سعد الدين هلالى: الخطاب الدينى فاشل وأفرز إرهابيين والشعب سيجدده إذا لم يفعل الأزهر.. وأوصياء الدين صامتون حتى تمر الموجة

كتب: أجرى الحوار: عادل الدرجلى

سعد الدين هلالى: الخطاب الدينى فاشل وأفرز إرهابيين والشعب سيجدده إذا لم يفعل الأزهر.. وأوصياء الدين صامتون حتى تمر الموجة

سعد الدين هلالى: الخطاب الدينى فاشل وأفرز إرهابيين والشعب سيجدده إذا لم يفعل الأزهر.. وأوصياء الدين صامتون حتى تمر الموجة

أكد الدكتور سعد الدين هلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الخطاب الدينى الحالى ثبت فشله، وأسهم فى إفراز إرهابيين، ومخطئ من لا يؤيد تجديده، وأنه يحتاج إلى تعديل فورى، وهو ما طالب به الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ فترة. وأوضح، فى حواره لـ«الوطن»، أن الرئيس يتحدث فى هذه القضية بوعى تام وإدراك لما يقول. وقال: «إذا لم يتم إصلاح الخطاب الدينى على يديه فلن يُنادى أحد غيره حالياً بإصلاحه».

وحذر «هلالى» من تأخر الأزهر فى إصلاح الخطاب الدينى، وقال: «الشعب سيقوم بهذا الدور لأنه هو صاحب الحق الأول فى أمر دينه». وأضاف أن أصحاب المذاهب ليسوا أصحاب أديان، إنما هم أصحاب مدارس فكرية اجتهادية، ولا يوجد شىء اسمه فكر وسطى أو معتدل، وهى تسميات تسويقية لالتفاف الناس حول شخص معين، والصحيح تقديم الفكر للناس وتركهم يحكمون عليه، مطالباً بعودة اسم علم الكلام إلى علم العقيدة والفلسفة، بما يسهم فى إنهاء الوصاية الدينية. ولفت إلى أن تعددية الآراء الفقهية تُريح الناس، بخلاف أوصياء الدين الذين يقولون بالرأى الواحد لغسل مخ الناس، فى حين أن الرأى الفقهى عبارة عن «ظن» وليس يقيناً.

{long_qoute_1}

وعن قضية بناء الإنسان المصرى، أشار إلى أهمية اكتشاف الإنسان أولاً وتنمية مواهبه وتعظيم إنسانيته وتمكينه، وأن الصدق والأمانة هما أساس البناء الدينى.

وإلى نص الحوار..

ماذا تعنى مصطلحات «الرأى السليم والفكر المستنير والوسطى والمعتدل».. ما هى محددات كل مصطلح؟

- أولاً، أنا أرفض أن يحتكر أحد ما يعتقد أنه «فكر سليم ورأى مستنير ومعتدل»، فالاعتدال اعتدال مجتمعى، والوسطية وسطية مجتمعية، وكل إنسان يعبّر عن مكنون نفسه، وأصحاب العلوم كانوا قبل أن يكونوا كذلك لا يعلمون شيئاً، وكلنا وُلدنا لا نعلم شيئاً، ثم هيأ الله للإنسانية مجال التعلم، وهناك من سلك الطب وبات من أهل العلم فى تخصصه، وآخر سلك الإعلام، وآخر علوم الدين، وهكذا، وهى علوم متعددة وليست علماً واحداً، ومن ضمن هذه العلوم «علم الكلام»، وهذا هو اسمه الأصلى لمدة 1200 عام، لكن ما حدث منذ عقود قليلة تقريباً فى عام 1961، هو استحداث اسم جديد لهذا العلم، وأصبح اسمه علم العقيدة والفلسفة.

وما الأزمة فى تغيير الاسم.. وإلى أى مدى تؤثر على المجتمع؟

- علم الكلام اسم يوحى بأن القضايا التى ندرسها كلامية، إنما هى وجهات نظر، وبعد أن تغير اسمه إلى علم العقيدة، أصبحت هناك نزعة لدى من اقتنع بأحد الرأيين أن يكفّر الآخر أو يُفسِّقه، لأنه يرى أن الرأى الذى يؤمن به هو العقيدة، والآخر له عقيدة أخرى وليس مجرد كلام، وعندما يعود لهذا العلم اسمه الأصلى سيكون هذا من أسباب البُعد عن الوصاية الدينية وتكفير الآخر، وسيكون من أسباب قبول الآخر، فما من اتجاه إلا وهو اتجاه كلامى، ووجهات نظر، وهناك علم آخر اسمه «الفقه المذهبى»، وأصحاب المذاهب ليسوا أصحاب أديان، إنما هم أصحاب مدارس فكرية أو اجتهادية.

