رئيس الوزراء يعلن انطلاق المرحلة الثانية من «100 مليون صحة»: أكبر برنامج من نوعه على مستوى العالم

كتب: محمد مجدى

رئيس الوزراء يعلن انطلاق المرحلة الثانية من «100 مليون صحة»: أكبر برنامج من نوعه على مستوى العالم

رئيس الوزراء يعلن انطلاق المرحلة الثانية من «100 مليون صحة»: أكبر برنامج من نوعه على مستوى العالم

أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، عن انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للقضاء على فيروس «سى» والكشف عن الأمراض غير السارية، فى 11 محافظة بدءاً من بعد غد، مشيراً إلى أن المبادرة الرئاسية، التى تنظَّم تحت شعار «100 مليون صحة»، تأتى فى إطار اهتمام الدولة ببناء الإنسان المصرى، وتركز على ملفَّى «الصحة» و«التعليم».

وأضاف «مدبولى»، فى مؤتمر صحفى، اليوم، بحضور وزراء «التعليم والتعليم العالى والصحة»، أن الدولة تحولت من مرحلة تثبيت أركانها إلى الانطلاقة، ويتم التحرك فى هذا الملف بقوة حالياً، موضحاً أن المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية فحصت 11.5 مليون مواطن، وتبين أن نسبة الإصابة بـ«فيروس سى» 5%، منوهاً بأنه يتم بالتوازى مع الفحص صرف العلاج اللازم للمصابين.

وأكد «مدبولى» أن «100 مليون صحة» هو البرنامج الوحيد من نوعه بهذا الحجم على مستوى العالم، مؤكداً أنها تستهدف جميع المواطنين الذين من الممكن أن يحملوا «الفيروس»، منوهاً بأن توجيه الرئيس السيسى بإجراء كشف عن أمراض الضغط، والسكر، والسمنة، ضمن حملة القضاء على فيروس «سى»، يأتى لكون هذه الأمراض المسبب المباشر لأمراض القلب، والتى قد تتطور لأمراض خطيرة.

{long_qoute_1}

وأبدى رئيس مجلس الوزراء انزعاجه من أنه يشاهد خلال جولاته الميدانية على المستشفيات شباباً فى أعمار الثلاثينات والأربعينات يُجرون جراحات «القلب المفتوح»، مشيراً إلى أن ذلك «مؤشر خطير على صحة المواطنين».

وتطرق «مدبولى» إلى النظام التعليمى الجديد، قائلاً: «لما تبدأ حاجة يكون هناك جدل ونقاش حولها، لأننا تعودنا على نظام خاطئ بغض النظر عن إيجابيته أو سلبيته، وكلنا عارفين إنه فيه مشاكل فى التعليم، ونحن مُصرّون على علاجها بقوة»، مشيراً إلى أن الدولة تبدأ المشروع «من الصفر» تتطور وتصل لأعلى مستوى ممكن، مشيراً إلى أن المشروعات الإصلاحية تواجه مقاومة ومعارضة فى بدايتها، لتعوُّد المواطنين على نظام معين حتى لو كان غير كفء، حتى يثبت النظام الجديد كفاءته.

من جانبها، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال المؤتمر، إنه يجرى الانتهاء من المرحلة الأولى من مبادرة «100 مليون صحة»، والتى شملت 9 محافظات خلال الفترة من أكتوبر الماضى حتى نهاية نوفمبر الحالى.

وأضافت «زايد» أنه يجرى حالياً الاستعداد لإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة والتى تشمل إجراء المسح لمواطنى 11 محافظة هى «القاهرة، الإسماعيلية، السويس، شمال سيناء، البحر الأحمر، كفر الشيخ، المنوفية، بنى سويف، سوهاج، أسوان، والأقصر»، والمقرر البدء فيها بعد غد وتستمر حتى شهر فبراير 2019، موضحة أنه من المستهدف وصول عدد المواطنين المقرر إجراء المسح لهم إلى أكثر من 20 مليون مواطن، من خلال نحو 1877 نقطة على مستوى تلك المحافظات، بالإضافة إلى نقاط المسح المتحركة بالقاهرة والتى تبلغ نحو 857 نقطة مسح، بإجمالى فِرق طبية تصل إلى 6486 فرقة.

