جلسة "إفريقيا التي نريدها"| مصر قاطرة القارة السمراء للتنمية.. والسيسي: نريد تغيير انطباع العالم عن إفريقيا

كتب: نرمين عفيفي وشريف سليمان

جلسة "إفريقيا التي نريدها"| مصر قاطرة القارة السمراء للتنمية.. والسيسي: نريد تغيير انطباع العالم عن إفريقيا

جلسة "إفريقيا التي نريدها"| مصر قاطرة القارة السمراء للتنمية.. والسيسي: نريد تغيير انطباع العالم عن إفريقيا

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن أحد مسارات السياسة المصرية "محاولة تهدئة الحالة في إفريقيا" مؤكدًا خلال حديثه، أن مصر تعمل دون تدخل في شؤون الدول الأخرى.

وتابع: "لو كنتم عاوزين تغيروا الواقع لازم يكون في استقرار حقيقي في كل إفريقيا، وأثمن بكل التقدير والسعادة التطور في إثيوبيا وجنوب السودان وإريتريا، وما تشهده من أمن واستقرار، نريد تغيير الانطباع العالمي حول إفريقيا، والاستقرار والأمن أول أولوياتنا، ومواجهة الإرهاب بشكل حاسم حتى تستقر الدول".

{long_qoute_1}

وردا على حديث سفيرة المرأة التابعة للأمم المتحدة في إفريقيا جاها دوكريه، التي طالبت الرئيس أن يتهم بالمرأة الإفريقية حين يصبح رئيسا للاتحاد الإفريقي، قال السيسي: "لينا ممارسات خاصة وتقدير خاص للمرأة، وأي توصية وطلب للمرأة بياخد مننا استجابة كبيرة جدا.. طلبك مش هنستنى لما نتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي، هيكون أحد توصيات المؤتمر الخاصة بتوفير التمويل للمرأة لكي تعمل".

وتابع السيسي خلال جلسة "أجندة 2063.. إفريقيا التي نريدها"، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، "في مصر لدينا برامج خاصة برعاية المرأة في مصر لأن المرأة في مصر لها وضع خاص مش 50% إحنا بنعتبر المرأة هي كل شيء.. مش مجاملة ليها.. المصريين عارفين ده عني والمصريين شايفين ده مننا بممارستنا أثناء مسارنا داخل بلادنا، أعدك بوضع مطلبك في توصيات المؤتمر بتوفير التمويل الذي يمكن المرأة الإفرقية بالعمل والاستثمار".

وأوضح السيسي أن مصر تحركت في طريقي الاستقرار والبناء على التوازي وبنفس القوة مضيفًا: "مقولناش نحقق الاستقرار والأمن والأول وبعدين نتحرك في التنمية والتعمير، ويجب أن يكون الاستقرار والأمن يصاحبه تنمية وتعمير".

وأضاف: "أثناء لقائنا مع ميركل، قلنا إذا كننتم تريديون أن تساعدونا في تغيير واقع إفريقيا، زي ما كل الدول عملت، فلا بد من وجود برنامج ضخم متكامل لبناء البنية الأساسية لدول القارة، ولو عاوزين تصرفوا على الاستثمار بالقارة الإفريقية لازم يكون في بنية أساسية مناسبة". {left_qoute_1}

واستطرد: "اشتغلنا خلال الـ 5 سنين اللي فاتت في مصر، وكان في كلام من الرأي العام حول الأموال الضخمة التي تنفق لبناء البنية الأساسية للدولة المصرية، شغلنا مايقرب من 5 ملايين مواطن، لم أكن لأصل إليهم علشان يعيشوا، خلال بناء البنية الأساسية المصرية الفترة الماضية".

واستكمل: "علشان نواجه مشكلة البطالة في مصر وأنا عندي ملايين من الشباب كنت هوفر لهم فرص عمل إزاي؟.. في حد ممكن يقولي أعمل مصانع، بس المصنع الواحد بياخد سنين، وممكن في الآخر يشغل عدد قليل".

ولفت السيسي إلى أن إفريقيا تواجه العديد من التحديات الكبيرة، موضحا أن هناك العديد من التحديات أمام القادة تعمل على رفع نسب الإحساس بالإحباط وعدم الأمل بغد أفضل، والذي من الممكن أن يتغلب علينا دون قصد منا.

وشدد على أن التحديات أمامنا كثيرة وأن قارة إفريقيا قد يكون لديها قلة موارد بشكل معين، ولكنها غنية جدا بمواردها، لكن تبقى إدارة تلك الموارد في حاجة ماسة إلى الجهد".

{long_qoute_2}

وأكد السيسي أننا نحتاج إلى التكامل الإقليمي ومد يد العون حيث إن قارتنا مرشحة خلال الـ50 عاما المقبلة أن يتضاعف عددها، وهو لا يعني ابتزاز إفريقيا للعالم المتقدم، لكن ينبغي علينا ربط الجسور لمعالجة المشكلات المتراكمة، موضحا أنه إذا وضعنا كل تحديات القارة دون تحديد الأولويات سنجد نظرة شديدة السلبية لا تدعو للتفاؤل أبدا.

وتابع الرئيس: "لو حددنا تحدياتنا ووضعنا أولوياتها، ولا تتم تنمية إلا بالاستقرار، اتعاملنا مع التحديات المصرية التي لا تبعد التحديات الإفريقية، ووضعنا الاستقرار والأمن أولوية عليا، لأن من دونهما لم نكن نستطيع دعوة المستثمرين، حتى من أبناء الوطن وأبناء إفريقيا".

ونوّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن البنية التحتية أمر ضروري وحتمي لتغيير الدولة الإفريقية، والمتاح من الطاقة الكهربائية بدول إفريقيا أرقام هزيلة جدا لا تعكس أي نمو لهذه الدولة، وأن هناك دولا بها عشرات ومئات الملايين من المواطنين، وحجم الطاقة بها لا يكاد يذكر، والبديل هو الجور على الطبيعة، وهو ما يؤدي لتدهور حالة المناخ التي نحاول معالجتها، "ولو مفيش بنية أساسية المواطن الإفريقي سيجور على الغابات، وما ينفعش أمنعه من غير لما أوفر له بديل".

وتابع بأنه يجب حوكمة إجراءات الدول الإفريقية بما فيها مصر، ولا يمكن الاستعلاء على أي دولة من الدول الإفريقية، وأنا واحد منكم ومصر بلد إفريقية، ولو أخذت خطوة للأمام لا يمكن أن تشكل داعيا للاستعلاء، وأقول لدول العالم: "لا تستعلوا علينا بقدراتكم بل ساهموا معنا بقدراتكم".

{long_qoute_3}

وأوضح: "لما حبينا نعمل الرقمنة، إحنا في مصر بنبني قواعد بيانات حقيقية ونبذل مجهودا ضحما جدا لأجل ذلك، على الرغم من عددنا الكبير، وقواعد البيانات أمر مهم في إفريقيا حتى نضع خطط ذات حوكمة وجدارة".

وفي كلمته، قال سامح شكري وزير الخارجية، إن أجندة 2063 أسهمت في إنجاز اتفاق التجارة الحرة القارية في إفريقيا، وهو إنجاز كبير ونتطلع أن تدخل حيز النفاذ، لأنها تجسيد للاندماج بين دول القارة وفتح طاقات للتجارة فيما بين الدول الإفريقية للاستفادة من الثروات القائمة بشكل يجعل القارة تعتمد على قدراتها وثرواتها وإمكانية تحقيق طفرة في التجارة البينية فيما بينها".

وأضاف: "أجندة 2063 تتضمن 5 مؤسسات اقتصادية وإنمائية التي توفر التمويل الخاص بدول القارة، متمثلة في بنك الاستثمار الإفريقي وتكوين البورصة الإفريقية الموحدة، وصندوق النقد الأفريقي، والبنك المركزي الأفريقي، وكلها آليات طموحة نعمل على استمرار تفعيلها ونقدر الصعوبات المرتبطة بها".

وأكد سامح شكري وزير الخارجية، العمل على تفعيل آليات أجندة 2063 وحل عراقيل تطبيقها مؤكدًا أننا نهتم بالمكون الخاص بالبنية الأساسية في أجندة 2063، وهو أمر في غاية الأهمية ركز عليه السيسي، عندما شارك مؤخرًا في مجموعة العشرين والدول الإفريقية في برلين، حيث نعمل على تعديل القصور الذي انتاب القارة خلال السنوات الماضية في ضعف التواصل بين دول القارة وضعف البنية الأساسية.

وتابع: "نعتمد على تكوين البنية الأساسية وتكاملها بين دول القارة هو طريق وحدة دول القارة، حيث نركز على بنية النقل والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".

وأشار شكري إلى أنه لدينا المشروعات الطموحة سواء فيما يتعلق بالطريق البري بين كيب تاون والإسكندرية، والطريق الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، والسكك الحديدية للربط بين جيبوتي والسنغال، هذه مجرد أمثلة لإتصال أطراف القارة بعضها ببعض، وفتح آفاق التجارة والتنمية والعمل المشترك في كل المجالات بين دول الكهرباء.وقال وزير الخارجية، إنه لا غنى عن الطاقة وخاصة الكهربائية فيما يتعلق بالتنمية المستدامة والقضاء على الفقر في قارة إفريقيا، مضيفًا: "هناك وفرة كهربائية في بعض الدول تستطيع دول أخرى في القارة أن تستفيد منها، لذلك فنحن نعمل على الربط الكهربائي بين دول القارة".

وأضاف: "نعمل أيضًا على الإهتمام بالمكون الإجتماعي، حيث نعمل على توفير فرص تدريب الشباب ورفع قدراتهم توفير البرامج التي تؤهلهم من خلال العلم والتجربة".

وأوضح شكري أنه لا يمكن أن تتقدم أي دولة دون الاعتماد على المرأة، مشددًا على أن الرئيس السيسي يدعم بقوة تمكين المرأة والاستفادة من قدراتها. وأكد وزير الخارجية: "مصر لها دور كبير في بلورة الآليات التنفيذية في أجندة 2063 وتدارك أي عثرات قد تتداركها".

وأشار شكري إلى أن مصر كان لها دور كبير منذ البداية في صياغة أجندة 2063 والعمل على بلورة مراحل تنفيذها ومتابعتها وتدارك أي عثرات قد تتولد في هذا الصدد مضيفًا: "الأجندة أتت بالتزامن مع إطلاق برنامجها ورؤيتها التنموية 2030 وفيها الكثير من التكامل".

وتابع: "مصر مهتمة بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ آليات أجندة 2063". وواصل: "وزارة التخطيط تعمل على إدماج سياسات واستراتيجيات وعناصر أجندة 2063 في المكوانت الخاصة بآليات الوزارات المصرية المختلفة".


مواضيع متعلقة