فكرة من المعتقل وترجمة إنجليزي.. منتدى شباب العالم من وحي كتاب "حنا"

كتب: سلوى الزغبي

فكرة من المعتقل وترجمة إنجليزي.. منتدى شباب العالم من وحي كتاب "حنا"

فكرة من المعتقل وترجمة إنجليزي.. منتدى شباب العالم من وحي كتاب "حنا"

أيقونة فكرية ولُدت خلف القضبان وتوالت عليها السنين لتصل أفكارها وأطروحاتها إلى شباب من مختلف دول العالم، ويكون محتوى كتاب "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية"، رؤية مستوحاة في المحور الرئيس في فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم حسبما قررت إدارته، والتي تنظم في مدينة شرم الشيخ "أرض السلام" في الفترة من الثالث حتى السادس من نوفمبر المقبل.

"ثمرة جهد فكري عبر سنوات طويلة ظلت تنمو تدريجيًا"، بداية ما كتبه المفكر السياسي المصري ميلاد حنا عن كتابه، الذي تشكلّت فكرته "في لحظات الخلوة مع النفس خلال فترة الاعتقال في سبتمبر 1981".

داخل سجن المزرعة الذي اجتمع فيه مع مجموعة من السياسيين، وكان حينها هو أحد قيادات حزب التجمع، بدأت تتبلور فكرة كتابه، خاصة أن صدامه مع الرئيس الراحل أنور السادات جاء بعد جملة الأخير الشهيرة "أنا رئيس مسلم لدولة إسلامية" ما دفع حنا للرد عليه بكتاب "مصر لكل المصريين" ليتصاعد الصدام لاعتقاله، حسبما ذُكر في الفيلم التسجيلي الذي أخرجته مكتبة الإسكندرية عن المفكر المصري قبل 5 أعوام.

الغرض الرئيسي من الكتاب ليس فقط عرض الأوجه الأساسية لانتماءات المصري التاريخية والجغرافية، بقدر ما هو تحليل للتركيبة الثقافية للمصري في العصور الحديثة، وكيف أنه متأثر بتاريخه وموقعه، متناولًا مصر الفرعونية والقبطية والرومانية اليونانية والإسلامية، والتي ذابت حضاراتها لتتشكل ملامح الهوية المصرية والتي انسجمت بدورها مع مكانة القاهرة العربية والأفريقية ووقوعها بالبحر المتوسط، لتمتزج سبع سمات بالهوية المصرية.

رحلة الكتاب من نفاذ أول إصدار وحتى طبعته الخامسة وترجمته، رصدها حنا في مقدمة الطبعة الخامسة لكتابه، الذي نُشر لأول مرة كأحد كتب دار الهلال الشهرية ـ عدد يناير 1989 ولما نفد في مدة وجيزة أعادت دار الهلال نشره كأحد إصداراتها في طبعة ثانية بعد تنقيحها وزيادتها وتغيير قطعها وغلافها في يناير 1990، ثم طبعة ثالثة في ديسمبر 1992، واستمر الطلب على الكتاب ما دفع الدار لإصدار طبعة رابعة عام 1997 كما قامت الهيئة العامة للكتاب بطبع ونشر طبعتين باللغة الإنجليزية عامي 1994 و1997.

وجاء في مقدمة الطبعة الخامسة أن لجنة التحكيم لجائزة سيمون بوليفار الدولية اعتبرت هذا الكتاب أحد الأعمال الثقافية التي تدعم التعددية في مصر ومن ثم جاء أهمية أن تصدر الطبعة، وأرجع السبب في حماسه لتلك الطبعة أن هيئة التحكيم قد أشارت في حيثياتها إلى هذا الكتاب تحديدًا واعتبرته عملًا فكريًا متميزًا، يدعو إلى الوفاق والوئام في مجتمع متعدد الأديان، ومن هنا رغبت دار "نهضة مصر" في أن تجعل الكتاب متاحًا على نطاق واسع باللغة العربية، توطئة لأن يعاد نشره مترجمًا باللغة الإنجليزية، وكان هناك اتجاه للتفكير في نشره مترجمًا باللغة الإسبانية، وتوالت طبعاته حتى السابعة.

الكتاب مقسّم إلى 8 فصول حيث تناول الفصلين الثالثت والرابع الأعمدة السبعة للشخصية المصرية بينما ذيله بنظريات حول الانتماءات ومخاطر ضمور الخصوصية الثقافية القبطية،وهو الفصل الذي أُضيف معالطبعة الخامسة، والحديث عن سيمون بوليفار محرر أمريكا اللاتينية وكذلك الجائزة الدولية التي تحمل اسمه وحصل عليها حنا.


مواضيع متعلقة