وأوضحت الوزيرة أنه بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية من المبادرة، سوف يتم البدء فى تنفيذ خطة الوزارة الخاصة بمسح فيروس «سى» لطلبة المدارس، حيث تستهدف إجراء مسح طبى للتشخيص المبكر وعلاج المصابين بالفيروس لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية بجميع فئاتهما، على أن يتم تنفيذ هذه الخطة على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تبدأ السبت، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر، وتستهدف نحو 1.2 مليون طالب، فى أكثر من 2000 مدرسة على مستوى محافظات «الإسكندرية، البحيرة، مرسى مطروح، جنوب سيناء، القليوبية، الفيوم، أسيوط، دمياط، وبورسعيد»، من خلال 380 فريق عمل طبياً.

وفى شأن آخر، أشارت «زايد» إلى الاستعدادات الخاصة بتطبيق قانون التأمين الصحى الشامل، ومحاور تنفيذ خطة التطبيق بمحافظة بورسعيد، والتى تتضمن تنفيذ أطر «الحوكمة» والأطر القانونية وأنظمة العمل، وكذلك ما يتعلق بالبنية التحتية والتجهيزات الطبية وغير الطبية، فضلاً عن الميكنة وربط جهات تقديم الخدمة، هذا إلى جانب توفير وتدريب الموارد البشرية، وتأهيل المستشفيات والوحدات للاعتماد وفقاً لمعايير الجودة. {left_qoute_1}

من جهته، قال الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، فى المؤتمر، إنه سيتم فحص طلاب المدارس ضمن المبادرة الرئاسية على 3 مراحل، بدءاً من السبت حتى نهاية أبريل. وأضاف «شوقى» أنه من المستهدف فحص مليون و259 طالباً فى المرحلة الأولى فى 9 محافظات، فى 2206 مدارس، بمعرفة 380 فريق مسح، موضحاً أن ألفاً و657 مدرسة ثانوية عامة، و467 مدرسة ثانوية أزهرية، و82 مدرسة تمريض، مع الحفاظ على سرية وخصوصية الأطفال المكتشف إصابتهم بالمبادرة، وتلقيهم العلاج بالمجان تماماً لتفادى «التمييز».

فيما قال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، خلال المؤتمر، إنه تم توقيع بروتوكول بين الوزارة و«الصحة»، لتفعيل التعاون بين الوزارتين لضمان استيعاب المسح الصحى الشامل للطلبة والعاملين، ومرضى الأقسام الداخلية بالمستشفيات الجامعية.

وأضاف «عبدالغفار» أنه تم مسح جميع الجامعات فى نطاق محافظات المرحلة الأولى، مشيراً إلى أنه يتم توجيه الطلبة لعمل الفحوصات وإلزامهم بضرورة إحضار الكارت الخاص بالحملة المسجل به نتيجة الفحص، وتحويل مَن تثبت إصابته لمراكز العلاج التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أو الهيئة العامة للتأمين الصحى.

وأوضح وزير التعليم العالى أن هناك 3 ملايين طالب جامعى مستهدفين خلال الحملة، لافتاً إلى أنه فى إطار التعاون مع وزارة الصحة قامت المستشفيات الحكومية بالتعامل مع ملف القضاء على قوائم الانتظار من خلال عمل عمليات القلب والأورام والرمد والمخ والأعصاب وغيرها بعد توفير المستلزمات اللازمة لسد العجز.

من جهته، قال الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن الإصابة بفيروس «سى» وانتشاره فى مصر بدأت مع مكافحة انتشار البلهارسيا، موضحاً أن «نسب الإصابة بالفيروس قلَّت كثيراً عن الماضى، وهى تواصل الانخفاض».

