تاريخ من «الكرامات» يحفظه الرواد.. «بركاتك يا برهان الدين»

كتب: سمر عبدالرحمن

تاريخ من «الكرامات» يحفظه الرواد.. «بركاتك يا برهان الدين»

تاريخ من «الكرامات» يحفظه الرواد.. «بركاتك يا برهان الدين»

«مدد يا برهان الدين.. مدد يا أبوالعينين.. مدد يا سيدنا إبراهيم»، عبارات محفورة فى أذهان المصريين والطرق الصوفية والدسوقية والبرهامية، لسيدنا إبراهيم الدسوقى الذى نُسب إليه عدد من الكرامات، منها توجه أحد تلامذته إلى الإسكندرية لقضاء شىء من السوق لشيخه، فتشاجر أحد التجار مع الرجل، فاشتكاه التاجر إلى قاضى المدينة، وكان هذا القاضى ظالماً يكره الأولياء، حسب الرواية، ولما علم أن خصم البائع من أتباع إبراهيم الدسوقى أمر بحبسه وإهانته، فأرسل التابع إلى الشيخ يستغيث به من ظلم القاضى، فكتب الشيخ الدسوقى رقعة وأعطاها لرجل من أتباعه، وأمره بتسليمها للقاضى، فلما وصلت الرقعة إلى القاضى، جمع أصحابه وأخذ يستهزئ بحامل الورقة وبما فيها، حتى وصل به الحال إلى سب الشيخ، ثم أخذ يقرأ الورقة على أصحابه، فلما قرأها قضى نحبه إذ شهق فمات.

ولسنوات طويلة ظل المصريون يحتفظون له بعدد من الكرامات، يذهبون لزيارته فى كل الأوقات، يقطعون المسافات لزيارة مقام مؤسس الطريقة الدسوقية، وأحد أقطاب طرق التصوف الأربع فى العالم الإسلامى، صاحب النسب الشريف، العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى، الذى ينتهى نسبه من جهة أبيه للإمام الحسين بن على بن أبى طالب، وفاطمة الزهراء بنت المصطفى، صلى الله عليه وسلم، حيث حفظ القرآن الكريم وتفقه على مذهب الإمام الشافعى وعشق الخلوة منذ صغره ودخلها للتعبد وهو ابن 3 سنوات وخرج منها لمريديه وهو ابن 23 عاماً وسطع نجمه فى العلوم والمعارف وانتشرت طريقته حتى وصل صيته إلى كل أرجاء البلاد، منذ أن ترك الخلوة وتفرغ لتلاميذه.

{long_qoute_1}

ولد «الدسوقى»، عام 653 من الهجرة، الموافق 1255 من الميلاد، بمدينة دسوق، وفقاً للأئمة، الشعرانى والمناوى والنبهانى، وعاش من العمر 43 عاماً، ويتردد أن الإمام الدسوقى أقام بخلوته بدسوق عشرين سنة فى انفراد مع ربه قانتاً متبتلاً يسبح فى بحار القرب، ولما مات دُفن بمدينة دسوق محل مولده.

وللإمام يقام احتفالان كل عام، أحدهما فى شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبى، والثانى فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، ولقبه محبوه ببرهان الدين وأبى العينين، وهما «عين الشريعة وعين الحقيقة»، وكانت له صلات وثيقة بالسيد أحمد البدوى وتبادلا الرسائل بواسطة مريديهما، حيث يقصده آلاف المريدين من كل حدب وصوب فى هذه الأيام من كل عام، يأتون إليه ليتبركوا به كأحد أولياء الله الصالحين يسكبون دموعهم ويشكون همومهم على عتبات آل البيت، حيث يستمر الطواف حول مقام الولى، منشدين بعض أشعار الصوفية، ومرددين كلمة «مدد يا سيدى أبوالعينين»، سيدات جئن ليبحن بأسرارهن، ورجال جاءوا من أقصى الجنوب، ليوفوا بنذورهم، فيكلفوا أنفسهم؛ توسماً فى أن يفك الله كرباً ما، أو يستجيب لدعوة ما، كما تجد من يطعم الفقراء، ومن يوزع الأموال على المحتاجين، وفتيات يتبركن بقطب الأقطاب، متمنيات الستر وابن الحلال».

ويتوافد على المقام فى كل عام آلاف من المواطنين من دول العالم المختلفة ورجال دين وكوادر الصوفية وفنانين، تزامناً مع بدء أسبوع الاحتفالات، حيث تشهد دسوق استعدادات مكثفة لاستقبال نحو مليون زائر من مريدى مولد سيدى إبراهيم، الذى يُعد واحدة من أكبر المناسبات الدينية فى مصر، ومصدر رزق لعشرات البائعين، كما أن شوارع مدينة دسوق تتحول إلى مخيمات لاستقبال الوافدين من الدول العربية، فضلاً عن تجهيز استراحات فى المدارس والوحدات السكنية الحكومية للضيوف، وسط إجراءات أمنية مشددة تحت إشراف اللواء فريد مصطفى، مدير الأمن، الذى وضع خطة مُحكمة لتأمين الاحتفالات، تشمل تركيب عشرات كاميرات المراقبة والدفع بمئات الضباط والأفراد، ونشر الشرطة السرية فى الشوارع المجاورة.


مواضيع متعلقة