ماذا عن تاريخ المدارس الفكرية والاجتهادية فى الإسلام، وإلى مَن يرجع الفضل فى تأسيسها؟

- الإمام أبوحنيفة النعمان كان أول من أسس مذهب الفقه، وجعل له مدرسة، وكان قبله يوجد علماء يُدرِّسون فى المساجد أو أروقة العلم فرادى، دون أن يجعلوا لهذه المدرسة أو الحلقة منهجية مستمرة بعد موتهم، فإذا مات الإمام ماتت دروسه، وينتقل الناس لعالم آخر. وأبوحنيفة رأى ذلك وقرر أن يمنهج مدرسته، ويصطفى النوابغ من تلاميذه، واتفق معهم على أن المسألة التى تأتى يدرسونها، معاً ثم يعارضون بعضهم البعض، حتى إذا اختلفوا أثبتوا اختلافهم للأجيال المقبلة، وإن اتفقوا أثبتوا اتفاقهم، فنجحت المدرسة واستمرت إلى يومنا هذا، وتم تعميمها على العالم كله، ثم جاء الإمام مالك وأسس مدرسة أخرى، ومن بعده الشافعى.. وهكذا، فأصبحت هناك مذاهب متعددة. وهناك مذاهب ماتت، مثل المذهب الأوزعى، لعدم وجود تلاميذ تكمل مسيرته، والمدارس كانت تقدم نفسها على أنها مدارس فكرية تخدم المجتمع، ولم يقدم مذهب منهم نفسه على أنه «الوسطى»، أو «المعتدل». {left_qoute_1}

إذاً لماذا نرى هذه المصطلحات.. وما أسباب ظهورها حالياً؟

- هذه المسميات تسويقية، الغرض منها التفاف الناس حول شخص معين، والصحيح ألا أصف نفسى بشكل معين، بل أقدم فكرى وأدع الناس يحكمون عليه، والسيادة تكون للمتلقى الذى عندما يقتنع تظهر الوسطية، فالوسطية شعبية ومجتمعية، وليست فكرية لفلان أو فلان، وإلا سنعود إلى عصر الوصاية الدينية. وما أقوله أنا مجرد معلومات أعرفها اليوم، وحصّلتها من مراجع وكنت جاهلاً بها يوم وُلدت.

ما أهم ضوابط بناء الإنسان السليم دينياً؟

- يجب أن نتحلى بصفتين فى البناء، الصدق والأمانة، وهما ما كان يتحلى بهما النبى قبل أن يكون رسولاً. والصدق هو أن تحكى كل ما تعرفه، والأمانة تعنى أن تنسب كل قول لصاحبه، وتعددية الآراء تريح الناس، أما أوصياء الدين فيقولون بالرأى الواحد، ولولا تعدد الآراء الفقهية لظُلم الإنسان، والرأى الفقهى عبارة عن ظن وليس يقيناً، حتى لو كان بالإجماع، والمشايخ الذين يقدمون رأياً واحداً قطعياً، فإنهم يقومون بعمليات غسيل مُخ.

