علماء يكتشفون دور الهلوسة في القضاء على العبودية

كتب: صفية النجار

علماء يكتشفون دور الهلوسة في القضاء على العبودية

علماء يكتشفون دور الهلوسة في القضاء على العبودية

عندما يخلد الإنسان إلى نومه، قد يرى أشياء غريبة، ويفكر في أحداث مر بها لا سيما إذا كان مُتعب أو يعاني من ارتفاع درجة حرارة جسمه، فحيئذ تكثر الهلوسة بشعور الفرح الطاغي أو السعادة المفرطة أو اللذه الخالصة، أو ربما أمور خيالية لا يستطيع إدراكها.

ومنذ القدم اهتمت الأديان بظاهرة الهلوسة وكانت حريصة على عدم إخضاعها للعلم والتجربة البحثية بهدف أنها ذات طابع روحاني، فقد عرفتها المسيحية باسم "الحب الإلهي" والبوذية باسم "ساتوري"، ولأن الهلوسة كانت ظاهرة تحاط بالغموض دائمًا، فكان البعض ينظر إليها على أنها مما وراء الطبيعة، نتيجة لعدم فهمها إلا فى أضيق الحدود، فيما يصفها آخرون بأنها جنون نظرًا لأنها تخضع لمواصفات الصحة العقلية الحضارية التي نتعرض إليها بصفة يومية.

ومع التقدم العلمي سمح لإخضاع بعض الطقوس الدينية للبحث العلمي مثل الصلاة الهندوكية وتطوحات الدراويش وغيبوبة الصوفيين وتدريبات اليوجا المعقدة، فأصبح للهلوسة معناها الجديد فأصبحت أداة للتعرف على أساليب رفض العبودية المطلقة التي يفرضها علينا محيطنا في لحظة ما، واكتشف لها العلماء عقار يسمى "ليسير جيك أسيد دياثيلايد" واختصاره "ال اس دى"حسبما ذكر راجي عنايت في كتابة "عجائب العقل البشري" الصادر عن دار الشروق.

وأوضح العلماء أن الهلوسة تكشف لنا أهم مظهر من مظاهر التحرر عندما تزيح كل الحواجز والعوائق في المخ، وتنحيها جانبًا، فهي أفضل استثمار للمخ لإخفائها عالم كامل من المعرفة والممارسة مازلنا حتى الآن على مشارفه.

وهناك فرق كبير بين الأوهام والهلوسة التي تحدث في عمق النوم، بينما تحدث الأوهام في اليقظة، وهذا لا يعني أن هناك أنواعًا من الهلوسات بعيدة عن فترة النوم، غير أن الارتباط الأكبر للهلوسة وتفسيرها ظل متعلقًا بعالم المنام، إلا أن هلوسة النوم هي الأكثر شيوعًا.

وتصنف الهلوسة إلى نوعين: الهلوسة  hypnogogia وتحدث قبل النوم مباشرة وقد تكون مصحوبة بشلل النوم، وهي حالة يصعب فيها تحريك أطراف جسم الإنسان، رغم أنه يكون بكامل وعيه، وغالبًا ما يتسبب الشلل قبل النوم في الشعور بالخوف، أكثر من حالة الشلل أثناء النوم، الذي يكون جزءًا من الحلم ويصحبه صعوبة في التنفس مع ضيق في العضلات.

أما النوع الثاني من الهلوسة فهو hypnopompia وتحدث عند الاستيقاظ ويكّون الشخص فيه بقايا النوم والأحلام، ويمكن أن تكون مصحوبة أيضًا بشلل النوم الذي يكون أكثر شيوعًا مع هذا النوع الثاني من الهلوسات.

يمكن للهلوسة أن تسبب الارتباك لأن الشخص لا يمكنه تمييز ما يراه في الهلوسات عن الواقع، حيث تبدو الخيالات التي يراها الإنسان كما لو أنها حقيقة في المخ، على عكس الحلم الذي يفهمه الشخص فور استيقاظه من النوم.

كما أن الأحلام قد تنسى بمجرد الاستيقاظ من النوم، لكن الهلوسة تبقى لفترة أطول، وقد تتسبب في حالة نفسية من الذعر أو الخوف لأنها تتضمن صورًا مرئية واضحة ومعقدة، قد تكون مشوهة أو لا معنى لها واقعيًا، يصعب تلاشيها أثناء اليقظة ويعمل الفرد على استرجاعها بشكل لاإرادي.


مواضيع متعلقة