"واشنطن بوست": روسيا تبسط نفوذها في الشرق الأوسط وسط غياب أمريكي

"واشنطن بوست": روسيا تبسط نفوذها في الشرق الأوسط وسط غياب أمريكي
- أبو ظبي
- الاقتصاد الروسي
- موسكو
- الحكومة الروسية
- الرئيس الروسي
- فلاديمير بوتين
- الحكومة المصرية
- الرئيس السيسي
- إدارة ترامب
- واشنطن
- العقوبات الأمريكية على روسيا
- الشرق الأوسط
- الخليج العربي
- أوبك
- أبو ظبي
- الاقتصاد الروسي
- موسكو
- الحكومة الروسية
- الرئيس الروسي
- فلاديمير بوتين
- الحكومة المصرية
- الرئيس السيسي
- إدارة ترامب
- واشنطن
- العقوبات الأمريكية على روسيا
- الشرق الأوسط
- الخليج العربي
- أوبك
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على زيادة النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط مؤخراً، وقالت في تقريرها اليوم، "إنه من بين الرؤساء ورؤساء الوزراء والملوك والأمراء الذين زاروا موسكو خلال العام الماضي للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان البعض منهم يعتبر من أقرب حلفاء الولايات المتحدة الذين كانوا يتوقعون في وقت من الأوقات تكريس وقتهم للسفر إلى واشنطن".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هناك قوة جديدة تظهر في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل روسيا حالياً على جذبها، وتابعت الصحيفة الأمريكية بقولها، "بعد ثلاثة عقود من انهيار الاتحاد السوفييتي وبروز الولايات المتحدة كقوة عظمى بلا منازع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عادت روسيا تطل برأسها من جديد في ظل سياسات بوتين، حيث تتدخل روسيا في الفراغ الذي تركته إدارة أوباما السابقة مع عدم القدرة على التنبؤ بخطوة واحدة من إدارة ترامب في تحدي للدور المهيمن للولايات المتحدة في المنطقة".
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها: "انتشر رجال النفط الروس، وتجار الأسلحة، والممولين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، حيث حققوا صفقات بقيمة مليارات الدولارات، وأحيوا العلاقات القديمة مع دول الشرق الأوسط، وقاموا بإقامة علاقات جديدة جداً من ليبيا إلى الخليج العربي، وفي وسط هذا كله يظهر بوتين، الذي تتجلى صورته القوية مع حكام وزعماء المنطقة في وقت تتزايد فيه الشكوك حول مدى التزام واشنطن بقضايا الشرق الأوسط".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن "التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 أعطى بوتين دفعة قوية ليثبت مؤهلاته كزعيم حاسم وفعال ينفذ ما عزم على تحقيقه، وهو بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، كما وضعت بوتين في حلقة الوصل بين الصراعات المتداخلة في الشرق الأوسط، كما استغلت روسيا نفوذها بعيداً عن حدود سوريا لتشمل جميع الدول التي لها مصلحة في نتائج الحرب، مثل إسرائيل وإيران وقطر والسعودية وسوريا وتركيا، ونتيجة لذلك، فقد كان بوتين في كثير من الأحيان على اتصال مع حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا وإسرائيل، ما يقرب من ثلاثين مقابلة مع قادة هذين البلدين فقط في العام الماضي".
وبصرف النظر عن سوريا، أظهرت روسيا القليل من الميل للخوض في معظم الصراعات في المنطقة، مثل الحرب في اليمن، وعملية السلام العربية الإسرائيلية والنزاع بين قطر وجيرانها، لكن بوتين رحب بأي شخص يريد الزيارة، مما يجعل من موسكو وجهة لا بد منها للقادة الذين لديهم مشكلة لحلها، ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريح السعودي مالك دحلان، أستاذا القانون الدولي والسياسة العامة في جامعة كوين ماري بلندن، قوله "يعمل بوتين بشكل فعال كالمحلل النفسي في المنطقة، ويسعد الروس أن يستمعوا إلى جميع الأطراف، وإلى أي شخص يريد أن يتحدث إليهم".
وقالت الصحيفة في تقريرها، "من بين الزعماء المتحالفين مع الولايات المتحدة الذين سافروا إلى موسكو هذا العام، ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز، الذي منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترحيباً حاراً في الرياض العام الماضي، ثم اختار موسكو بدلاً من واشنطن في أول زيارة رسمية له إلى الخارج حتى الآن، وهي الزيارة الأولى على الإطلاق من قبل ملك سعودي لروسيا".