فى سياق متصل، قالت وزيرة الصحة، خلال لقاء منفرد مع رئيس الوزراء، اليوم، إن المرحلة الثانية لـ«100 مليون صحة» تستمر حتى نهاية فبراير، موضحة أن 57 ألف عملية تم إجراؤها فى مبادرة الرئيس للقضاء على قوائم انتظار مرضى الجراحات والتدخلات الطبية الحرجة.

وفى مجال توفير ألبان الأطفال، قالت «زايد» إنه تم تشكيل لجنة من الخبراء فى مجال التغذية وألبان الأطفال لدراسة الاحتياجات الفعلية لألبان الأطفال العلاجية، وذلك للوقوف على مدى جاهزية مخازن «الشركة المصرية لتجارة الأدوية» بفرعَيها بالقاهرة والإسكندرية لتخزين ألبان الأطفال الجارى تدبيرها حالياً، مشيرة إلى أنه تم التعاقد على 22 مليون عبوة ألبان أطفال لتوفيرها فى مراكز الأمومة والطفولة التابعة للوزارة، حيث تم رفع الاحتياطى الاستراتيجى ليكفى لمدة شهرين.

ولفتت «زايد» إلى أنه تم تشكيل لجنة لدراسة إنشاء مصنع لتوفير ألبان الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، ودراسة أسعار الألبان وتحديد الاحتياجات المطلوبة، كما تم التنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة لتخصيص خط إنتاج كمرحلة أولية، بالتنسيق مع شركات إنتاج الألبان لتوفير الاحتياجات الرئيسية من الألبان العلاجية، وتم الاتفاق على أن يكون الإنتاج الأول فى مارس 2019، مع استيراد الأنواع الأخرى التى تبلغ نسبتها 10-20% من الاحتياج الكلى للألبان العلاجية.

ونوهت الوزيرة بمشروع تنفيذ شبكة من المخازن للأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة الطبية، يكون المخزن الرئيسى لها فى القاهرة، بالإضافة إلى 5 مخازن فرعية بالمحافظات بتكلفة تقديرية نحو 1.344 مليار جنيه.

وعرضت وزيرة الصحة تقريراً حول متابعة إجراءات الغسيل الكلوى، مشيرة إلى الإجراءات التى تم اتخاذها على المستوى الاستراتيجى سواء الإدارية أو الفنية، حيث تم إصدار قرار بإعادة تشكيل اللجنة العليا للكُلى والتى تختص بالإشراف والمتابعة للخدمات العلاجية الخاصة بعلاج الفشل الكلوى من خدمات غسيل كُلى، وكذلك الإشراف على التطبيق الصارم للمواصفات الحديثة لوحدات الغسيل بالاشتراك مع الإدارات المعنية، وتقديم الدعم الفنى للأطباء وأفراد التمريض فى مجال الغسيل الكلوى.

وأوضحت «زايد» أنه تم إعداد حصر لجميع ماكينات الغسيل الكلوى ومحطات المياه على مستوى الجمهورية من حيث الأعداد وعقود الصيانة وأنواعها مع الوكيل أو جهة أخرى، كما تم توفير 900 ماكينة غسيل كلوى وتوزيعها على المحافظات لعمل إحلال وتجديد للماكينات القديمة ضمن الافتتاحات الجديدة.

وتم التعاقد على 335 ماكينة غسيل كلوى، حسب الوزيرة، وجارٍ حالياً توريدها وتوزيعها على المديريات المختلفة، وتم عمل حصر لجميع الأجهزة الموجودة بمستشفيات وزارة الصحة لعمل إحلال وتجديد للأجهزة التى تعدت 40 ألف ساعة، والبالغ عددها 1500 ماكينة، ويجرى اتخاذ إجراءات توفيرها من خلال عملية الشراء الموحَّد، كما تقوم الوزارة حالياً بدراسة جميع سبل تحفيز الأطباء للعمل داخل وحدات الغسيل الكلوى، ويتم تنفيذ برامج تدريبية لفريق العمل بوحدات الغسيل الكلوى بالمستشفيات التابعة للقطاع العلاجى.


مواضيع متعلقة