مبدأ «توحيدة باشا» فى الحياة: الضحكة تهون أى جراح

مبدأ «توحيدة باشا» فى الحياة: الضحكة تهون أى جراح
- الست المصرية
- مشاكل الحياة
- آلام الجسد
- توحيدة باشا
- أكل العيش
- الست المصرية
- مشاكل الحياة
- آلام الجسد
- توحيدة باشا
- أكل العيش
تميزها ضحكة طفولية، تقهقه حتى تظهر أسنانها التى سقط معظمها بفعل الزمن، تضع يدها على وجهها خجلاً، ثم تؤكد أن الضحك هو الوقود الذى تستمد منه طاقتها، لمواصلة عملها داخل الدكان الذى تبيع فيه البيض.
لا أحد فى منطقة المغربلين لا يعرف توحيدة باشا جرجس، السيدة التى تجاوزت الـ70 عاماً، وما زالت تعمل من أجل الإنفاق على نفسها بعد مرض زوجها، يعرفها معظم السكان بصفات الطيبة والجدعنة، وقفت إلى جانب زوجها بعد عدم قدرته على النزول وفتح الدكان، أصبح عمره 80 عاماً، فحلت محله فى البيت والعمل: «أول لما قال لى مش قادر أفتح الدكان نزلت أنا على طول، لما الراجل يتعب لازم الست تشيل».
تجلس وسط كراتين البيض، من السابعة صباحاً، وحتى السابعة بعد المغرب، تحكى مع زبائنها السيدات طوال جلستها، يضحكن كثيراً، يتحدثن عن حالهن وعن تعبهن فى الحياة: «العيشة كلها تعب ومحدش مرتاح، لكن الست المصرية قوية من عند ربنا هو اللى سندنا، الحمد لله». تعمل «توحيدة باشا»، منذ عشرات السنوات، زوجت بناتها الأربع، وتبقى بنت لم تتزوج، طوال الوقت تحمل همّ أسرتها، حتى ابنها الذى تخرّج وأصبح معتمداً على نفسه مادياً، لكن مسئوليتها لا ولم تمنعها من الضحك على أبسط المواقف، أو على نكتة قالتها زبونة أثناء شراء بيض منها: «الضحك ده هو اللى بيقوينى على مشاكل الحياة، الدنيا بتحاربنى بقسوتها، وأنا باحاربها بالضحك».
إذا مرضت يوماً تنزل للعمل وتتغاضى عن آلام الجسد الذى أنهكه العُمر، وإذا قال لها أحد الزبائن، إنها فى حاجة إلى الراحة، تقول: «البيوت يا ابنى محتاجة للشغل وعاوزة مصاريف، لازم أشتغل كتير علشان أقدر أكفى بيتى». أفضل أيامها خلال العام، هى الأيام التى تسافر فيها إلى قرية البدارى بأسيوط، تذهب كل عام أو عامين، حسب الظروف: «باحب أهلى فى الصعيد ومش باحلم غير بالستر والصحة ليا ولجوزى وعيالى وكل الناس».