فى ذكرى مولده.. أشهر حكايات المريدين عن الدسوقي "سيدي أبوالعنين"

فى ذكرى مولده.. أشهر حكايات المريدين عن الدسوقي "سيدي أبوالعنين"
- الإمام الشافعي
- الاحتفالات الدينية
- كفر الشيخ
- دسوق
- مولد الدسوقي
- الإمام الشافعي
- الاحتفالات الدينية
- كفر الشيخ
- دسوق
- مولد الدسوقي
يقصده الآلاف من المريدين من كل حدب وصوب في هذه الأيام من كل عام، يأتون إليه ليتبركون به كأحد أولياء الله الصالحين يسكبون همومهم على عتبات آل البيت، ويظلون في الطواف حول مقام الولي، منشدين بعض أشعار الصوفية، ومرددين كلمة "مدد يا سيدى أبو العنين"، سيدات جئن ليبحن بأسرارهن، ورجال جاءوا من أقصى الجنوب، ليفوا بنذورهم، فيكلفوا أنفسهم؛ توسمًا في أن يفك الله كربًا ما، أو يستجيب لدعوة ما، كما تجد من يطعم الفقراء، ومن يوزع الأموال على المحتاجين، وفتيات يتبركن بقطب الأقطاب، متمنين الستر وابن الحلال.
الشيخ إبراهيم الدسوقي، مؤسس الطريقة الدسوقية، وأحد أقطاب التصوف الأربعة في العالم الإسلامي، اسمه إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد ولد عام 653هـ، الموافق 1255م، بمدينة دسوق، وفق الإمام الشعراني والإمام المناوي والعارف النبهاني، في كتابه "الطبقات الكبرى"، عاش من العمر 43 عاماً، ويتردد أن الإمام الدسوقي أقام بخلوته بدسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتا متبتلا يسبح في بحار القرب، وله احتفالان سنوياً، أحدهما في شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبي، والثاني في أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذي يُعد من أكبر الاحتفالات الدينية في مصر.
ينتهي نسبه من جهة أبيه للإمام الحسين بن على بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت المصطفى -صلى الله عليه وسلم، وحفظ القرآن الكريم وتفقه على مذهب الإمام الشافعي وعشق الخلوة منذ صغره ودخلها للتعبد وهو ابن 3 سنوات وخرج منها لمريديه وهو ابن 23 عاما وسطع نجمه في العلوم والمعارف وانتشرت طريقته حتى وصل صيته إلى كل أرجاء البلاد، منذ أن ترك الخلوة وتفرغ لتلاميذه، حسبما جاء في كتاب "الحقائق" لأحمد عز الدين خلف الله.
"الدسوقى"، لقبه محبيه ببرهان الدين وأبا العينين وهما "عين الشريعة وعين الحقيقة"، وكانت له صلات وثيقة بالسيد أحمد البدوي وتبادلاً الرسائل بواسطة مريديهم وقيل إنه حدث صِدام بين الدسوقي والملك الأشرف خليل بن قلاوون بعد توليه حكم مصر، بسبب فرض الحاكم المزيد من الضرائب الغير مبررة على رعايا الدولة، فبعث له الدسوقي رسائل ينصحه فيها ويزجره ويطلب منه الرحمة بالناس وإقامة العدل، فوشوا بالدسوقي عند السلطان، وأغروه بقتله حتى لا يُحدِث فتنة في البلاد، فبدأوا بإرسال طرد عبارة عن شهد مسموم كهدية من السلطان للدسوقي، فتسلم الدسوقي الهدية ثم جمع فقراء المدينة، وقال لهم:"هذا شهد إن شاء الله تعالى، كُلوه ولا مبالاة بإذن الله". فأكله الفقراء ولم يؤثر في أحد.
ومن الكرامات المنسوبة إليه فى كتاب "الحقائق"، أن أحد تلامذته توجه إلى الإسكندرية لقضاء شيء من السوق لشيخه، فتشاجر أحد التجار مع الرجل، فاشتكاه التاجر إلى قاضي المدينة، وكان هذا القاضي ظالما يكره الأولياء -حسب الرواية-، ولما علم أن خصم البائع من أتباع إبراهيم الدسوقي أمر بحبسه وإهانته، فأرسل التابع إلى الشيخ يستغيث به من ظلم القاضي، فكتب الشيخ الدسوقي رقعة وأعطاها لرجل من أتباعه، وأمره بتسليمها للقاضي، فلما وصلت إليه الرقعة جمع أصحابه وأخذ يستهزئ بحامل الورقة وبما فيها، حتى وصل به الحال إلى سب الشيخ، ثم أخذ يقرأ الورقة على أصحابه، فلما قرأها قضى نحبه، إذ شهق فمات، وفي رواية أخرى، عندما وصل إلى قول الشيخ: (إذا أوترن ثم رمين سهما)، خرج سهم من الورقة فدخل في صدره وخرج من ظهره فوقع ميتا".
ودُفن الدسوقي بمدينة دسوق محل مولده، والتي لم يغادرها في حياته إلا مراتٍ معدودة، وأقام أهل المدينة بعد ذلك على ضريحه زاوية صغيرة، وتوسعت شيئاً فشيئاً فتحولت الزاوية إلى مسجد من أكبر مساجد مصر، والذي يُعرف حالياً بمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي ويزوره سنوياً أكثر من مليون زائر، وسط إجراءات امنية مشددة.