ذكرياتنا: قبل «السوشيال ميديا».. «ألبوم صور» مش «إنستجرام»

كتب: محمد غالب

ذكرياتنا: قبل «السوشيال ميديا».. «ألبوم صور» مش «إنستجرام»

ذكرياتنا: قبل «السوشيال ميديا».. «ألبوم صور» مش «إنستجرام»

ألبومات صور بداخلها ذكريات عمرها عشرات السنوات، تؤرخ فترة ما قبل عصر الديجيتال: ملابسها، ديكوراتها، نمط الحياة فى المناسبات والخروجات المختلفة، لم يكن هناك مجال لمشاركة الصورة على مواقع التواصل أو إرسالها عبر أحد التطبيقات ليراها الجميع، كان الصور موقعها «الألبوم» وليس الإنترنت، والاحتفاظ بها يستلزم طباعتها فى معمل تصوير، وكان فيلم الكاميرا إما 24 أو 36 صورة، تطبع أكثر من نسخة ليحتفظ الجميع بها.. داخل الألبومات.

متعة رؤية الصورة لأول مرة بعد تحميض «النيجاتيف» الخاص بالفيلم لا تضاهيها أى متعة، ملمس الصور، تقليبها باليد، التفاف الأقارب والأصحاب حولها، ضحكاتهم على كل لقطة.. هكذا يستدعى يوسف عجيب، 60 عاماً، ذكرياته مع ألبوم الصور، يعمل فى مهنة التصوير الفوتوغرافى منذ أن كان شاباً قبل عصر الفوتوشوب، كان يلقب بالفنان، يمسك ألوان المياه ويضع بعض الرتوش بيديه على الصورة التى التقطها لأحد زبائنه: «دلوقتى الدنيا أسهل، لكن زمان كانت أحلى بكتير، الحياة اتغيرت بسرعة بقت كل حاجة سهلة لكن مالهاش متعة». الأيام أجبرته على تعلم «الفوتوشوب»، بعد أن كان عاشقاً لـ«النيجاتيف»، لكنه يضع جهاز «إسكانر» بجانبه لتحويل الصور الورقية لديجيتال للاحتفاظ بها على جهاز الكمبيوتر: «الناس بتجبلى صور من أيام الأبيض والأسود، بعملها إسكان وبعدل فيها، بيكونوا فى قمة السعادة، بيفرحوا بسبب ذكريات صورهم».

بعض الصور التى التقطها محمد خميس، مهندس، بالكاميرا الفوتوغرافية التى كانت تعمل بالفيلم ما زال يحتفظ بها منذ أوائل التسعينات، تحفظ ذكريات عائلية وخروجات مع أصحابه، وبعض المناسبات: «فاكر لما كنت بشترى فيلم 36 صورة، وبعدين أروح أحمضه فى ستوديو جنبى، ونتجمع كلنا نتفرج عليهم.. كانت أحلى أيام». عندما أخرج ألبوم الصور فى أحد الأيام، ليشاهده مع أصحابه، ضحكوا كثيراً عندما تذكروا تاريخ كل صورة، وكأن الزمن مر سريعاً. يحتفظ صبحى عبدالسلام، صاحب ستوديو تصوير بمنطقة أبوالنمرس بالجيزة، بأفلام خام، كوداك وفوجى وغيرهما، كما يحتفظ بمجموعة من الكاميرات القديمة التى كانت تعمل بالأفلام، بالإضافة لنيجاتيف بعض الأفلام، كلما نظر لها يعود بالزمن عشرات السنوات «كانت أيام حلوة، والله العظيم لما أشوف نيجاتيف فيلم، بفتكر اليوم كأنه لسه حاصل، برفعه فوق للضوء وأفتكر الأشخاص».


مواضيع متعلقة