شكاوى تحديث بطاقات التموين ضحايا «الحذف العشوائى» يتظلمون

كتب: هدير ناجى

شكاوى تحديث بطاقات التموين ضحايا «الحذف العشوائى» يتظلمون

شكاوى تحديث بطاقات التموين ضحايا «الحذف العشوائى» يتظلمون

مشكلة واحدة تؤرق المتزاحمين على مكتب تموين الدقى بمنطقة العجوزة، فى أول يوم تلقى تظلمات تحديث بطاقات التموين، والذى أعلنت عنه الوزارة، ملخصها «السيستم واقع»، وهو ما أدى إلى عمليات الحذف العشوائى للعديد من الأفراد المنتفعين بالبطاقة التموينية، ووقف بعضها، وهو ما يعطل حصة الآلاف من الأسر فى دعم الخبز والسلع التموينية.

تستند أنيسة يوسف، سيدة ستينية، إلى إحدى السيارات ممسكة باستمارة التموين وسط أوراق كثيرة تضم بياناتها، وبيانات زوجها صاحب البطاقة التموينية، بالإضافة لبيانات أبنائها الأربعة، تبحث السيدة بلكنتها الصعيدية البسيطة فى عشرات المتدافعين على المكتب على من يتطوع لملء استمارتها كونها لا تعرف القراءة والكتابة «بطاقتنا كانت 6 أفراد لقيتهم شايلين منها خمسة وخلوا صاحب البطاقة بس، جيت هنا حدثتها الشهر اللى فات ولما استلمت تموين الشهر ده لقيتهم ما اتضافوش برضه».

تلتقط فاطمة حمد، سيدة أربعينية، طرف الحديث لتفاجئ الحضور بمشكلة أكبر من زميلتها: «أنا وقّفوا لى البطاقة من أول الشهر أصلاً، لا عيش ولا تموين»، اتجهت السيدة فور معرفتها لمكتب الدقى «لما جيت هنا قالوا لى اعملى ورق البطاقة من أول وجديد اسمه بدل فاقد، جيت ووقفت طوابير هنا وفى البريد ودفعت 40 جنيه للاستمارات اللى سحبتها وفى الآخر قالوا لى السيستم واقف».

{long_qoute_1}

تجلس أميمة كرم، سيدة خمسينية، على رصيف مكتب تموين الدقى فى إحدى رحلاتها المتكررة لإضافة ولدين إلى بطاقتها التموينية: «ابنى اتشال من البطاقة وبقيت انا وبنتى وابنى التانى، ولما بنتى اتجوزت من سنتين جيت أشيلها راحوا شالوهم كلهم وبقيت لوحدى بس فى البطاقة»، اعتادت أميمة الطريق من منزلها بمنطقة فيصل إلى المكتب عشرات المرات دون أى نتيجة: «بقالى سنتين دايخة بصور ورق وببعت رسايل ومحدش بيعبّرنا ولا أرضى ولا موبايل».

«شربنا المر على البطاقة دى» يصيح «لبان لحظار»، عامل بإحدى شركات السيارات، من أمام مكتب التموين شاكياً اختفاء ولديه وزوجته من البطاقة التموينة «البطاقة بقالها سنتين واقفة ولسة رجّعوها من 3 شهور لقيت مراتى والولدين اتشالوا الشهر اللى فات من التموين مع إنهم موجودين فى العيش»، ينهى الرجل الخمسينى حديثه ويتوجه للطابور بعد أن ملأ الاستمارة على أمل عودة حصة أسرته فى الدعم.

تقف فاطمة الراوى، سيدة خمسينية، تشكو تعطل سيستم تسجيل البيانات بعد أن حال دون إضافة أفراد أسرتها على البطاقة: «السيستم خرب بيتنا، قالوا حدّثوا وحدّثنا الشهر اللى فات وضِفت ولادى الاتنين وعندى حفيدين كمان وبرضه فضلت لوحدى فى البطاقة وما اتضّافوش»، وفى آخر رحلاتها لمكتب التموين تكمل: «إحنا عايزين لقمة عيش وكوباية شاى، بس الموظفين قالوا لى البطاقة كلها ممكن تقف».

على الجانب الآخر صرح كامل أبوالحمد، مدير مكتب تموين الدقى، لـ«الوطن»، رداً على شكوى المواطنين: «سيستم تسجيل بيانات المواطنين اللى بتضّاف عليه واقع، وغير متناسب مع متطلبات المواطنين وده بيؤدى لعملية الحذف العشوائى لبعض البيانات»، يكمل «أبوالحمد»: «رغم التزاحم إلا أن التحديث والإضافة عندنا فى المكتب بتتم لكن المشكلة فى تسجيل البيانات على سيستم شبكة التموين ومفيش أى حلقات تواصل بينا وبينهم والمتضررون بالآلاف».


مواضيع متعلقة