بريد الوطن| دمياط ومدينة الأثاث: توافق أم تضاد؟

بريد الوطن| دمياط ومدينة الأثاث: توافق أم تضاد؟
منذ عامين طرحت الفكرة بإقامة مدينة دمياط للأثاث بدعوى خروج الصناعة من أزماتها، والمشروع رُوج له إعلامياً، لكنه لم يتطرق لطبيعة شكل ومستويات وإنتاج وترويج الأثاث، من داخل عشرات الآلاف من الورش الصغيرة بدمياط، وهى تعانى من مشاكل جسام على أكثر من صعيد، أهمها ارتفاع أسعار الخشب ومستلزمات الإنتاج نظراً لتعويم الجنيه، بالإضافة لدور التجار، وهم أخطر على الصناعة من تجار السوق السوداء، وهم يرون أنفسهم بالإيحاء أقوى من الدولة، وبالطبع نعانى من ضعف سياسات الرقابة على الأسواق فى كل شىء، فكراً وفعلاً وأداءً، مع طموحات الشارع الدمياطى بل والمصرى، ومع هبوط قيمة الجنيه المصرى أصبح الخطر الداهم على صناعة الأثاث بدمياط، هم فئة مستوردى وتجار الأخشاب، ومستلزمات صناعة الأثاث فى مجملها مستوردة، وهذا عنوان لشكل دمياط المعاصرة، بكل هذا الثراء وكل هذا الفقر، وتلك معضلة نطرحها للبحث لأن التحديات التى تواجه صناعة الأثاث معها نجد غياباً تاماً لأى دور للغرفة التجارية بدمياط. والمثير للدهشة أن قيادتها من أصحاب الياقات البيضاء، بل أصحاب المال، وتلك النوعية تنظر للوجاهة الاجتماعية فقط، وليت القطاع التنفيذى الدمياطى يتعلم من رؤى النقد الموضوعية، والمشروع لم يستكمل بعد، ومع ما نفذ من خطوات للمشروع فإن المشروع لم يأخذ الوقت الكافى من دراسات الجدوى الواجبة فى مثل تلك المشروعات.
يحيى السيد النجار
كاتب وباحث- دمياط
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com