بريد الوطن| قسوة المدينة وغربة ابن الريف
![صورة أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20829145821541624664.jpg)
صورة أرشيفية
قرأت تحقيقاً بإحدى الصحف عن هجرة الفلاح إلى المدينة، متناسين المثل القائل: «إيه رماك على المُر، قال اللى أمر منُه»، فالمدينة بالنسبة لمن نشأ فى الريف الهادئ بين جنانى الطبيعة، وروح المحبة والتعاضد بين أفراد المجتمع الصغير، المهاجر القروى يرى المدينة كما صورها الشاعر العراقى إبراهيم البياتى: «والعائدون من المدينة يا لها وحشا ضرير، صرعاه موتانا، وأجساد النساء والحالمون الطيبون»، يضطر الفلاح للهجرة لضيق المعيشة وقلة الموارد، فالأرض الزراعية كما هى منذ مئات السنين، إن لم تكن تقلصت بالبناء عليها، وعدد أفراد الأسرة يزيد جيلاً بعد جيل، يترك الفلاح القرية للعمل كبائع متجول، أو كبواب، ومن أبناء الفلاحين من دخل الجامعة ولم يجد له فرصة عمل بمحافظته، فيخرج باحثاً عن وظيفة، ابن الريف يجد فى حياة المدينة معاناة، كما صورها الشاعر المصرى عبدالمعطى حجازى: «رسوت فى مدينة من الزجاج والحجر، الصيف فيها خالد ما بعده فصول، بحثت فيها عن حديقة فلم أجد لها أثر، وأهلها تحت اللهيب والغبار صامتون». تجاهل المسئولين لمشكلات سكان القرى من إنشاء ورش ومصانع لتعبئة الخضراوات والفاكهة، مزارع للدواجن ومصانع الألبان، وخلق فرص، وأرى طفل الريف محظوظاً كثيراً عن طفل المدينة فهو يرى مراحل نمو النبات والحيوانات ما يجعل خياله خصباً قادراً على الإبداع، الفلاح المهاجر يحيا فى المدينة مشطور الوجدان، بين الحنين لأرض الميلاد وبقائه على لقمة العيش فى المدينة.
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي:
bareed.elwatan@elwatannews.com