"لهو فإدمان فجريمة".. كل شيء عن لعبة "PUBG"

"لهو فإدمان فجريمة".. كل شيء عن لعبة "PUBG"
- الألعاب الإلكترونية
- الطب النفسي
- لعبة PUBG
- PUBG
- إدمان PUBG
- بوبجي
- الألعاب الإلكترونية
- الطب النفسي
- لعبة PUBG
- PUBG
- إدمان PUBG
- بوبجي
تعتبر لعبة "pubg" من أشهر ألعاب الفيديو في مصر والعالم الآن، ليس بسبب إدمان الشباب لتلك اللعبة وإقبالهم عليها ولكن بسبب إثارتها للجدل بالمجتمع المصري خلال الفترة الماضية.
ما اللعبة؟
فاللعبة عبارة عن ساحة حرب تعتمد على تقسيم الفرق للقتال، بحيث تضم 20 فريقا، وكل فريق يتكون من 4 أفراد، وكلما تمكن الفريق من جمع أكبر قدر من الأسلحة المتنوعة والذخيرة، التي تساعده فى قتل خصمه، كلما زادت فرصة الفوز والوصول إلى مستويات متقدّمة من اللعبة.
وهناك اتهامات كثيرة لاحقت لعبة "PUBG" الإلكترونية من ضمنها نشر ثقافة العنف والعزلة في عالم افتراضي، وصولا لنشر القتل والجريمة حتى وصولها للاتهام بأنها إحدى أدوات حروب الجيل الخامس ضد مصر.
ويستعرض "الوطن" أبرز القضايا التي تناولها الرأي العام المصري في الفترة الأخيرة عن انتشار اللعبة، فلاعبو "pubg" يرونها للتسلية فقط، ورغم أن فكرتها الأساسية تعتمد على القتال إلا أنهم يرون أنها لا علاقة لها بالعنف.
لاعبون يروون تجاربهم
يؤكد محمد جمال، 21 عاما، طالب بكلية فنون تطبيقية، أنه اعتاد اللعبة منذ أكثر من شهر ونصف، لأنها مسلية جداً، وأضاف، "عرفت بها من فيسبوك، ومع اللعب أدمنتها، لدرجة أننى أجمع صور الأسلحة وأحفظها، لأعرف أيها أقوى، وعليّ استخدامه في اللعب، وهذا الاهتمام لا تحظى به دراستي".
أما محمد السيد محمد، 18 عاما، طالب بالمرحلة الثانوية، فسخر من اتهام اللعبة بأنها تحرّض على العنف، أو أنها سبب فى جرائم قتل بقوله، "اللعبة أمان جدا، لأنها للمتعة، وفكرتها تشغيل الدماغ وقت الحرب، وأنا ممكن أقضى اليوم بكامله في لعبها لو عندي هدف أوصل لمستوى معين".
ويبدو أن الأمر لا يقف فقط عند طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، إنما كريمة ياسين، البالغة من العمر 28 عاما، ربة منزل، أكدت أنها هى وأفراد أسرتها يلعبون "pubg"، منذ شهر تقريبا.
وأضافت، "كلنا بنلعبها، حتى ابنى 4 سنين كان بيلعبها حلو أوي، لكن قلقت، لأن طبعه عنيف وصغير لا يستطيع التمييز بين الخيال والحقيقة، كان مرتبط بيها ليل نهار، ولو قلت لا، يبكى ويقول لى نلعب بالمسدس وأموتك".
جريمة قتل بسبب اللعبة
وفي الإسكندرية وقعت أول جريمة قتل بسبب اللعبة، إذ قتل شاب يبلغ من العمر 16 عاما، معلمته، وكشفت التحقيقات إدمان الشاب للعبة "pubg"، وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم وصل في اللعبة إلى مستوى تعلم القتل، حسبما ذكر في أقواله، موضحًا أن قتل الأشخاص من أهداف اللعبة، قبل البدء في تعلم صناعة القنابل، وأشار إلى أنه تخيل وجوده داخل اللعبة، ولم يجد أمامه إلا قتل المعلمة، حسبما تعلم في اللعبة.
اللعبة تصل إلى البرلمان
وكان النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أكد أن المجلس سيحاول بشكل رسمي حظر لعبة "PUBG" في مصر، قائلا، "PUBG من حروب الجيل الرابع على مصر"، مضيفا "أن اللعبة من الألعاب الخطيرة التي تزرع العنف في الشباب، وأنها أشد خطورة من لعبة الحوت الأزرق.
