بريد الوطن| عن اللامفقود.. أبحث
بريد الوطن| عن اللامفقود.. أبحث
كثير من أبناء جيلى، بل وآباؤنا كذلك لم يعاصروا لحظات الهزيمة، بالطبع أقصد هزيمة الأمة العربية كلها وانكسارها.. نعم، لم نعايش الزمن ولكن عايشنا الألم ونتذوق مرارته كل يوم، من منا لا تصيبه الحسرة وهو يرى جسد أمتنا يمزَق؟ من منا لا يعض على أصبعه وهو يتابع التقارير الصحفية ونشرات الأخبار وهذا السيل من الأخبار الذى يمزق قلوبنا.. واقع أليم، أى نكبة تلك؟ ماذا قدمت يدانا لنرى كل ذلك بأعيننا؟ أمة تمزق، جسد ينهش بكل بقعة من أراضيها: فلسطين، العراق، ليبيا، سوريا، لبنان، اليمن، السودان.
كم هى الأقدار قاسية حين سمحت لنا أن نأتى فى هذه الأوقات.. من سبقونا قدموا التضحية بقدر ما تيسر لهم وتركوا لنا وطناً ممهداً للبناء عليه، وها هى ساعة تقديم إجاباتنا، أوراقنا ما زالت خالية تماماً، أنا وكل أبناء جيلى لم نترك الراية، ولكن أين الطريق؟ من أين نبدأ؟ اتركوا العراك يا سادة، أقسم لكم باتت خاوية تماماً، لم تعد هناك غنائم لتقتسموها، عاصفة الخراب أسرع مما كنا نتوقع، لا تبقى ولا تذر، خذوا ما تبقى من أعمارنا وضعوا أيديكم فوق أيدينا، نتعاهد سوياً ألا نصمت أمام أبنائنا. يا علماءنا.. يا مشايخنا.. يا أولى الهمم.. يا أصحاب البصائر أجمعوا.. لا تتركونا الضعف يمزقنا، الفُرقة أنهكت قوانا، فقدنا حواسنا، لم نعد نتذوق.
محمد فهمى سويلم - محام - المنوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
