شاب يخنق طفلا ثم يبحث عنه مع أهله.. تفاصيل اختفاء "محمد" بالشرقية

03:49 ص | الجمعة 07 ديسمبر 2018

استدرج طفلًا صغيرًا اعتبره غنيمة تسهل له الحصول على المال سواء بطلب فدية من أهله أو بأي طريقة أخرى، ولم يرحم توسلات الصغير ولم تصغ أذانيه لصرخاته واحكم قبضة يده على عنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ثم تخلص من جثته، اعتقادًا منه انه يمكنه الهرب من الجريمة.

كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة والنصف من مساء الخميس الماضي حين اختفى الطفل "محمد علاء محمد السيد البحراوي" من أمام منزله بقرية السعدية التابعة لمركز أبو حماد ليبدأ القلق يتسلل إلى أسرته حيث توجه جميع أقرانه إلى منازلهم بعد انتهائهم من ممارسة لعبة كرة القدم عدا هو.

"مع حلول آذان العشاء بدأت أطمئن على تواجد أبنائي الأربعة داخل المنزل إلا أنني لم أجد -محمد- وبحثت عنه بمختلف أرجاء المنزل وبمحيطه ولكن دون جدوى"، تواصل "شيماء رفعت السيد" ربة منزل والدة الطفل حديثها: "أخبرت والده بما حدث وبدأنا نطرق أبواب جميع الجيران بحثًا عنه إلا أننا لم نجده أيضًا وتوجهنا إلى المسجد وأعلنا عن تغيبه من خلال الميكرفون وناشدنا أهالي القرية لمساعدتنا لإيجاده.

وأضافت "السيد": "بعد مرور ساعتين ظهر المتهم وتظاهر بأنه قلق وبدأ يبحث معنا ولم يتركنا لحظة واحدة حتى بدأت تضح خيوط جريمته وتبين أنه وراء ارتكاب الواقعة بعد أن أظهرته كاميرا مراقبة متواجد برفقة ابنها وابن شقيقه قبل اختفائه".

وتابعت"السيد": "عندما واجهنا المتهم بتواجد ابني رفقته هو وابن شقيقه قبل اختفائه برر قائلًا: كنت متوجهًا إلى أحد الأماكن ورأيتهما يسيران في الطريق فأخذت ابن شقيقي وطلبت من "محمد" التوجه للمنزل وغادرت".

وردت "السيد" عليه قائلة: " لماذا تبحث عنه معنا الآن إذا كنت خائفًا عليه كان الأولى بك ألا تتركه في مكان مظلم بمفرده وتصطحب ابن شقيقك فقط".

وانهمرت السيدة الثلاثينة في البكاء مرددة: "حسبي الله ونعم الوكيل.. ربنا ينتقم منه.. محدش كان يتوقع أنه يقتل طفل صغير".

والتقط "علاء البحراوي " والد الطفل طرف الحديث قائلًا: "المتهم حاول إبعاد التهمة عنه وتضللينا أكثر من مرة وبدأ بالبحث معنا ثم نشر بوستات على موقع "فيسبوك" عن تغيب " الطفل" ونشر صورة الطفل وأرفقها برقم هاتفه الخاص".

وأردف "البحراوي": أخبرنا أن أحد الأشخاص أبلغه بالعثور على طفل في قرية الصوة وتوجهنا على الفور إلى القرية إلا أن الأهالي أخبرونا أنه تم بالفعل العثور على طفل يبلغ من العمر 3 سنوات ومتغيب منذ عدة أيام وتم تسليمه إلى أسرته".

وأضاف "البحراوي": بعد ذلك أخبرنا أحد الأهالي أنه رأى "محمد" رفقة ابن شقيق المتهم ناحية طريق زراعي بحديقة موالح أثناء توجهه لأداء صلاة العشاء وعند سؤالهما عن سبب تواجدهما في المكان أخبره ابن شقيق المتهم أنهما ينتظران عمه " في إشارة إلى المتهم".

