أشباح مشاغبة تحول مكتب محامي ألماني لفوضى.. والخبراء يعجزون عن التفسير

أشباح مشاغبة تحول مكتب محامي ألماني لفوضى.. والخبراء يعجزون عن التفسير
كل شيء كان على ما يرام، إلى أن بدأت تليفونات مكتب أحد المحاميين المرموقين في شتاء عام 1967، بمدينة روزينهايهم في جنوب ألمانيا، عبثها ولهوها ففي بعض الأحيان كانت أجراس التليفونات تدق جميعاً في نفس الوقت، دون أن يكون هناك متصل فحلت الفوضى.
والغريب أن الموجودين في المكتب كانوا يسمعوا أصوات "طقطقة" و"تكتكة" تشتت فكرهم، وهو ما دفع مدير المكتب ليقدم شكوى إلى شركة التليفونات التي أوفدت بعض مهندسيها لإصلاح الخلل، فلم يكتشفوا أي خلل في الأجهزة أو التوصيلات وهو ما أصابهم بالذهول، حسبما ذكر كتاب "الأشباح المشاغبة وغرائب أخرى" لراجى عنايت.
تواصل العبث مرة أخرى فازدادت شكاوى المكتب فأوفدت الشركة مرة أخرى مجموعة من أفضل مهندسيها، أمضت عدة أسابيع في المراجعة الدقيقة، ومع ذلك ازداد اللغز غموضاً، حيث اكتشفوا أن عشرات الاتصالات التليفونية تأتي من تليفونات متوقفة عن العمل، وبعضها كان يتم طلب أرقامها بسرعة غير طبيعية، وبشكل يثير الدهشة.
وفي أحد الأيام أظهرت عدادات شركة التليفون أن رقم 119 وهو رقم الساعة الناطقة تم طلبه 46 مرة في 15 دقيقة، فبدأت المسألة تدخل في طور جديد، وتحركت أدوات المكتب حركات غريبة، ومصابيح "النيون" بدأت تدور حول نفسها وتخرج من أماكنها، كما بدأت مصابيح الإضاءة العادية تنفجر، والأدراج تخرج من مكاتبها، واللوحات المعلقة على الحائط تدور حول نفسها، والتيار الكهربائي ينقطع ويعود بلاسبب، وعمت الفوضى الشاملة في مكتب المحامي.
تصدى خبراء هندسة التليفون والكهرباء وفريق من علماء الطبيعة الموثوق بهم عددهم 40 فرد لبحث أسباب هذه الظواهر، وفي نهاية الأمر اعترفوا بعجزهم، حيث لم يجدوا سبب منطقي يرجعوا إليه هذه الأحداث، وكل ما استطاعوا أن يفسروه هو أن سبب الفوضى قوى يتم التحكم فيها بشكل ذكي تميل إلى مراوغة الباحثين.
وفيما بعد تم استدعاء الدكتور هانز بندر، وهو من أكبر الباحثين فى مجال الظواهر التي تتصل بالقدرات غير العادية للعقل البشري "البارا سيكلوجية"، فاستطاع بصحبه مساعديه أن يصل إلى تشخيص مباشر لسبب هذه المتاعب، وقال أن سبب هذه الأحداث هي الأشباح المشاغبة التي يطلق عليها "بولترجيست".
وفي عام 1945 وصف الباحث البريطاني هنري برايس هذه الأشباح المشاغبة بعد دراسة مشابهة لها بأنها شريرة ومخربة، غريبة الأطوار وتميل إلى إحداث ضوضاء ولصوصية ماكرة، وحقودة ومتهورة.
كما وصف الدكتور ناندور فودور هذه الأشباح المشاغبة بأنها أرواح مثيرة للضوضاء تحدث اضطرابات وتنشط في أماكن معينة وفي حضور أشخاص معيينين يتمتعون بحساساية خاصة هم في الغالب لا يثيروا الشبهات، وهذا نشاط يلتقي فيه مكان مسكون بشخص مسكون.