خبراء يتحدثون عن سيناريوهات ما بعد استقالة "ليبرمان"

كتب: محمد علي حسن

خبراء يتحدثون عن سيناريوهات ما بعد استقالة "ليبرمان"

خبراء يتحدثون عن سيناريوهات ما بعد استقالة "ليبرمان"

أحدثت استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، اليوم الأربعاء، جدلًا واسعًا في الساحة الداخلية الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات، الأمر الذي سيضع إسرائيل في موقف حرج أمام الوسطاء الإقليميين والدوليين المعنيين بملف التهدئة بينها وبين الفصائل الفلسطينية، لا سيما أن هذه الاستقالة تعكس انقسامًا داخل مؤسسات كيان المحتل العسكرية والسياسة والاستخباراتية.

ليبرمان، كان أعلن استقالته، اليوم، في مؤتمر صحفي، اعتراضًا على قرار حكومة الاحتلال بوقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية، الذي أعقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة واستمر لثلاثة أيام، حيث اعتبر القرار بأنه "استسلام للإرهاب" على حد وصفه، منتقدًا مساعي نتنياهو نحو التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد مع حماس.

واستطلعت "الوطن" آراء خبراء فلسطينيين عن سيناريوهات ما بعد استقالة ليبرمان، حيث أجمعوا على احتمالية خوض الأحزاب الإسرائيلية لانتخابات مبكرة.

ويقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن وسائل الإعلام الإسرائيلية سربت معلومات، أمس الثلاثاء، عن صراعات داخل المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، بسبب قرار نتنياهو بقبول الهدنة مع فصائل المقاومة الفلسطينية ووقف التصعيد الذي استمر ثلاثة أيام ضد قطاع غزة.

وأضاف الراقب لـ"الوطن": "نتنياهو حمل وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مسؤولية إرسال الوحدة التابعة لجيش الاحتلال إلى قطاع غزة، وتنفيذ عملية خانيونس ما أدى إلى مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر، ليتبع ذلك تصعيد إسرائيلي يقابله إطلاق صواريخ وهاون من الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، لا سيما وأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة لأي حرب أو تصعيد في الفترة الحالية، وكان نتنياهو في زيارة إلى فرنسا واعتبر أن قرارات ليبرمان غير مسؤولة".

وأشار إلى أن ليبرمان، كشف خلال تصريح له أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزبه "يسرائيل بيتنو" في اجتماع طارئ دعا له، أنه ينوي الدعوة لانتخابات مبكرة في إسرائيل.

 

وتابع: "عقب استقالة ليبرمان ألغى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الاجتماع برئيس التشيك"، مشيرًا إلى أن ائتلاف نتنياهو سيصبح ضعيفًا حال خروج الخمسة مقاعد الحاصل عليها حزب "يسرائيل بيتنو" بزعامة ليبرمان، ما سيفتح الباب لاحتمالية طرح خيار الانتخابات المبكرة، رغم تفوق نتنياهو في جميع استطلاعات الرأي حتى الآن، إلا أن ليبرمان يسعى للعودة إلى الحكومة بمنصب رئيس الوزراء.

ويوضح أستاذ العلوم السياسية، أن ليبرمان كان يسعى للانسحاب من الحياة السياسية الإسرائيلية منتصرًا، عبر شن عدوان على قطاع غزة.

 

أما الدكتورة نعيمة أبومصطفى، الباحثة الفلسطينية المتخصصة في الصراع العربي الإسرائيلي، رأت أن استقالة أفيجدور ليبرمان انتصارًا بالنسبة للفلسطينيين، وفي الوقت ذاته لن يجد الاحتلال صعوبة في إيجاد بديلاً له، مشيرة إلى احتمالية الاستقالة ستؤدي إلى اتخاذ خطوة الانتخابات المبكرة.

وأوضحت لـ"الوطن": "بديل ليبرمان لن يكون أقل خطورة منه على الفلسطينيين، وهذا تفكير اليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل حاليًا، حيث إنه قدم استقالته بسبب شعوره أن دولته ضعيفة ولم يعترف بخضوعه للفصائل الفلسطينية التي ألحقت به الهزيمة في قطاع غزة". 

ورجح الدكتور أحمد الدرهلي، الصحفي الفلسطيني، اختيار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للانتخابات المبكرة، بعد استقالة أفيجدور ليبرمان، وحل الكنيست.

وأوضح الدرهلي لـ"الوطن": "فشل العملية الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني، أكد نجاح المقاومة والفصائل الفلسطينية في التصدي للعدوان، حيث إن ليبرمان سعى إلى استمرار هذه العملية لكن اجتماع الكابينت بالأمس والموافقة على الهدنة استفزه، ما يؤكد مدى ضعف جيش الاحتلال الإسرائيلي في هذه المواجهة".

وطالب حزب "البيت اليهودي" بحقيبة وزارة الأمن لرئيس الحزب ووزير المعارف، نفتالي بينيت، بعد إعلان ليبرمان عن استقالته، حيث قالت رئيسة كتلة "البيت اليهودي"، شولي معلم رفائيلي، إنه حان الوقت لتسليم حقيبة الأمن لبينيت، مضيفة أنه بدون حقيبة وزارة الأمن فإن الكتلة لن تبقى شريكًا في الائتلاف الحكومي.

كما قال رئيس "المعسكر الصهيوني"، آفي جباي، إنه تم التخلص من أكثر شخص غير مناسب لإدارة أمن المواطنين الإسرائيليين، وأن التالي الذي يجب أن يستقيل هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وكانت جولة التصعيد بدأت بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة في قطاع غزة، ليل السبت الماضي، عندما توغلت قوة إسرائيلية خاصة إلى داخل حدود قطاع غزة، واندلع على إثر ذلك اشتباكات استشهد فيها 7 فلسطينيين وقُتل ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتطور الأمر، عندما أطلقت الفصائل الفلسطينية مئات الصواريخ والقذائف على إسرائيل، لترد الأخيرة بغارات موسعة استهدفت 150 موقعًا على الأقل في غزة، لينتهي التصعيد بعد إعلان الفصائل الفلسطينية في غزة، الثلاثاء، وقفًا لإطلاق النار مع الاحتلال بعد وساطة مصرية.

 

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة