The Hunger Games.. تذكر دائما من هو العدو الحقيقي

The Hunger Games.. تذكر دائما من هو العدو الحقيقي
(1)
"قليل من الأمل مفيد، الكثير منه خطر"، هكذا كانت إجابة الرئيس "سنو" على السؤال الذي طرحه هو نفسه أثناء حديثه مع مدير The Hunger Games السابق"سينكا كرين" عندما كانا يتحدثان عن المتسابقة "كايتنس أيفردين" من المقاطعة 12، التي يجب احتوائها مبكرا قبل أن تصبح ظاهرة يوما ما، ما قد يؤدى إلى ما هو أخطر وأن تصير رمزا لتحدي "الكابيتول"، لكنه الآن وهو جالس على مائدة طعامه في بيته يدرك فوات الآوان على احتوائها، فلقد أصبحت "كايتنس" بالفعل رمزا لباقي المقاطعات على تحدي سلطة الكابيتول بعد ارغامه على إعلانها فائزة هي ورفيقها من المقاطعة "بيتا ملارك" في The Hunger Games للسنة الماضية، فهناك بوادر انتفاضة في المقاطعات عليه، بل وأصبحت هي الصيحة الجديدة بين سكان الكابيتول أنفسهم، فإذا به يرى حفيدته تجلس معاه لتناول الإفطار على المائدة وتضفر شعرها القصير كضفيرة كاتنيس، وعندما يسألها تخبره أنها هي صيحة هذا العام بين أغلب الفتيات، إذن فالخطر قد حل على نظامه الذي لم يضعف لعقود وكان يدير الأمور بيد حديدية لم تعرف الشفقة بالمقاطعات الاثني عشر منذ انتفاضتهم على النظام وتمردهم عليه، لذا يجب التخلص من كاتنيس وإبادة فصيلتها تماما، هكذا قرر الرئيس "سنو".[FirstQuote]
(2)
هي ليست مقاتلة ولا تقوى على أن تكون كذلك، هكذا دائما تحاول إقناع نفسها فلا ترى في نفسها إلا إنها كانت أختا كبرى دفعتها مشاعر حبها لأختها الصغرى أن تتطوع في الدورة السابقة من The Hunger Games بدلا منها، وبقليل من الذكاء وحس الرغبة الغريزي في البقاء، استطاعت تحدي إرادة الكابيتول وفازت، لم تقصد التحدي يوما ولم تقصد أن تكون رمزا لأي شيء هي فقط كانت تود أن تعود لبيتها وأمها وأختها الصغرى، لكن الوضع تغير وفوزها خلق واقعا جديدا ليس في الحسبان فلم يعد فقط رؤيتها لاتخاذ بعض المقاطعات منها رمزا هو ما يؤرقها، لكن شقي الرحى التي وضعت فيها بين رجل تقول إنها ادعت حبه أمام الكاميرات حتى يستطيعا أن ينجوا معا، وبين آخر كانت تعتقد أنه حبها الأول والأخير، بين "بيتا" و"جايل" أصبح قلبها مرهقا وحائرا لا يعرف ماذا يريد، فترد على "أحبك" من "جايل" بقبلة وبرد ينم عن التخبط الشديد "أنت تعرف مشاعري تجاهك جايل!"، يقطع الخبر العاجل هذه الحالة المرهقة لكاتنيس ويضعها في مواجهة جديدة، مواجهة يبدو منها أن "سنو" يتحداها شخصيا الآن ولم يعد هناك مكان للتخبط لأن ذلك يعني موتها وموت أحبائها، هذا وقت الحسم.[SecondQuote]
(3)
الثاني والعشرون من نوفمبر الماضي كان موعد إنطلاق Catching Fire الجزء الثاني من سلسلة أفلام The Hunger Games والتي تستند على رواية "مباريات الجوع" أو The Hunger Games للكاتبة سوزان كولنز، الفيلم يقع تحت تصنيفات كثيرة أولها الخيال العلمي ثم الإثارة والتشويق والرومانسية، لكن التصنيف ذو الأسبقية عليهم جميعا هو التصنيف السياسي الذي تدور حوله فكرة الجزء الأول من الرواية، وإن لم تكن جديدة إنما براعة الكاتبة في إدخالها وتجسيدها في إطار جديد هو أحد أسباب نجاح الفيلم عالميا.
في هذا الجزء يبدأ شعب الاثني عشر مقاطعة في معرفة المعنى الحقيقي للجملة التي كان يقولها "هيماتش" معلم كايتنس وهي "تذكر دائما العدو الحقيقي"، فما فعله الكابيتول طوال سنين استبداده بعد انتفاضة المقاطعات عليه هو أنه فرق بينهم بـ"الجوع" فجعل أقصى أمانيهم هو أن يعيشوا في أمان الاستسلام لإرادته والرضى بما يلقيه إليهم من فتات كسرات الخبز كل عام، وتم توجيههم طوال هذه الفترة بأن يظنوا أن عدوهم هو المقاطعات الأخرى فيقتلون بعضهم البعض في "ألعاب الجوع" من أجل فوز زائف ونسيان العدو الحقيقي.
The Hunger Games رائعة سينمائية وروائية لخصت كل تجارب الاستبداد في التاريخ في إطار وشكل وإسقاطات جديدة، تجعلك تعيش كل تجربة بكل ما فيها من لحظات ضعف وخنوع ويأس وأمل وقوة وشجاعة وتحدي، "ألعاب الجوع" في جزئها الثانى أشعلت فتيل الأمل ولن يستطيع أحد أن يوقف اشتعاله لأنهم عرفوا من هو "عدوهم الحقيقي".