مجزرة أتلانتا.. شبح "عنصري" يستهدف السمراوات في ضواحي أمريكا

مجزرة أتلانتا.. شبح "عنصري" يستهدف السمراوات في ضواحي أمريكا
على غير عادة المؤرخين، الذين يمكنهم إحصاء ضحايا أي جريمة قتل تحدث في أي زمن بأي بقعة في الأرض، استعصى على عدد من المؤرخين حصر ضحايا مقتل الأمريكيين الأفارقة، حيث نادراً ما كانوا يتلقون أي تغطية واهتمام إعلامي، مثل الضحايا البيض.
كانت أعمال الإعدام تتم خارج نطاق القانون وأعمال الشغب العنصرية لا تزال حقيقة مأساوية في التاريخ الأمريكي، فمثلا كثير من الناس لم يسمعوا قط عن جرائم القتل "أتلانتا"، التي وقعت في عامي 1911 و1912، وهي مثال على ضعف تقارير الصحف اليومية.
في العديد من الحالات، سارع المراسلون البيض في تلك الحقبة إلى الإشارة إلى أن ضحايا القتل كانوا جميعًا من النساء السوداوات، حيث كان التحيز العنصري منتشرا في أتلانتا، أوائل القرن العشرين، وتعرضت الجالية الأمريكية الإفريقية لهزات عدة من تلك الأحداث المأساوية.
وكان من بين تلك المشاهد أعمال شغب 1906، حيث بدأت موجة الجريمة التي أنهت حياة ما لا يقل عن 20 امرأة، طوال عام 1911، وأصبحت أتلانتا مسرحا للقتل العنصري، كان جميع ضحايا القتل من السود أو النساء الصغيرات في العشرينات من العمر.
وبينما كان هناك ما لا يقل عن 6 رجال تم إلقاء القبض عليهم بتهمة ارتكاب الجرائم، لم يتم التأكد أبداً مما إذا كانت أعمال القتل هي عمل رجل واحد أو عدة رجال، بمن فيهم أولئك الذين تم اعتقالهم ومحاكمتهم بسبب جرائم القتل، حيث أُدين رجل واحد على الأقل بإحدى جرائم القتل واستمرت جرائم القتل، ولم يذكر أي اسم لقاتلهن في التاريخ.
بعد أقل من 5 عقود من الحرب الأهلية، فتحت "أتلانتا" أبوابها عام 1911 للسود، وكان يجري تشييد مبانٍ ومنازل جديدة وأصبحت نموذجًا للتسامح العنصري، وانتشرت الشركات المملوكة للسود في شوارع مثل "أوبورن".
في غضون ذلك، لم كان الفصل العنصري مجرد جزء من الحياة اليومية، ولا يمكن دفن السود في مقابر البيض، ولا يستطيعون السير في متنزهات البيض، ولا يمكنهم الشرب في بارات البيض، أو تناول الطعام في مطاعم البيض، أو حتى الشرب من نوافير مياه البيض.
بحلول عام 1911، كان عدد سكان أتلانتا قد ارتفع إلى أكثر من 150.00، وسعى البيض بنشاط للحفاظ على أحيائهم خالية من السكان السود.
بدأت المجازر ضد السيدات السمراوت في المدينة، وتكهنت الصحف أن عمليات القتل أي "المضايقات"، ربما كانت عمل قاتل انفرادي، ونشرت صحيفة أتلانتا عنوانًا في 16 يونيو كتب فيه "المجازر السوداء".
في 1 يوليو 1911، كانت فتاة تبلغ من العمر 20 عاماً تدعى "إيما لو شارب" في المنزل في شارع هانوفر، في انتظار أن تعود والدتها لينا إلى المنزل، وكانت والدتها قد غادرت منذ ساعة لتجلب شيئا من البقالة ولم تعد.
كان هذا مدعاة للقلق بعد جرائم القتل الأخيرة، وشعرت إيما بالقلق بحثا عن والدتها، وعادت إيما إلى المنزل وحكت لابنتها أنها رأت في الشارع المظلم، شخص غريب اقترب منها، وصفته فيما بعد بأنه "طويل القامة، أسود، عريض الأكتاف ويرتدي قبعة سوداء".
وقال لها: "لا تخافي، أنا لا أؤذي الفتيات مثلك أبداً، ثم طعنها في الظهر، نزفت، هربت وهي تصرخ من أجل المساعدة"، واستطاعت أن تروي قصتها إلى ابنتها، قبل أن تفارق الحياة.
وتناولت الصحف القصة بشكل مختلف، حيث سلطت الضوء على القاتل، بمواصفات والدة إيما.
وتكررت الحوادث البشعة ضد الفتيات السمراوات في ظل نقص الأدلة، وكان يعزي أنها بسبب اشباح تقتل وتختفي في معظم المدن الأمريكية، ولم يتوصل أحدا بعد إلى الجاني حتى الآن.