"بجملة من حارس قبر الرسول".. اعتزل حسن عابدين الفن وطلب نصح الشعراوي

04:05 م | السبت 20 أكتوبر 2018

فنان اتسمت أعماله بالاحترام ونبل الهدف وتقديم رسالة هادفة للمجتمع، فهو نموذج فني لن يتكرر مرة أخرى بسهولة سواء في المسرح أو التلفزيون، إنه الفنان حسن عابدين رجل صاحب أدوات خاصة لم يستطع غيره أن يملكها، ولكن للأسف لم ينل حظه من النجومية إلا في سن متأخرة، وتحل اليوم الذكرى الـ88 لميلاده.

لم يستطيع استكمال دراسته الجامعية بسبب حكم والده الذي خشي أن يلتحق بمعهد التمثيل، لذلك راح "عابدين" ينتقل بين فرق التمثيل التابعة لقصور الثقافة، حتى انضم إلى المسرح العسكري ومن بعده التحق بفرقة "يوسف وهبي"، وقدم خلال مشوراه الفني العديد من الأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية، إلا أنه اعتزل الفن لأسباب خاصة.

وأكد خالد، نجل الفنان حسن، خلال تصريحات صحفية سابقة له، أن والده اعتزل الفن أثناء تقديم مسرحية "عش المجانين" مع الفنان محمد نجم، إذ سافر لأداء العمرة، وهو واقف على قبر الرسول شاهده أحد الحرس هناك، فقال له أحدهم "إبعد من هنا أنت ممثل فذهب وهو يبكي وتأثر بهذا الموقف وعاد من هناك وقد قرر الاعتزال، وكان لا يفعل شيئا سوى الذهاب للمسجد عند كل صلاة".

وقال لمحمد نجم "ابحث عن ممثل غيرى وأنا سوف اشتغل أي عمل آخر، إلى أن جاءه صديفه الفنان إبراهيم الشامى، وقال له نذهب إلى الشيخ الشعراوي ونستفته والذى يقوله ننفذه، وبالفعل ذهب إلى الشيخ وأصبح من وقتها تربطهم علاقة قوية وقال له "اجتهد أن تقدم شيئا نافعا للناس وقدم لهم نصيحة حسنة"، وجاءت لهما فكرة إنشاء المسرح الإسلامي ولكنها لم تكتمل.

ذلك الرجل الذى نال شهرة كبرى في الدراما التليفزيونية وهو في العقد الرابع من عمره في مسلسل "فرصة العمر"، وتلاه بمسلسلات "في حاجة غلط، أنا وأنت وبابا في المشمش، أهلًا بالسكان"، كما واصل نجاحه في المسرح في "ع الرصيف، عش المجانين"، وأثار جدلًا كبيرًا بسبب دوره في فيلم "درب الهوى"، وقدم أيضًا أفلام "على من نطلق الرصاص، فيفا زلاطا، ريا وسكينة".

توفى في عام 1989، ورحل صاحب "القفشات" الكوميدية الراسخة في أذهان الجمهور والأدوار الساخرة، بعدما أثبت حضوره وموهبته فى عمر متقدم، ولم يستطيع الزمن أن يوقف مسيرته وحقق نجاحا وشهرة لم يستطع غيره من شباب جيله أن يحققها.