الإخوان والمساجد.. بالأمس منبرا لدعم الرئيس الإسلامي.. واليوم حرام استغلالها
كعادتها في تلوين السياسات، فبعد أن استغلوا المساجد مطية للوصول إلى هدفهم السياسي وكانت لهم ملاذ ومنبر لتنفيذ مخططاتهم، رفض الإخوان - الآن فقط - استغلال المساجد في الحراك السياسي، فهاجم شبابهم الشيخ ياسر برهامي عندما تحدث في أحد مساجد المنوفية عن أحكام الشريعة الإسلامية في دستور 2013، متهمين إياه باستغلال المساجد في الترويج لمواقف سياسية يتبناها حزب النور السلفي الذي أصبح عدو اليوم بعدما كان حبيب الأمس.
لم يتوان شباب الإخوان في مهاجمة حزب النور وقياداته في المساجد، رافضين حديثهم عن الدستور الجديد، ومنعوهم بالقوة في بعض المحافظات من الحديث عن الدستور الجديد، والدعوة إلى تبنيه والتصويت بـ"نعم"، وتناسوا استخدام عبد الرجمن البر مفتي الإخوان مسجد عمر بن عبدالعزيز ببني سويف أيها استخدام في السياسة، في خطبته التي قال فيها إن من سيحرر المسجد الأقصى هو محمد الثالث، وإن إسرائيل ستزول قريبًا لأنها جسم غريب على الأرض والتاريخ، والقدس ستحرر ليس على يد محمد القادم، وليس الذي بعده، ولكن ستحرر على يد محمد الثالث "محمد مرسي".
لدعم مرسي خرجوا تارة من مسجد الرحمن الرحيم بشارع صلاح سالم وتارة أخرى من مسجد رابعة العدوية والمراغي بحلون والإيمان بمدينة نصر، ومسجد الاستقامة بالجيزة والسلام بشارع الهرم ومسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وكان الإخوان ينظمون حفلات الترويج لدستور 2012 تحت عناوين شتى منها "دستور الشريعة الإسلامية" داخل المساجد على مستوى الجمهورية ويحاضر في هذه الاحتفالات أعضاء مجلسي الشعب والشورى من رموز الجماعة.
قال أحمد بان الباحث في الحركات الإسلامية، إن الإخوان لهم تاريخ قديم في استغلال المساجد لخدمة مآربهم السياسية دون الاهتمام بقدسيتها وحرمتها التي لا يجب أن يتم استغلالها سوى في التعبد وتوعية الناس بأمور دينهم فقط.
وأشار إلى أنه من الطبيعي أن تستغل التيارات الإسلامية الأخرى المساجد في خدمة مواقفها السياسية، خاصة وأن الإخوان سنوا السنة السيئة التي سار فيها الباقون على نهجهم ويتحمل وزرها الإخوان في عالم السياسة.
وأوضح أن خطيئة الإخوان كانت من خلال محاولاتهم المستميتة مخاطبة مشاعر الرأي العام ومزاجه الديني من خلال التوجه صوب المساجد وتوظيفها لدعم رئيسهم المعزول، وشن حملات قوية باستخدام الدين في مواجهة المعارضين لهم سواء أكانوا إسلاميين أو ليبراليين أو علمانيين أو شيوعيين، محاولين التهرب من فشلهم السياسي بالالتحاف في الدين.