"تكفى يا سعد".. قصة داعشي يهدر دم الأخوة وتعاقبه السعودية بـ"الحرابة"

"تكفى يا سعد".. قصة داعشي يهدر دم الأخوة وتعاقبه السعودية بـ"الحرابة"
"تكفى يا سعد"، نداء مشوب ببكاء وألم، والدم الواحد الساري في عروق القاتل والمقتول لم يشفع أمام نداءات التوسل.. الضحية يجلس على الرمال، مقيدا، يستغيث بـ"الدم المشترك"، إلا أن الرد كانت رصاصة بـ"دم آخر بارد ممزوج بالحقد"، لتوثق اللحظة ببساطة بشاعة التطرف وضحالة أفكاره، التي فرقت بين المرء وأخيه وابن عمه.
3 سنوات، مرت على جريمة بشعة نفذها "داعشي"، بقتل بن عمه لأنه عسكري، ومعه آخرين، بمشاركة شقيقه، في مدينة حائل.. هزت جريمته المجتمع السعودي، خاصة بعدما انتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان نشره القاتل، وظهر فيه ابن عمه وهو يتوسل إليه لكي لا يقتله بقوله: "تكفى يا سعد".
اليوم، أسدل الستار على هذه الجريمة التي أفسدت فرحة عيد الأضحى، على عائلة أفقدتها داعش، ثلاثة في وقت واحد، بالقتل، وغسيل المخ، حيث نفّذت وزارة الداخلية، اليوم بمنطقة حائل، حكم القتل حدا بحق "سعد العنزي"، لخروجه على ولي الأمر وتكفيره له ولرجال الأمن، ومبايعته لتنظيم "داعش" الإرهابي، وقيامه بارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية؛ منها: استدراج ابن عمه إلى منطقة صحراوية وقتله، وكذلك قتله لمواطن ورجل أمن، واشتراكه في قتل رجل أمن آخر، ومقاومته لرجال الأمن.
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"، بتلك الآيات بدأ البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية السعودية، لتعلن أنها نفذت "حد الحرابة"، بعد اعترافات المجرم بأنه تدرب على استخدام السلاح بمشاركة أخيه في الكهف، كما أقر بجميع الأدلة حول جرائمه الـ13 التي اتهم بها.
وكانت قوات الأمن السعودي، ألقت القبض عليه بعد تبادل لاطلاق النار أدى إلى مقتل شقيقه، وشريكه في العمليات الإرهابية، وأمام 3 قضاة بالمحكمة الجزائية، أجاب عن سبب قتله ابن عمه، قال المتهم: "قتلته لأنه عسكري.. وفي نظر المواقع التحريضية أن العسكري ضد الدين".
ندم سعد، لتأثره بفكر تنظيم "داعش" بعد متابعته لحسابات وصفها بـ"تحريضية عبر منصات التواصل الاجتماعي أقنعته بأن رجال الأمن مرتدون"، وقال أثناء دفاعه عن نفسه إنه "لم يكن يتوقع قتل مسلم"، وإنما "حسابات تحريضية"، في مواقع التواصل الاجتماعي "أقنعته بذلك"، بعد عرضها صورًا ومقاطع فيديو من مناطق الصراع.