وطار أمير قطر على نحو غير متوقع إلى موسكو للاجتماع مع بوتين عشية زيارته لواشنطن في أبريل الماضي، مما أثار توبيخاً من إدارة ترامب، كما قال دبلوماسيون إن ولي عهد أبو ظبي، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، رفض دعوة لزيارة واشنطن هذا الربيع، لكنه سافر إلى موسكو في يونيو الماضي، في رحلته السابعة خلال خمس سنوات، حيث وقع اتفاقية وشراكة استراتيجية مع بوتين.
وهذه الزيارات يتم ترجمتها في بعض الأحيان إلى سياسة موضوعية، حيث أعطت اتفاقية بين روسيا والمملكة العربية السعودية خفض إنتاج النفط، نتجت عن زيارة الملك سلمان في موسكو العام الماضي، وأعطت روسيا وزنا جديدا في أسواق الطاقة العالمية، كما جاء الإعلان المشترك يوم الاثنين الماضي بأن الدولتين ستواصلان خفض الإنتاج، مما يعكس شراكة ناشئة لديها القدرة على منافسة نفوذ منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إلى أنه عندما لا يكون باستطاعته استضافة الزوار، يناقش بوتين في كثير من الأحيان قادة المنطقة عبر الهاتف، وعادة ما يتحدث عن المشاكل المتعلقة بسوريا، ولكن بهذه الطريقة يزرع علاقات وثيقة مع بعض من أعز أصدقاء الولايات المتحدة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف ترامب بأنه صديق حقيقي لإسرائيل، تحدث 11 مرة عبر الهاتف مع بوتين خلال العام الماضي وثلاث مرات فقط مع ترامب، وحسب حصيلة المقابلات الواردة بين بوتين ونتنياهو، زار نتنياهو موسكو أربع مرات في العام الماضي، بينما زار واشنطن مرتين منذ أن أصبح ترامب رئيسًا.
ومن غير الواضح ما إذا كانت علاقة بوتين ونتنياهو ستنجو من بناء التوترات بين إسرائيل وإيران في سوريا وأيضاً لبنان، حيث وسعت ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران إلى بسط نفوذها، وقد تحدثوا مرة واحدة فقط منذ إسقاط طائرة روسية بسوريا في سبتمبر، والتي ألقت موسكو باللائمة فيها على إسرائيل، وقال دبلوماسيون ان الاتصالات الهاتفية بين بوتين ونتنياهو في ذلك الوقت لعبت دورا في الحد من التوترات.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أنه حتى تركيا، وهي حليف قديم للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مع تاريخ طويل من المنافسة مع روسيا منذ قرون، قد انجرفت أكثر وأكثر نحو نفوذ موسكو مع توسع تعاونها في سوريا وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة، ووفقًا لعدد مكالماتهم، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العام الماضي 20 مرة عبر الهاتف مع بوتين وسبع مرات فقط مع ترامب، إن قرار أردوغان بشراء نظام صاروخي طراز S-400 من روسيا، والذي تقول موسكو ، إنه سيتم تسليمه في العام المقبل، يقدم مثالاً على الكيفية التي يمكن أن تؤثر بها علاقتهما المزدهرة على تماسك حلف الناتو.
وأنجزت موسكو صفقات أسلحة مع الحكومة العراقية، واستثمرت في خط أنابيب نفط مهم استراتيجيا يربط إقليم كردستان العراقي بتركيا وفتحت مركز تبادل المعلومات الاستخبارية مع الجيش العراقي في بغداد، مما يشير إلى عودتها إلى بلد خسر كدولة حليفاً بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين.
وتعرضت لبنان لضغوط أمريكية مكثفة في وقت سابق من هذا العام لصد صفقة أسلحة بقيمة مليار دولار عرضتها روسيا كانت ستنهي احتكار الولايات المتحدة والغرب الذي مضى عليه عقود من الزمن في تقديم المساعدات للجيش اللبناني، وفقاً لمسؤول حكومي لبناني تحدث عن شريطة عدم الكشف عن هويته. وفي أواخر الشهر الماضي، وافق رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على قبول الملايين من ذخيرة الكلاشينكوف من روسيا، والتي ستُعطى إلى قوات الأمن الداخلي، بحسب مكتبه.