ما تقييمك للخطاب الدينى الحالى.. وكيف يمكن تجديده ليساير العصر؟

- الخطاب الدينى الحالى فاشل، ومن لا يؤيد تجديده مخطئ، ألا نجد فيه «الرجل ولىّ أمر المرأة»، هل هذا يُرضى أحداً! انظر لحبك لابنتك، وتخيل إن جاء زوجها وقال لها: «أبوكِ بعد الزواج ليس له ولاية عليكِ، وأنا القوّام عليكِ»، هل هذا يغضبك أم لا؟ لقد استمعت، منذ أيام، تسجيلاً لمفيد فوزى مع أحمد زكى، وسأله: «لماذا طلقت زوجتك؟». وكان رده مقولة خطيرة وهى: «سمعت الشيخ الشعراوى يقول إن المرأة إذا تزوجت فإن حق زوجها عليها أكثر من حق أبيها، وعليها أن تسمع وتطيع لزوجها»، وهذا هو الفهم للخطاب الدينى الذى ساد عند الناس، ولا أمانع فى طاعة المرأة لزوجها، لكنى فى ذات الوقت أطالب الزوج بطاعة زوجته، لأنها شريكة له فى حياته وليست أَمة، فالخطاب الدينى لو أقنع الناس بذلك لتحسّن المجتمع، أما الخطاب الذى يجعل المرأة أسفل الرجل ولا ولاية لها ولا سلطة ولا حق، فيهدم المجتمع ويظلم المرأة، كما أن الخطاب الدينى الحالى أفرز إرهابيين، فكيف نقدس الفتوى من أشخاص رغم أن الفتوى رأى بشرى، ولا يتم قبولها على أنها آراء بشرية قابلة للمناقشة.

وكيف نجدد الخطاب الدينى؟

- أريد أن يكون الخطاب الدينى خطاباً تعليمياً، لا تجنيدياً، فالناس يعرفون مصلحتهم الوطنية، والأزهر يدرّس كل المذاهب ويعلمها للطلاب، لكن عندما يخرج الطلاب إلى المنابر والإعلام، فإنهم يتحدثون برأى واحد، وهو الرأى الذى يقنعهم، ويخفون الآراء الأخرى، إما لعدم مذاكرتهم إياها أو نسيانهم لها، أو لعدم معرفتهم بها، إذاً هناك خطأ فى تقديم المعلومة للمُتلقين.

{long_qoute_2}

ما تفسيرك لوجود أصحاب فكر متشدد من خريجى الأزهر؟

- طالب الأزهر يتعلم الآراء كلها، لكن من يريد «التجنيد» لصالح الفكر الإرهابى ينتقى الرأى الذى يتناسب مع ذلك، ويروّج له على أنه الإسلام، بالتالى لو أننى أُجنِّد لحساب الإرهاب فسأُعلى آيات القتل، وأقول لك اقرأ «ابن كثير»، أما لو كنت أُجنِّد ضد الإرهاب فسوف أقول لك: «اترك آيات القتل وركز على العفو والصفح»، وأما لو كنت أبحث عن الاعتدال فيجب ألا نقول هذا الرأى أو ذاك، ولا أريد استخدام القرآن مع أو ضد، إنما أتحدث عن حقوق بشرية، فالدين يخص نفس كل شخص وعلاقته مع الله، ويجب ألا يُستخدم ككرة لهب أو تاج أمان لأحد، وكل إنسان مسئول عن دينه بينه وبين ربه، والعلاقة بين الناس وبعضهم أساسها الإنسانية وليس الدين، ورسول الله اشترى 30 صاع شعير من يهودى، ولم يكن يمتلك مالاً فأعطاه الدرع رهناً، وهنا سيدنا محمد اشترى كمُشترٍ، وليس بصفته نبياً، والبائع باع بصفته بائعاً وليس يهودياً، إذاً لا اعتبار للدين فى صفقات البيع، أو بين الناس وبعضهم، والاعتبار بالدين يكون بين العبد وربه.

ما رأيك فى الآلية التى تعمل بها بعض الجهات الدينية، خصوصاً القائمة على الفتوى؟

- إذا نظرنا إلى هيئة كبار العلماء، أو مجمع البحوث الإسلامية، أو أى مجمع فقهى، سنجد أن كلاً منها يضم عدداً من العلماء والأساتذة. ونظام عملهم حتى الآن قائم على عرض الموضوع ودراسته لمدة، ثم يجتمعون. والمنطق يقول إن كل منهم بذل قصارى جهده، وبالتأكيد استقل بنفسه ورأيه، ويقول ما يمليه عليه ضميره، فالمنطق هو الاختلاف حسب ما خلقنا الله، فمن أين يأتى هذا الرأى الوحيد للهيئة أو المجمع الذى يخرجون به علينا فيما يخص قضية معينة؟ يأتى من خلال التصويت على الآراء، والأكثر حظاً هو ما يتم إعلانه، فهل تصح إدارة العلم بالتصويت، هذه أكبر خطيئة تضيّع العلم، وتعطى إيحاء للناس بأن ما انتهى إليه التصويت هو حكم الله! أليس الواجب عليهم ألا يتم إخفاء الآراء، وعرضها كلها بنسب تصويتها، أو إلغاء التصويت نهائياً. {left_qoute_2}