هل يتم حظرها؟
ورغم ذلك قال الدكتور محمد الجندي خبير تكنولوجيا المعلومات، إن هذه الضجة تمت قبل ذلك على لعبة الحوت الأزرق ولكنها لم تتوصل لحل ولم تتمكن من حظر تلك اللعبة، موضحاً أنه من الصعب تطبيق قانون لحظر الألعاب الإلكترونية، لانها لا توجد على قائمة التطبيقات بل هي متاحة "أون لاين" للجميع.
وأضاف "الجندي"، لـ"الوطن"، أنه في حال إذا تمكن مجلس النواب وضع قانون لحظر لعبة "pubg" وغيرها من الألعاب القاتلة، لن يكون القانون حلاً للمشكلة، لأن خطورة اللعبة تكمن في التوعية اللازمة لأنها فى الغالب ترتبط بمشكلات اجتماعية، ولفت الجندي إلى أهمية وجود مناهج دراسية متخصصة تعلم الأطفال والشباب التكنولوجيا بشكل صحيح، لأن مصممي تلك الألعاب في الغالب يعتمدون على العوامل النفسية لدى الأشخاص باستخدام برامج خاصة، موضحاً أن هناك قانونا خاص بجرائم التكنولوجيا ليس بإمكانه حظر تلك الألعاب، مطالباً النواب بأن يقترحوا قوانين قابلة للتنفيذ.
"pubg" حرام شرعا
وقال أحمد المدكور، أحد علماء الأزهر، إن لعبة "pubg" بعد تسببها في أضرار للآخرين أصبحت حرام شرعا، حيث قال الله تعالي في سورة النور، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
وأضاف المدكور لـ"الوطن"، الله أباح لعباده الترويح عن النفس، ولكن في حالة تسبب هذا الترويح إلى تغييب العقل أو تهديد للنفس وإباحة الدم تصبح حرام شرعا، وأكد المدكور أن هذه اللعبة الآن أصبحت سببا في إباحة الشهوات والفساد في الأرض وقتل النفس، وبالتالي يصبح اللعب بها أو تحمليها محرما شرعا، فقال الله تعالي في سورة البقرة، "وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
ماذا قال الطب النفسي؟
وعن رأي الطب النفسي في انتشار اللعبة بين الشباب وإدمانهم لها ووقع جريمة قتل بسببها، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، عن تأثير مثل هذه الألعاب على المستخدمين، خاصة الأطفال، "الطفل وليد التقليد، وأكثر ميلاً لتقليد العنف الذى يراه"، مضيفاً: بالنسبة لواقعة قتل طالب ثانوى لمعلمته بالإسكندرية، لا أعتقد أن اللعبة هى السبب الأساسى، الولد نفسه وارد جدا يبقى عنده اضطرابات نفسية أو علاقاته الأسرية غير متزنة.
ونصح "فرويز" الآباء والأمهات، قائلا، "صاحبوا أولادكم، وكلموهم وقربوا منهم، مشكلتنا إننا بُعاد عن أولادنا وكل ما العلاقات الأسرية بتبقى أفضل كل ما تأثير الألعاب دى يقل تماما على الأولاد، مع الوضع فى الاعتبار عدم زيادة مدة تعرّض الأطفال لألعاب الكمبيوتر عامة من نصف ساعة إلى 3 ساعات على الأكثر".
تشجع على القتل
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية، قد نشرت في وقت سابق تقرير لها، أنّ اللعبة تشجع على القتل ولها آثار نفسية سيئة فاللعبة تساعد على رفع معدلات التوتر لدى اللاعبين طوال فترة ممارسة اللعبة، وذكرت الصحيفة أنّ عمليات النهب التي يقوم بها اللاعبون والفوضى في الشوارع قد تؤثر سلبًا بشكل كبير عليهم.
وذكر التقرير المنشور أنّ بعض الألعاب القتالية الشهيرة المماثلة لتلك اللعبة كانت تدور أحداثها في ساحات عسكرية وكل شيء فيها يبدو مصطنعا، أما في لعبة "PUBG" الوضع مختلف فالقتال يحدث في أماكن عامة تزدحم بالمنازل المهجورة وبأشياء في الحياة الواقعية، مثل أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.