وأقر بوتين بأن العديد من مشاكل الشرق الأوسط لا يمكن حلها بسهولة كما قال المسؤولون الروس. إن التورط في خلافات المنطقة قد يؤدي إلى تعريض القدرات الروسية للخطر، التي يعترفون بأنها متخلفة كثيراً عن قدرات الولايات المتحدة، وصرح يوري بارمين، عضو مجلس الشؤون الدولية الروسي، قائلاً "يفهم الروس حدودهم بشكل جيد للغاية، ولا أعتقد أن روسيا تريد أن تحل محل أمريكا في كل مكان لأن ذلك سيكون مكلفاً للغاية"، مضيفا إن روسيا لديها استراتيجية عسكرية للمنطقة، وتركز على البحر المتوسط، وقد حصلت روسيا على امتيازات طويلة الأمد لقواتها في سوريا، بما في ذلك قاعدة بحرية موسعة في طرطوس، مما يعطي روسيا أقوى وجود لها في البحر الأبيض المتوسط.
وتابعت الصحيفة الأمريكية بقولها، "كما تم توسيع نفوذ موسكو لتصل إلى مصر، حليف الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك بعد أن علقت إدارة أوباما بعض مبيعات الأسلحة إلى مصر في عام 2014 ، وتدخلت روسيا لبيع طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية.
وأشارت الصحيفة إلى أن في ليبيا المجاورة لمصر، وهي حليف آخر سابق منذ الاتحاد السوفيتي، أقام المسؤولون العسكريون الروس علاقة وثيقة مع المشير خليفة حفتر، بينما وقعوا صفقات نفطية مع الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، مما يحتمل أن يمكن موسكو للعب دور في أي تسوية سلمية في المستقبل بين الأطراف الليبية المتحاربة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن المحللين يعتقدون إن هذه ليست عودة إلى حقبة الحرب الباردة، التي تنافست فيها موسكو وواشنطن على ولاءات القوى الإقليمية، واضطرت دول الشرق الأوسط إلى اختيار الأطراف. وحتى مع التزام روسيا المطول في سوريا، فإن وجودها في المنطقة لا يقترب من القوة كما كان خلال الحرب الباردة، عندما احتفظت روسيا بآلاف الجنود في مصر وسوريا، كما يقول المحلل السياسي بروس ريدل من معهد "بروكينجز".
وفي خطاب ألقاه في أكتوبر الماضي أمام منتدى للقادة الإقليميين في البحرين، سعى وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إلى تبديد الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة ستترك المنطقة وأن روسيا يمكن أن تتدخل لتحل محلها، وقال "أوضحت أن وجود روسيا في المنطقة لا يمكن أن يحل محل التزام الولايات المتحدة الثابت والواضح والشفاف تجاه الشرق الأوسط"، وأضاف في وقت لاحق، "سنستمر في التزامنا هنا، وبأي حال من الأحوال لن نسير بعيدا عن هذا".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، "مع ذلك، وحتى مع احتفاظ الولايات المتحدة بميزة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية واسعة النطاق على روسيا، فإن روسيا هي التي ينظر إليها على نحو متزايد على أنها قوة تنتقل إلى منطقة الشرق الأوسط كمنطقة تستهلكها الأزمات ولا تثق في واشنطن، لقد نجحت روسيا في خلق تصور في الشرق الأوسط بأنها أقوى وأكثر قدرة وأكثر أهمية من الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لديها قدرات أكثر من روسيا إلا أن روسيا تستخدم قدراتها بشكل أكثر فعالية".
- أبو ظبي
- الاقتصاد الروسي
- موسكو
- الحكومة الروسية
- الرئيس الروسي
- فلاديمير بوتين
- الحكومة المصرية
- الرئيس السيسي
- إدارة ترامب
- واشنطن
- العقوبات الأمريكية على روسيا
- الشرق الأوسط
- الخليج العربي
- أوبك
- أبو ظبي
- الاقتصاد الروسي
- موسكو
- الحكومة الروسية
- الرئيس الروسي
- فلاديمير بوتين
- الحكومة المصرية
- الرئيس السيسي
- إدارة ترامب
- واشنطن
- العقوبات الأمريكية على روسيا
- الشرق الأوسط
- الخليج العربي
- أوبك