الخشت: نحتاج لفتح مسارات جديدة أمام العقل لمواجهة النسق الفكري المغلق

كتب: أحمد أبوضيف

الخشت: نحتاج لفتح مسارات جديدة أمام العقل لمواجهة النسق الفكري المغلق

الخشت: نحتاج لفتح مسارات جديدة أمام العقل لمواجهة النسق الفكري المغلق

قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إننا نحتاج إلى عبور حدود العقل المغلق وفتح مسارات جديدة أمام العقل، وهذه هي معركة جامعة القاهرة الآن، معركة ضد العقل المغلق، وبالتالي ضد فكرة الحدود المصطنعة والوهمية.

وأضاف الخشت، خلال كلمته في المؤتمر الدولي الرابع عشر في الأدب المقارن بعنوان "الكتابة عبر الحدود"، الذي نظمه قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بالجامعة، أن النظرة العقلانية المستقبلية هي الحاكمة لمسيرة الجامعة من خلال تغيير طرق التفكير لدي الطلاب والباحثين من خلال عدة مبادئ، يتمثل أهمها في تكوين خطاب ثقافي وديني جديد يعتمد علي التأويلات العقلانية المتعددة والقراءة العلمية للنصوص الدينية، وبناء نسق فكري ومعرفي مفتوح ومتحرر ومتطور في مواجهة النسق الفكري المغلق والمتشدد ويقوم علي التفكير الإبداعي الخلاق، واستدعاء الوعي النقدي التحليلي بعيدًا عن القوالب الجاهزة التي تعيق الإبداع والتطور، وعدم التمييز علي أساس ديني أو عرقي أو اجتماعي أو سياسي أو غيره من أسس التمييز التي تتعارض مع فكرة المواطنة.

ونوه أن الخطاب الديني القديم هو حد من الحدود التي فرضها علينا القدماء، وكذلك العقل المصري يصنع عوالم أسطورية ويعيش فيها ويبتعد عن الواقع، مُؤكدًا الحاجة إلي صنع حدود من الواقع للعقل المصري تحكمه قوانين الطبيعة، قائلًا: "نحتاح إلى تكسير الحدود الزائفة ليتطور ويتغير العقل المصري".

وأكد ضرورة أن "نبدأ من تغيير طرق التفكير، وليس تغيير الافكار حتى نتحول الى نهضة حقيقية"، موضحًا أن موضوع المؤتمر "عبر الحدود" يرتبط بتغيير طرق التفكير، مُشيرًا إلى وجود العديد من الحدود علي العقل المصري منها التي صنعها الآباء والأجداد عبر التاريخ والتي تتمثل في "التراث".

وأشار رئيس جامعة القاهرة إلى أنه لا بد أن تكون الحدود التي نصنعها للعقل، هي حدود الواقع الذي يحكمه قوانين الطبيعة، قائلًا: "لا يجب أن نصنع لأنفسنا حدودًا وهمية زائفة، حيث أن الحدود المغلقة بالمعني السلبي المتمثل في القمع والقيد هي حدود مرفوضة، كما أن الحرية إن لم يكن عليها حدود تتحول لفوضى، ولا بد أن يكون كل شيء بمقدار، وكذلك الحدود الجغرافية ضرورية لحفظ الأمن والسلام، وأكثر الدول ليبرالية لديها حدود لحفظ أمنها واستقرارها".

وقال رئيس جامعة القاهرة: "أرى أن الفكرة الصواب هي التي تعمل بنجاح في الواقع، فإذا حاولت الإجابة على سؤال من أين نبدأ؟ فإجابتي ترتبط بتغيير طرق التفكير ولا أقصد هنا تغيير الأفكار، لأننا في مصر مرت علينا عبر مئات السنين كل أفكار العالم لكننا لم نتقدم في كل مرة، ذلك لأنه عندما تكون طرق التفكير خاطئة، فإننا نستقبل الأفكار الجيدة بشكل خاطيء ونترجمها ترجمة خاطئة، حيث جاءت إلينا أفكار الليبرالية والرأسمالية والاشتراكية والحل الإسلامي، وكل مرة لم نتحول إلى شيء".

وأكد الخشت أهمية المؤتمر الدولي الرابع عشر في الأدب المقارن بعنوان "الكتابة عبر الحدود"، المُنعقد بكلية الآداب بالجامعة، وموضوعه الذي يعني تجاوز الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية وحدود اللغة وحدود الوهم الذي نصنعه حول أنفسنا، سواء الحدود بالمعنى الواسع، أو بمعناها في التخصص العلمي، موضحًا أن أهمية المؤتمر تأتي كذلك بالنظر إليه في إطار مشروع تطوير العقل المصري والعربي، قائلًا: "لا بد من وضع يدنا على المفتاح الحقيقي للنهضة".

يُشار إلي أن المؤتمر الدولي الرابع عشر للأدب المقارن بعنوان "الكتابة عبر الحدود" الذي نظمته جامعة القاهرة برعاية الخشت، ناقش مفهوم الحدود في عالمنا المعاصر خاصة في ظل العولمة والتقدم التكنولوجي الهائل، ووسائل التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار، وأثر ذلك كله على الحدود بمفهومها الحقيقي المادي أو المتخيل أو النفسي، وشارك في فعالياته، باحثون وباحثات من مصر وإيطاليا وإسبانيا وتركيا والولايات المتحدة والسعودية وليتوانيا والهند وفرنسا والنمسا ورومانيا.


مواضيع متعلقة