وأشار إلى أن أحد أفراد العائلة اقترح عليهم التوجه إلى 2 من الأهالي لديهما كاميرات مراقبة في محيط المكان وبتفريغ محتويات كاميرا خاص بشونة تبين تواجد المتهم رفقة الطفلين يسير أمامهما وهما خلفه".

وقال "البحراوي": "عند مواجهة بالفيديو أدعى أنه كان مستقلا دارجة بخارية متوجها لإحدى القرى وأخذ ابن شقيقه وتوجه إلى منزل شقيقته ثم طلب من " محمد" التوجه إلى المنزل، وبإعادة التأكيد أنه كان يسير على قدميه رفقة الطفلين غير روايته قال أنه كان متوجها إلى مدينة أبو حماد، ثم افتعل مشاجرة بعد ذلك واتهمنا بتوجه التهمة له وأنه المتسبب في تغيب "محمد " دون دليل واسترسل في الحديث قائلا: " أنا أبحث معكم وقد ورد لي رسالة من أحد الاشخاص يطلب فدية 120 ألف جنيه لإطلاق سراحه".

وتابع" الأب" عندما طلبناه برقم الشخص الذي أرسل له الرسالة رد قائلًا: "أنه حذف الرسالة بسبب شكوكنا نحوه".

وأضاف " قمنا بتحرير محضر بمركز شرطة أبو حماد دون أن نوجه الاتهام للمتهم وبعد تحريات الشرطة ألقت القبض عليه بعد أن اعترف ابن شقيقه أنه طلب منه أن يصطحب " محمد" ويتوجها إلى ناحية حديقة الموالح ثم أحضر لهما سندوتشات " كبدة" وبعد أن تناولها "محمد" بدأ في النعاس.

وتابع: اعترف المتهم بارتكابه الواقعة بأن حرض ابن شقيقه على استدراج الطفل ووضع له مادة مخدرة في الكبدة ثم قام بوضعه داخل جوال بعد ان وضع " بلاستر " على فمه ويديه وقدميه وتخلص منه خنقا بعد ذلك واستخدم "توك توك" شقيقه وألقاه في طريق مهجور.

وقالت " لمياء رفعت السيد" خالة الطفل: "إن التحقيقات كشفت أن المتهم لديه حساب بنكي به أكثر من 270 ألف جنيه"، وتساءلت قائلة: "واحد طالب وشغال على توك توك شقيقه هيجيب 270 ألف جنيه منين".

وتابعت: "نطالب بالقصاص وإعدامه في مكان عام.. الناس هتعيش في رعب.. متربين في مكان واحد وعايشين في مكان واحد والغدر والطعنة تيجي من واحد كنا نعتبره مثل أخونا".

وكان اللواء عبدالله خليفة مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا يفيد تلقي مركز شرطة أبوحماد بلاغًا بالعثور على جثة الطفل "محمد علاء محمد السيد البحراوي"، 10 سنوات، مقيم بقرية السعدية التابعة لمركز أبوحماد بعد اختفائه يوم الخميس الماضي موثق اليدين والفم بـ"البلاستر".

جرى تشكيل فريق بحث جنائي بإشراف العقيد جاسر زايد رئيس فرع البحث الجنائي لفرع الجنوب، وبرئاسة الرائد محمد درويش رئيس مباحث مركز أبوحماد، ومعاونيه لكشف غموض الواقعة.

وتوصلت جهود الفريق، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "رامي. إ. م"، 22 عامًا، طالب، بمعهد كفاية إنتاجية جار المجني عليه واستدرج الطفل - بواسطة ابن شقيقه - محمد حاتم إسماعيل، 12 عامًا - وبعد تهديد الطفل له بأنه سيبلغ والده قام بالتخلص منه بكتم أنفاسه وتخلص من جثته بإلقائها على الطريق.

وحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.