بريد الوطن| الصورة الصادقة أحلى

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| الصورة الصادقة أحلى

بريد الوطن| الصورة الصادقة أحلى

«اضحك علشان الصورة تطلع حلوة» أعتقد أن هذا الأمر الذى كان يأتينا من أهلنا أثناء التصوير لم يكن عفوياً بل كان متعمداً لتهيئة تربة طفولتنا لزرع أولى بذور النفاق بها، وإجراء أول عمليه تقبيح لمشاعرنا الجميلة بالفطرة، لم يهتم الأهل بإن كانت حالتنا النفسية مهيأة للضحك أم لا.. «طظ» فى نفسية حضرتنا، المهم أن نجبر شفايفنا على رسم البسمة فى تلك اللحظة، حتى نظهر أمام الكاميرا سعداء، وكل ما نكبر، الكاميرات تكتر، لكن أبرزها كاميرا مديرك فى العمل اللى من وراه اهمل عملك، زوغ انسب مجهود زمايلك لك، المهم تبان فى عيونه إنك شغال، ثم كاميرا خطيبتك وأهلها لا بد أن تظهر فى عيونهم أنك خلوق وكريم ولسانك بينقط «كريم كرامل»، كل ده كوم وكاميرا الناس «ميت أبوالكوم».. الناس اللى أهلنا علمونا نأكل اللى يعجبنا ونلبس اللى يعجبهم، فأصبحنا نلبس ونأكل ونعمل أى حاجة تعجبهم من كلام وأفكار وآراء وتصرفات، حتى أصبحنا نسخ ومسخ بنى آدم.. كتل من الأمراض النفسية تسير على قدمين ومن يحلق خارج السرب يطعنه المجتمع بسهم الاتهام بالجنون، وده «أقل واجب»، وحتى تبور أرض النفاق وتكف عن إنبات أعشابها المشوهة، على الأهل أن يعلموا أبناءهم أن الصورة الصادقة ولو حزينة أجمل من صاحبة البسمة الزائفة.. لا تجبروهم على تزييف مشاعرهم لإرضاء كاميرا البشر، علموهم الاهتمام بتجميل صور قلوبهم، فعدسة الكاميرا الإلهية مركزة على القلوب، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، لكن ينظر إلى قلوبكم».

                                             مصطفى سيد عبدالسلام - منوفية

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة