خبراء يتحدثون عن تجديد الخطاب الديني: ضروري ولا بد من تشريع

خبراء يتحدثون عن تجديد الخطاب الديني: ضروري ولا بد من تشريع
- الأزهر
- الأزهر الشريف
- تجديد الخطاب الديني
- أسامة كمال
- عبدالمنعم فؤاد
- شكري الجندي
- أحمد الصاوي
- الأزهر
- الأزهر الشريف
- تجديد الخطاب الديني
- أسامة كمال
- عبدالمنعم فؤاد
- شكري الجندي
- أحمد الصاوي
منذ اللحظات الأولى له في السلطة، أكد الرئيس عبدا لفتاح السيسي ضرورة تغيير وتجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع متطلبات العصر الذي نعيش فيه للدرجة التي وصل من خلالها أن قال كلمة معبرة موجهة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف "تعبتني يا فضيلة الإمام".
وخلال لقائه بالمراسلين الأجانب أكد السيسي ضرورة تطوير وتجديد وتحديث الخطاب الديني خلال لقائه بالمراسلين الأجانب ضمن فعالية منتدى شباب العالم.
السيسي: قلنا أن الخطاب الديني يحتاج تصويب حتى لا يتم استغلاله في جذب شباب للتطرف والإرهاب
الإعلامي أسامة كمال فتح ملف تجديد الخطاب الديني في حلقة الأربعاء من برنامج "مساء dmc"، المذاع عبر فضائية "dmc" واستضاف الأستاذ الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، والنائب اللواء شكري الجندي، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، والكاتب الصحفي أحمد الصاوي، رئيس تحرير صوت الأزهر.
{long_qoute_1}
الأستاذ الدكتور عبدالمنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف أكد وجود مشكلة في الخطاب الديني، مطالبًا بضرورة الاعتراف بها لأن البعض يظن أن هناك جمود في الإسلام وأن الاجتهاد وقف عن راي واحد فقط.
وشدد فؤاد على أن الاجتهاد لا يقف عند رأي واحد فقط، إنما يجعل العقل يتحرك ويجرى بدليل أن الفقهاء الكبار أنفسهم لم يقولوا أن آرائهم الصواب التي لا تقبل النقاش أو التحديث أو التطوير.
وأوضح أن الآراء الفقهية كانت في أزمة معينة وأوقات معينة ولا يصح أن يتم إسقاط هذه الأراء على زماننا، لافتًا إلى أن لهذه الأراء ملابساتها وظروفها المعينة وأنه يجب لمن يبحث عن هذه الآراء أن يعرف متى وأين وكيف تطبق هذه الآراء.
وتابع: "الإسلام معندوش مشكلة في تجديد الخطاب وتوصيل المعلومة وأول مجدد كان سيدنا النبي" محذرًا ممن يختطف اللافتة الدينية ويختبئ ورائها"، مشيرًا إلى أن "التجديد هو أن أظهر حقيقة الدين الصحيح".
وضرب أستاذ العقيدة الأزهري مثلًا بواقعة حدثت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيها، "رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى اليَمَنِ،فَقَالَ: «كَيْفَ تَقْضِي؟"،
فَقَالَ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ،
قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟»،
قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟»،
قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي،
قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ».
وأوضح فؤاد أن قضية تجديد الخطاب الديني تقتضي الجمع بين الأصالة والمعاصرة ووجوب بيان الزمن، مؤكدًا: لا إلزام في الدين بأخذ الآراء القديمة وتطبيقها في العصر الحديث، "لكن أشوف العصر الحديث عايز إيه وأتي من الإسلام بما يفيد هذه التطورات".
ونفى أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر كون تجديد الخطاب الديني ضربًا للثوابت واتهام لكتب البخاري وغيره أو ضربًا للتراث، مؤكدًا أن التراث له ما له وعليه ما عليه، "التجديد أعرف كل زمن محتاج إيه".
وأكد فؤاد أن الإسلام لا يحكم عليه من خلال الأفراد ولكن من خلال منهجه محيلا مسئولية تجديد الخطاب الديني للأزهر الشريف باعتباره المسئول الأول مع وجوب تدخل وزارات "الثقافة والتضامن والشباب والرياضة والأوقاف والتربية والتعليم" مطالبًا بتعليم الأطفال في المدارس أن الإسلام والمسيحية واليهودية تدعو للمحبة وأن بناء الكنيسة في الإسلام غير محرم ولا يوجد ما يمنع بناء الكنائس طالما أقر القانون ذلك وأيضًا تعليمهم أن المختلف معك في العقيدة لا يقتل ولا نتشاجر معه.
{long_qoute_2}
واتفق النائب اللواء شكري الجندي، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، مع أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، على وجوب تطوير وتحديث الخطاب الديني، مؤكدًا أن التجديد والتطوير والتصويب كلمة طيبة وفي صالح الدين الإسلامي، مستنكرًا كون هذه الكلمة "بتخض" بعض المواطنين.
وشدد عضو مجلس النواب على أن التجديد لا يعني التعرض لثوابت الشريعة الإسلامية من القرآن والسنة موجبًا ضرورة إعلام جميع الناس بذلك جازمًا: "مفيش تعرض للثوابت من الكتاب والسنة".
وأوضح الجندي أن منتقدي الإسلام بالخارج لا يعرفون أي شيئ عنه مثنيًا على دور إذاعة القراءن الكريم منذ افتتحها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 27 مايو 1964 واصفًا اياها بأنها: "خير منبر يمثل الإسلام".
ودعا الجندي إلى عمل صندوق يتم تمويله بواسطة التبرعات لتوصيل موجات إذاعة القرآن الكريم لكل بقاع الدنيا ليعرف الناس في الخارج حقيقة الإسلام عن طريق هذه الإذاعة.
وعن دور مجلس النواب في قضية تجديد الخطاب الديني قال الجندي إن اللجنة الدينية انتهت بالفعل من إعداد قانوني الفتوى وحق الظهور الإعلامي لرجال الدين، مؤكدًا أن ذلك سيضع حدًا لفوضى الفتاوى الدينية بعدما يتم تحديد الاشخاص الذين لهم حق الفتوى وحق الظهور في وسائل الإعلام للحديث بإسم الدين.
وأكد الجندي أن القانون تم الانتهاء منه وسيتم عرضه خلال دور الانعقاد الحالي وسيتم التصديق عليه فور موافقة البرلمان عليه.
{long_qoute_3}
الإعلامي أسامة كمال انسحب من موقعه كمنظم للحوار وشارك برأيه، مطالبًا باعتبار التربية الدينية مادة أساسية حتى لا يصبح الطالب أجوف من ناحية الفكر الديني ويتم اختطافه بواسطة التيارات المتطرفة الإرهابية.
ولفت كمال إلى ندرة القائمين على شرح سماحة الإسلام وقلة عددهم مطالبًا بالتحدث في الأمور التي تخص نظافة الفرد المسلم وشرح سنة النبي صلى الله عليه وسلم اهتمامه بشعره ولحيته ونظافته مضيفًا: "الناس سابت كل الجمال ده الموجود في النبي عليه الصلاة والسلام رواحوا يتكلموا في انه كان بيلبس الجلبية قصيرة ولا طويلة ولا عاملة ازاي".
وأكد كمال عدم قلقه من الإرهاب باعتباره ظاهرة مؤقتة مطالبًا بأن يشتمل الخطاب الديني على ضرورة النظافة واحترام الآخرين وإنهاء مظاهر العنف الموجودة في الشارع بين جميع طوائف الشعب المصري وانهاء حالة التلفظ بين الشباب.
ولفت كمال إلى إمكانية ذلك باعتبار أن المسلمين يجتمعوا حول القراءن الكريم والأقباط يجتمعوا حول الكنسية مطالبًا بايصال الرسالة التي تجعلهم خير أمة أخرجت للناس.
وأوضح كمال أنه لا يهتم بعمل دعاية للدين الإسلامي في الخارج مؤكدًا أن همه الأكبر فيمن يعتنقوا هذا الدين "اقول يا جماعة هذا هو الدين".
وأشفق كمال على الأزهر الشريف الذي اعتبره متهمًا من كل الأطراف وأصبح مستهدف من الجميع ويتلقى السهام من الجميع مطالبًا علماء ورجال الدين بمحاورة الناس باللغة التي يفهموها والبعد عن الألفاظ العربية الجامدة التي قد لا يفهمها البسطاء قائلًا: "عارفين انكم بتعرفوا اللغة العربية وعاوزين توصلوها للناس وده على رأسنا بس ياريت نيسر ولا نعسر".
الدكتور عبدالمنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أثنى على ما قاله كمال والذي درس في الأزهر الشريف بالفعل وتخرج من كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر قائلًا: "ما زال فيك رائحة الأزهر".