وهل يمكن تغيير هذا الوضع، أم هناك صعوبات تعزز استمرار العمل به؟

- القانون الحاكم للمسألة يجب تغييره، وطالبت بهذا التعديل منذ 2008، وهناك اتجاه داخل الأزهر يرى أن وجود الرأى الواحد يريح الناس، لأن الناس فى نظرهم عوام أمام العلماء، وأنا أرفض وصف المصريين بأنهم عوام فى الدين، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف الناس بـ«عالم ومتعلم»، وليس بـ«عالم وأمى وعامى»، فإنهم يرون أن العامى إذا عرضنا عليه الرأيين سوف يلتبس عليه الأمر ولا يستطيع أن يدير نفسه ويرتبك. وبالتالى يقولون: إننا نقول له رأياً واحداً حتى نُعرِّفه الصواب ونسهّل عليه.

وما مدى قدرة أصحاب هذا الرأى على تنفيذه، خصوصاً فى مؤسسات الأزهر؟

- هم قادرون على تنفيذ رأيهم حالياً، وحتى لو كانت نسبة وجودهم وتأثيرهم 1% فهذا ليس معياراً، إنما المعيار هو «أى الآراء تُنفَّذ». وعندما تم تكليفى من وزارة الثقافة بعمل كتاب صغير عن المواجهة الدينية للإرهاب، قلت فى المقدمة: هل تظنون أننى أستخدم آيات القرآن الكريم التى تقف ضد الإرهاب! لو فعلت ذلك فإن الطرف المقابل سيأتى بالآيات القرآنية التى تدعو للقتل وملاحقة غير المؤمنين، ويواجهوننى بها. ولو استخدمت القرآن ضدهم، فإنهم سيستخدمون القرآن ضدى، وبناء عليه أريد أن أكون أميناً عند الناس وأقول لهم: لا يجوز أن يدخل القرآن الكريم بيننا، فالقرآن الكريم له فُهوم، والفهم الذى يقنعك التزم به بينك وبين الله، أما بينى وبينك فتكون الحياة والدنيا والإنسانية هى الحاكمة. من حقى أعيش، ومن حقك تعيش، وبالتالى يجب أن نترك الدين كاملاً، ولا يدخل فى صراعات بشرية وإنسانية، والوطن يُصان، ومن يدوس على الوطن يتم الرد عليه بما هو أهله، ولا علاقة لهذا بالدين، فمن يصلى فى الطريق ويعطله، لا أراه مصلياً، إنما مُعتدياً، ومن يقف فى الميدان ويحول دون حركة السيارات يعيق المرور، ولا أراه صاحب حق، وأصحاب الحق لهم أروقة الحق يتوجهون إليها، واستخدام الدين فى إقامة حقوق إنسانية مرفوض، فالدين جاء لإرضاء الله والحساب بين العبد وربه، وليس من أجل حقوق دنيوية.

وكيف تتابع اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتجديد الخطاب الدينى والاهتمام ببناء الإنسان؟

- عاصرت حكام مصر، بداية من جمال عبدالناصر حتى الرئيس «السيسى»، ولم يتحدث أحد فى أمر الخطاب الدينى سوى الرئيس «السيسى»، وهو يتحدث بوعى بما يقول، وأن الدين لله، والدين يجب أن يكون سبباً فى تقارب الناس واستيعابهم لبعضهم ولا يكون سبباً فى النزاع، لأن الدين منسوب لله. الله خلقنا ليرحمنا، وعلينا أن نقضى على الطائفية والمذهبية وأن يكون الدين لله، «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعاً»، والرئيس السيسى يعى هذا الأمر، وأعتقد أنه لو لم يتم تغيير وإصلاح الخطاب الدينى على يده، فلن يكون هناك من ينادى بإصلاح الخطاب الدينى من بعده، وسيعلو صوت الأوصياء الدينيين، وهم اليوم ساكتون وكأنهم يقولون للموجة العالية «مُرّى»، حتى إذا مرت رفعوا رؤوسهم، وهم يبيتون لمرور دعوة الإصلاح التى يطالب بها الرئيس، ولو مرت دون إجراءات رسمية وفاعلة لإصلاح الخطاب الدينى، سوف يعودون.

