عضو هيئة تنظيم الإعلام فى بريطانيا: لدينا لوائح وقوانين ومَن يخرج عن القواعد العامة.. يخضع للمحاسبة

08:25 م | الثلاثاء 30 أكتوبر 2018

حصل على درجة الماجستير فى الإعلام والاتصال من جامعة كامبريدج البريطانية، وقدم دراسة حول دور التليفزيون فى الانتخابات البريطانية والتأثير على المواطنين، وانضم إلى هيئة تنظيم الإعلام البريطانى «Ofcom» فى 2008، إنه آدم باسكتر، الصحفى الإنجليزى الذى خاض رحلة طويلة فى العمل الإعلامى من خلال توجيه الاستشارات للكثير من المؤسسات الإعلامية الدولية فى مجال إدارة وتنظيم المحتوى الإعلامى، سواء الإذاعى أو التلفزيونى أو الصحفى، وأكد فى حواره لـ«الوطن» أن منتدى إعلام مصر فرصة جيدة للنهوض بالمهنة ومواجهة المشكلات، مشيراً إلى أنه سعيد بالمشاركة والاطلاع على الأوضاع فى مصر، والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة التى وصفها بأنها «جيدة ومتنوعة»، وإلى نص الحوار:

فى البداية ما تقييمك للمناقشات التى دارت فى جلسات منتدى إعلام مصر التى امتدت على مدار يومين؟

- المناقشات كانت جيدة، واتسمت بالتنوع، وهذا أمر طيب، لأنه من الضرورى أن تكون هناك وجهات نظر مختلفة بهدف الوصول إلى الصواب، وأنا شخصياً سعيد بالحضور والاستماع إلى هذا الكم من المناقشات التى دارت، والتى قدمت لى معلومات ورؤية وخبرة جديدة لم أكن أدركها من قبل، والاستمرار فى تنظيم هذه الفعاليات أمر سيخدم مهنة الإعلام، لأننا فى حاجة للحوار بصفة مستمرة.

{long_qoute_1}

ما أكثر ما لفت انتباهك خلال اليومين الماضيين؟

- الحضور الواسع، خاصة من جيل الشباب الصحفيين فى مصر، وهو أمر جيد، والتفاعل خلال الجلسات كان ملحوظاً، وهو ما يعطى أملاً بأن هناك رغبة حقيقية فى التطوير والانتقال إلى الأفضل. أيضاً المناقشات خلال المنتدى كما ذكرت كانت جيدة ومتنوعة إلى حد كبير، واستمتعت بها.

كيف تستطيعون فى بريطانيا تحقيق التوازن بين حرية الرأى والالتزام بالمعايير المهنية والقواعد العامة؟

- حرية الرأى أمر ضرورى لممارسة الإعلام، لأن الإعلام يجب أن يكون حراً، ولا يخضع للقيود، لكن بلا شك هناك معايير مهنية محددة ومعروفة للجميع لا بد من الالتزام بها، وهذه المعايير والقواعد بمثابة قانون عام، وأى خروج عنها يحاسَب المسئول فوراً، مثل التشهير والسب والقذف، وتتم محاكمته. يجب أن يعرف الجميع أن حرية الرأى شىء، والخروج عن القواعد والمعايير المهنية شىء آخر. والإعلام فى كل مكان يحتاج إلى حرية رأى ومجال مفتوح، لكنه يحتاج أيضاً للتنظيم ومحاسبة المسئول الذى يرتكب خطأ يسبب الضرر للآخرين أو للمجتمع، ولا يخدم الحقيقة.

هل يمكن أن تتدخل الحكومة فى عملية تنظيم الإعلام؟

- لا، هذا غير مطلوب، بل سيؤثر على استقلالية وحرية الإعلام، لكن عملية التنظيم فى المملكة المتحدة مثلاً تقودها هيئة تنظيم الإعلام، وهى جهة مستقلة تماماً وبدأت عملها منذ عام ٢٠٠٣، وهى تعمل منذ هذا التاريخ كجهة منظِّمة، ولا تخضع الهيئة لمساءلة الحكومة أو البرلمان ولا توجد جهة تتدخل فى عملها، والقرارات تكون مستقلة وتهدف لخدمة الإعلام وتنظيمه وحماية القواعد العامة.

هل توجد لوائح منظِّمة للإعلام لديكم؟

- نعم بلا شك، لدينا لوائح تنظيمية وقوانين فى بريطانيا لتنظيم عمل الإعلام، وهى لا تتعلق بالدستور المنظِّم للعمل بالبلاد. هذه اللوائح تحقق حرية الإعلام وتحافظ على المعايير والقواعد العامة، كى يؤدى الإعلام دوره ورسالته دون أن يتم استغلاله أو استخدامه بطريقة خاطئة، أو دون أن يُلحق الأذى والضرر بالآخرين دون وجه حق.

ما نصيحتك لشباب الصحفيين؟

- أعتقد أن الشباب يعرفون جيداً ما يجب أن يقوموا به، لكن فيما يتعلق بالإعلام فالنصيحة الدائمة هى التدريب المستمر والتعلم المستمر، بهدف رفع المهارة والكفاءة بصفة دورية، ويجب ألا يتوقف أحد عن التعلم، أو يعتقد أن الأمر انتهى بالخروج من الجامعة. نصيحتى هى التعلم والتدريب والاهتمام بالقضايا التى تخدم المجتمع.