودات، ومن الجيد أن تقوم الدولة حالياً بتصليح نظم الإشارات والمحطات والمزلقانات، بجانب استيراد الجرارات وعربات القطارات، ولكن لم يتم دراسة مردود ذلك على الهيئة، وفى نفس الوقت لم تقدم الخدمة بالشكل المناسب، ولا بد من تقديمها بالقيمة التى يستطيع المواطن أن يتحملها، منوهاً بأن قانون السكة الحديد تم تعديله والموافقة عليه من خلال مجلس النواب ومجلس الدولة ورئاسة الوزراء. وأضاف أنه لأول مرة فى تاريخ مصر سيدخل القطاع الخاص فى منظومة الإدارة بالهيئة، وذلك من باب النهوض بالهيئة، قائلاً: «هذا المرفق مملوك للدولة وليس للقطاع الخاص، والسكة الحديد ليست للبيع»، مشيراً إلى أن المرفق يعمل به نحو 72 ألف عامل، وهم سبب رئيسى فى تباطؤ تطويره. وأشار إلى أن الدولة ليست فى احتياج إلى هذا العدد ولا حتى نصفه، وكانت النتيجة أن السكة الحديد تدفع مرتبات 3 مليارات و200 مليون جنيه سنوياً، ودخل الهيئة 3 مليارات فقط، وتقترض من الدولة 200 مليون جينه حتى وصلت مديونيتها للدولة إلى 5 مليارات جينه.
«برغوت»: يجب الاعتماد على المؤهلات العليا فى قيادة القطارات مثل الدول الأوروبية
وقال «مهدى» إن السكة الحديد كانت تحتل المركز الثانى عالمياً، وأصبحت 78 حالياً، والمرفق على شفا الانهيار، وترجع أسباب تدهوره إلى الاعتماد الكامل على الجرارات والعربات القديمة فقط، التى تم توريدها إلى المرفق منذ عقود من الزمن، بجانب تهالك السيمافورات والإشارات. وتابع أنه أيضاً لابد من تخفيف عدد الموظفين الموجودين فى القطاع إلى 10 آلاف فقط. وأضاف أن الحل الأفضل لتطويرها هو ميكنة الخدمة، وهو ما يتطلب توفير الإمكانيات اللازمة، مشيراً إلى أن هناك خططاً عديدة لتطوير المرفق لم يتم البدء فى تنفيذها بسبب ضعف الموارد وقلة الإمكانيات الحالية.