وكيف تقيّم الإنسان المصرى وفق ظروف المجتمع الذى نعيش فيه؟

- الإنسان المصرى بخير وزيادة بفضل الله، ورأسه مرفوع أمام العالم. وعندما يذهب إلى أى دولة يُجله الكل، وأنظر إلى الإنسان المصرى فى الفترة من 2012 إلى 2018 كعبقرى، ويتساءل العالم: كيف استطاع أن يُفلت من مؤامرة الشرق الأوسط الكبير، ويقف أمام من أراد به شراً، وأن تكون هناك حروب أهلية، وتغلّب على الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، والمسلمين والمسلمين، فالإنسان المصرى مهما كان وضعه الاقتصادى صعباً، فإن كرامته أهم، والأوضاع الاقتصادية ستكون أفضل خلال شهور، وإن كان هناك بعض الشكوى، فإن مصيرنا كان «الموت لو استمر حكم الإخوان».

{long_qoute_3}

ما مضارّ الخطاب الدينى الحالى على المجتمع.. خصوصاً العلاقات الأسرية؟

- الخطاب الدينى الحالى يُشيع أن الزوج إذا تلفّظ بلفظ الطلاق الصريح فإنه يقع عند الله، مع أنه تزوج بصفة رسمية عن طريق مأذون فى عقد تم من 3 أطراف «زوج وزوجة ودولة ممثلة فى المأذون»، والطبيعى أن يكون الفك بوجود الثلاثة، وليس طرفين فقط، وكثير من الشباب متدين، وعندما يخرج لفظ الطلاق من فمه يعتقد أن الله قد حسبها، ويطلق زوجته، فلو وصل لفكر الشيخ الذى أفتى بوقوع الطلاق أنه يعيش عصر التوثيق، وبالتالى يجب التوثيق للطلاق، لما أصدر الفتوى، وأنا أطمئن الشباب بأن من يتزوج بشكل رسمى، عليه أن يطلّق بشكل رسمى كذلك إذا أراد، وأى شىء خلاف هذا فهو لغو وليس طلاقاً، وهذا ما يتم منذ أول أغسطس 1931 مع إصدار قانون توثيق عقود الزواج، وقبل هذا التاريخ كانت النساء يعاملن معاملة الإماء، والخطاب الدينى اعتبر المرأة سلعة وليست شريكة، والشيعة منهجهم «أطعم الفم والفرج» لأن عندهم زواج المتعة مفتوح، فإذا حذفت مثل هذه الفتاوى سوف ينتهى الشيعة، نحن نعيش فى عالم يقدم الفتوى على أنها دين!!

وماذا عن تأثيره على الفتوى؟

- الفتوى رأى بشرى، وليست كما يقول البعض «كشف لمراد الله، من أطاعها أطاع الله، ومن خالفها تعرّض للعقاب يوم القيامة». أليس من حق صاحب الفتوى أن يرجع فى فتواه؟ الشافعى رجع، والأزهر رجع فى فتوى، ألم يقل الأزهر إن ختان الإناث واجب، ثم قال فى 2008 إنه حرام، ألم يقل الأزهر فى الخمسينات إن فوائد البنوك حرام، وفى الثمانينات قال إنها حلال؟ الفقيه من حقه أن يجتهد أو أن يرجع عن فتواه، فأين اكتشاف أمر الله إذاً، فهل الله عز وجل «يرجع فى كلامه»؟ أستغفر الله، فالفتوى ليست كشفاً لمراد الله، وإنما هى كشف لقناعة صاحبها.

اقرأ أيضًا:

حوارات الهوية «الوطن» تناقش مع خبراء ومتخصصين آليات بناء الإنسان واستعادة الهوية المصرية

عالم المصريات: الدولة تسير بسرعة فى إصلاح صحة الجسد وتسعى لبناء الجانب الفكرى ولكن ينقصها الحزم فى التطبيق

 


مواضيع متعلقة