الوسطاء الأفارقة يواصلون محاولة نزع فتيل الأزمة فى «جوبا»
أعلن وسطاء أفارقة، أمس، أنهم أجروا محادثات «مثمرة» مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، فى محاولة لتفادى تحول الصراع الذى بدأ منذ قرابة أسبوع، إلى حرب أهلية. وفى مؤشر على التوتر بين جيران جنوب السودان، أرسلت أوغندا جنودا للمساعدة فى إجلاء رعاياها، وقال مصدران عسكريان طلبا عدم نشر اسميهما، إن الجنود سيساعدون أيضاً فى تأمين العاصمة «جوبا». وضم فريق الوساطة الذى يزور جوبا وزراء من كينيا وأوغندا وجيبوتى والصومال وممثلين للاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، واتهم «سلفاكير» نائبه السابق ريك مشار، بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة، فيما قال وزير الخارجية الإثيوبى توادروس أدهانوم، إن «الاجتماع مع سلفاكير كان مثمرا للغاية وسنواصل المشاورات»، فيما دعت سوزان رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكى، الزعماء إلى تفادى أعمال العنف كتلك التى وقعت فى رواندا ودارفور، محذرة من استعداد الولايات المتحدة إنهاء دعمها لجنوب السودان، فى حال استمرار أعمال العنف.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، توجه موفد أمريكى خاص إلى جنوب السودان، للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتخاصمة، مؤكدا أنه «حان الوقت كى يسيطر قادة جنوب السودان على الفصائل المسلحة التى تخضع لهم، وأن يكفوا فورا عن الهجمات على المدنيين، وأن يضعوا حدا لموجة العنف بين المجموعات العرقية والسياسية المختلفة». وقال إدموند موليه، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إن «35 ألف مدنى يحتمون بقواعد تابعة للأمم المتحدة فى مختلف أنحاء البلاد»، فيما قال محلل أمنى طلب عدم ذكر اسمه، إنه «من الصعب العثور على جهات توفر طائرات للسفر إلى بعض هذه المناطق النائية. الوضع على الأرض مائع جدا، ولا يمكن أن نتأكد بشكل قاطع من مواقع المتمردين والمطارات التى ربما سيطروا عليها».
وفى الوقت الذى وعد «سلفاكير» وفد الوسطاء الأفريقيين بإجراء حوار غير مشروط لحل الأزمة فى البلاد، دعا مجلس الأمن بالإجماع «سلفاكير» و«مشار» إلى توجيه نداء لوقف العمليات العدائية وفتح الحوار الفورى، وقال السفير الفرنسى بالأمم المتحدة جيرار أرو، إن «رئيس جنوب السودان وعد بالحوار»، مؤكدا ضرورة تحمل كل شخص مسئولياته لوقف العنف.
من جانبه، أكدت الولايات السودانية على الحدود مع جنوب السودان، اتخاذ الاحتياطات القصوى لتأمين الحدود بعد انتقال القتال من «جوبا» إلى مناطق أخرى، فيما أدانت الحكومة النيجيرية محاولة الانقلاب الفاشلة التى قامت بها بعض جهات المعارضة، بينما أعلنت الخارجية الصينية استعداد المؤسسات الصينية العاملة فى جنوب السودان لسحب بعض عامليها وإعادتهم إلى الوطن.