«ساوند كلاود»: بعد «السوشيال ميديا».. المواقع قامت.. وألبومات الكاسيت نامت

كتب: محمد غالب

«ساوند كلاود»: بعد «السوشيال ميديا».. المواقع قامت.. وألبومات الكاسيت نامت

«ساوند كلاود»: بعد «السوشيال ميديا».. المواقع قامت.. وألبومات الكاسيت نامت

تصدح الأغانى من داخل محل شرائط الكاسيت فى منطقة المنيب، فى أوائل التسعينات، كان الشباب يقفون بالطوابير لشراء أحدث ألبومات المطرب عمرو دياب، عدد كبير من الشرائط والبوسترات متراصة له ولغيره من مطربى جيله، محمد فؤاد، هشام عباس، مصطفى قمر ومحمد منير، بالإضافة إلى المطربين الشعبيين يوسف شتا ومحمد طه.

كان عبده يوسف، صاحب محل لبيع شرائط الكاسيت فى المنيب، يحفظ مواعيد نزول الألبومات، كان يبيع شرائط المطربين القدامى أيضاً، أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ووردة، وفى بعض الأحيان كان يطلب منه أحد الزبائن عمل شريط له عبارة عن «كوكتيل» لمجموعة مختلفة من الأغانى: «كانت أيام.. اللى عايز يسمع غنوة لمطرب معين لازم ينزل يشترى شريط ويدفع فلوس، ده كانت الدنيا بتتقلب لما مغنى ينزل ألبوم جديد ويعمل روح فى الشارع».

راحت هيبة الشريط بمرور الوقت، لم يعد له تلك «الشنة»، بعد نزول الـCD، ظل ينافسه لبعض الوقت حتى انتصر الديجيتال، وانتقل الشريط من مرحلة المرض إلى الوفاة بعد انتشار السوشيال ميديا، وحلت مواقع مثل «الساوند كلاود» و«أنغامى»، محل الشريط والكاسيت، الذى تحول إلى تراث أو قطعة ديكورية فى كل المنازل: «دلوقتى الناس بتوصل للأغانى بسهولة، لكن سماع غنوة فى شريط كانت حاجة تانية، كان ليها عظمتها وحلاوتها».

بعض الشرائط ما زالت فى حوزة «عم عبده»، منها شريط للمطربة ذكرى، ويوسف شتا، ويس التهامى، ونجاة، وغيرهم: «راح الزمن، وماتبقاش غير بواقى خردة، لو رجع العمر بيا ماشتغلش فى مهنة الزمن يدوس عليها، أنا التطور ضرنى». الضغط على «share» للمشاركة فى سماع غنوة جديدة بين مجموعة من الأصدقاء، كانت فى الزمن الجميل عبارة عن تجمع مجموعة الأصدقاء فى منزل أحدهم لسماع الألبومات الجديدة، وهو ما يتذكره حسام علاء، مهندس، جيداً مع أصحابه: «كنا وإحنا فى الجامعة أول لما ألبوم عمرو أو منير ينزلوا، نتجمع فى عربية واحد مننا، نسمعه وكل واحد يقول رأيه فى كل غنوة، دلوقتى خلاص كله بيكتفى بسماع الأغانى على الساوند كلاود وخلاص».

بعض الشرائط التى يحتفظ بها يسرى أحمد فى مكتبه لمجرد الذكرى رحلت أيامها وبقيت ذكراها: «أنا دلوقتى فوق الـ70 سنة، لسه عندى شرايط لأم كلثوم وعندى شريط أغنية (فاتت جنبنا) لعبدالحليم».

ما زال عيد عبدالنظير يبيع شرائط كاسيت فى الأسواق الشعبية، كان يجلس بينما يصدح صوت يوسف شتا من جانبه بموال «قليوب»: «لسه ناس بتشترى بس قليل أوى اللى هما الناس الغاوية تحتفظ بالشريط كذكرى يعنى، وأكترهم كبار شوية من 40 و50 سنة»، يبيع «عيد» الشريط بجنيه ونصف الجنيه، بعد أن كان ثمنه منذ سنوات 15 جنيهاً ويزيد: «جبت الشرايط من واحد كفيف كان فاتح محل شرايط، كان مزاجه الكاسيت، اتوكل على الله ومات، أمه نضفت المحل، بالنسبة لها الشرايط انقرضت، رحت واخدهم منها وبنتسلى عليهم وربنا الرازق».


مواضيع متعلقة