"إسرائيل" في مرمى المنظمات الحقوقية وسط صمت أمريكي على جرائم الاحتلال

كتب: سلمان إسماعيل

"إسرائيل" في مرمى المنظمات الحقوقية وسط صمت أمريكي على جرائم الاحتلال

"إسرائيل" في مرمى المنظمات الحقوقية وسط صمت أمريكي على جرائم الاحتلال

"أخي المواطن في كل وادي من شعب عربي كافح وعيش.. نار الخديعة بتطفي روحها ونارك انت مابتنطفيش"، لم تكن هذه مجرد كلمات صدح بها موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب، في الأوبريت الخالد "صوت الجماهير"، لكن نار الكراهية التي تسري في قلب الكيان القائم بالاحتلال "إسرائيل"، لم تتوقف عن حلمها الخبيث بحرق كل أخضر في العالم العربي، فرصاص قوات الاحتلال لا يفرق بين مسلم ومسيحي أو حتى ملحد، من المشاركين في مسيرات العودة لنحو 7 أشهر، فضلًا عن تاريخ حافل من المجازر والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني المقاوم، والذي يواجه أطول احتلال عرفه التاريخ.

آخر هذه الجرائم كان اعتداء جنود الاحتلال على رهبان وشمامسة في ساحة كنيسة القيامة بمدينة القدس المحتلة عقب تنظيم بطريركية الأقباط الأرثوذكس وقفة في ساحة كنيسة القيامة بمدينة القدس، الأربعاء، احتجاجاً على رفض السماح للكنيسة بتنفيذ أعمال ترميم داخل موقع "دير السلطان".

{long_qoute_1}

قال الدكتور حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن ما اقترفته قوات الاحتلال ينطوي على عدد من الجرائم، أولها الاعتداء على الحق في الملكية؛ فهذا الدير مملوك للكنيسة القبطية المصرية، ولا يحق لإسرائيل التصرف بهذه الهمجية مع الرهبان والشمامسة.

وأضاف أبوسعدة لـ"الوطن"، أن الوجه الآخر للجريمة هو انتهاك الحق في الحرية والأمان الشخصي، على من تمسكوا بديرهم وكنيستهم، كما يعد إهانة للمعتقدات، وانتهاك جسيم لحرمة دور العبادة.

وعن صمت الولايات المتحدة حتى اللحظة، قال: "علينا أن ننتظر لبعض الوقت قبل أن نحكم على الموقف الأمريكي، لأنه المفترض أن دستور الولايات المتحدة، يلزمها باحترام الحقوق الأساسية وعدم الاعتداء على الأديان، ولا يمكن إغفال أنها ساهمت في كتابة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وننتظر شجبها حتى لو كانت إسرائيل هي من أخطأت".

{long_qoute_2}

وهاجم علاء شلبي، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، نظام الاحتلال العنصري. وقال "شلبي"، لـ"الوطن"، إن الفلسطينيين يواجهون آخر استيطان عنصري في العالم، وأن دولة الاحتلال لا تحترم دين أو إنسانية، ولا أي شيء نبيل في هذا العالم، وتخالف القواعد المتعارف عليها عالميًا، وتعادي كل القيم التي اتفقت البشرية على احترامها.

وأشار الأمين العام للمنظمة العربية، إلى أن "تل أبيب" لن تتوقف عن الانتهاكات بحق الفلسطينيين العزل، ولا يهمها لو أن العالم كله استنكر جرائمها الوحشية؛ لأن الولايات المتحدة التي تصور نفسها على أنها راعية حقوق الإنسان في العالم توفر لها مظلة حماية مطلقة، كان آخرها انسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على خلفية انتقاده لانتهاكات الاحتلال.

وأوضح شلبي، أن الصهيونية الحاكمة في دولة الاحتلال ليس لها علاقة بالديانة اليهودية، لأنها عنصرية، بينما الدين أمر مختلف جدًا، والحرب ليست دينية، بل هو عدوان على الأرض، سينتهي كما انتهت الحملات الصليبية واندحرت في النهاية لأنها غريبة ودخيلة. لافتًا إلى أن العقيدة الصهيونية تنص على أن "العربي الطيب هو العربي الميت"، وكلمة العربي الطيب لا تفرق بين مسلم أو مسيحي، ولا تنظر للجنسية أو القومية والعرق، فالكل في نظرهم أعداء يجب قتلهم.

{long_qoute_3}

وقال سعيد عبد الحافظ، رئيس ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تأت بجديد، فهي دولة عنصرية منذ نشأتها، ليس فقط ضد المسلمين أو ضد العرب، بل ضد الأقباط وأماكن عبادتهم، وهذا يعكس رفض الاحتلال لكل ما هو مخالف له في العقيدة الصهيونية.

وأكد عبد الحافظ لـ"الوطن"، أن أهمية ما قامت به قوات الاحتلال من تصرفات همجية ضد آباء وكهنة دير السلطان، أنه وضع المنظمات الحقوقية الدولية على المحك، حيث أن هذا التصرف في جوهره هو انتهاك لكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وفي القلب منها الحق في ممارسة الشعائر.

وتابع: "ننتظر إدانة المنظمات الدولية ولجان الأمم المتحدة المعنية لهذه التصرفات الحمقاء لخطورة ما تمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين، خاصة أن الولايات المتحدة ستلتزم الصمت بعد أن ساعدت إسرائيل في ابتلاع القدس، ولن تحرك ساكنا تجاه هذه الانتهاكات، لأن هذا ما اعتدناه من الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وآخرها الانحياز الواضح من رئيسها الحالي دونالد ترامب، تجاه المصالح الضيقة لدولة الاحتلال".


مواضيع متعلقة